دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى مواجهة تنظيم القاعدة “بكل الوسائل المتاحة” بهدف “تجفيف” منابعه الفكرية والمالية، وعقد “صلح عام” بين اليمنيين، خصوصا بمحافظة صعدة “من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام”. وقال صالح، في خطاب وجهه للشعب اليمني عشية عيد الفطر المبارك، إن عقد صلح عام “في محافظة صعدة وغيرها من محافظات الجمهورية” يهدف إلى “ترسيخ الاستقرار والسلام” في البلاد، و”إزالة كافة مخلفات الصراعات الموروثة من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير”.
وأشار إلى أن الصلح يهدف أيضا إلى تفريغ “جهود الجميع للبناء والتطوير”، و”تعزيز الاستقرار الذي يهيئ المناخات للاستثمار والإنتاج ويؤمن شروط نهوض وطني شامل في مختلف المجالات”.
وشدد الرئيس اليمني على ضرورة أن “تتضافر جهود كل أبناء الوطن” للتصدي لـ”العناصر الإرهابية المتطرفة والضالة من تنظيم القاعدة” التي قال إنها “انحرفت عن تعاليم الدين الحنيف والإجماع الوطني”، و”ظلت تمارس القتل لمجرد القتل، وأضرت بمصالح الوطن والأمة وأساءت إلى صورة الإسلام والمسلمين”.
وقال الرئيس صالح إن عناصر تنظيم القاعدة “جاهلة وعميلة”، وأنها “تمسحت برداء الدين” الذي “لا تفقه شيئاً من معانيه السامية وقيمة الإنسانية النبيلة”، متهما تنظيم القاعدة بإشاعة “الفتنة داخل الأمة والانقسام في روحها وعقلها”. وأكد على ضرورة مواجهة مسلحي القاعدة “والتصدي لهم بحزم وقوة”، بكل “الوسائل المتاحة من الإرشاد والتوجيه والتنوير والإصلاح”، وصولا إلى “تجفيف منابعهم الفكرية والمالية”، و”تفكيك شبكاتهم الإرهابية”.
واعتبر صالح أن ملاحقة عناصر تنظيم “القاعدة” في جميع المناطق “مهمة كل اليمنيين والوطنيين وليس فقط مهمة رجال الأمن والقوات المسلحة”. من جانبه، قال رئيس المجموعة اليمنية للإعلام نبيل الصوفي لـ(الاتحاد)، تعليقا على خطاب صالح، إن الخطاب الديني والإعلامي والحكومي والمدرسي في اليمن “يغذي المنطلقات الفكرية لتنظيم القاعدة”.
وقال الصوفي: “لم يحصل في اليمن مراجعة شاملة للخطاب الديني بشكل عام”، مؤكدا على ضرورة أن تقود الحكومة اليمنية “نقاشا” بين الجماعات الإسلامية والمنظمات المدنية “حول مفاهيم إسلامية عديدة كالجهاد وعلاقتنا بالآخر”. وأضاف: “الحكومة ملزمة بإعادة استراتيجيها تجاه تنظيم القاعدة، الذي تعتبره عصابة إجرامية تتضمن بعض العناصر الخيرة”، لافتا إلى أن القاعدة “تنظيم لديه أجنده خاصة”.
وفيما يتعلق بتجفيف المنابع المالية لتنظيم “القاعدة” في اليمن، اعتبر رئيس المجموعة اليمنية للإعلام أن منابع “القاعدة” المالية “تأتي من الخارج”، مؤكدا ضرورة أن تقوم صنعاء بتطوير علاقتها القائمة مع الدول المجاورة، لتصل إلى إمكانية “محاصرة” المنابع المالية للتنظيم.
إلى ذلك، توعد تنظيم “القاعدة” بمحافظة أبين جنوبي البلاد، باستهداف 55 من رجال الأمن اليمني “إذا لم يعلنوا توبتهم أمام الناس في جامع مدينة زنجبار” عاصمة المحافظة. ونشر التنظيم المتطرف في بيان، وزعه ملثمون مجهولون وحصلت (الاتحاد) على نسخة منه، أسماء 55 ضابطا يمنيا ينتمون إلى أجهزة الأمن السياسي والبحث الجنائي والاستخبارات العسكرية بمحافظة أبين، معلنا أنهم “هدف مشروع” لعناصر المسلحة “إلا أن يفيقوا من غفلتهم ويعلنوا توبتهم أمام الناس في جامع مدينة زنجبار بعد صلاة الجمعة (أمس) قبل أن تتخطفهم أيدينا”.
واعتبر البيان، الذي لم تتمكن (الاتحاد) من التأكد من صحته، أن هؤلاء الجنود “باعوا دينهم ببعض من الدنيا قليل، وعرضوا أنفسهم لعذاب الله جل وعلا، على أيدي المجاهدين بالقتل والذبح والخطف”، مشيرا إلى أنهم “يرفعون التقارير والكشوف بأسماء المجاهدين لملاحقتهم وسجنهم وتعذيبهم”. وتضم اللائحة أسماء 31 ضابطا في جهاز الأمن السياسي و15 من أفراد البحث الجنائي و9 ضباط في الاستخبارات العسكرية، بحسب ما اوضح ضابط اسمه مدرج في اللائحة. وأضاف الضابط الذي طلب عدم كشف هويته أن من اطلقوا هذا التهديد “يريدون التأثير في نفسية منتسبي وزارة الداخلية والاستخبارات”.
وتابع “نحن بعد حصولنا على البيان لم نعره اهتماما لكننا أخذنا اجراءات احترازية”. من جهة اخرى قال مصدر محلي لوكالة فرانس برس “بعد ساعات من توزيع البيان تلقينا تحذيرات شفوية من قبل السلطة المحلية تدعو إلى عدم التجمع في الأماكن العامة”. وأضاف “اصبحنا بالفعل نشعر بخوف شديد على حياتنا في ظل وجود انفلات امني غير مسبوق بدليل أن هذه العناصر قامت بتوزيع المنشورات علنا دون أي وجود للأمن”.
وفي سياق متصل بأحداث العنف في جنوب اليمن، أُصيب 3 جنود ومدنيان، في كمين مسلح استهدف مسؤولا أمنيا بمحافظة لحج جنوبي البلاد. وقال مصدر محلي مسؤول لـ (الاتحاد) إن مسلحين مجهولين استهدفوا العقيد محمد المرزوقي مدير أمن مديرية الحوطة، مركز محافظة لحج جنوب صنعاء، موضحا أن الكمين الذي وقع بمنطقة الحمراء، أسفر عن إصابة ثلاثة جنود من مرافقي العقيد المرزوقي واثنين من المواطنين المدنيين.
عدد اليوم
