الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرنسا.. ماذا يستطيع الجيش أن يفعل؟

15 يونيو 2015 22:01
للوهلة الأولى، يبدو تعليم اللغة الفرنسية في قاعة الدرس الباريسية هذه عادياً. فالطلبة منشغلون بتعلم الأشياء الأساسية مثل الصرف والنطق السليم والتعبير. غير أن تعلم اللغة ليس هو الهدف النهائي للشباب الـ20 ونيف الذين يأتون إلى هنا كل أسبوع. وفي هذا الإطار، يقول محمد، وهو شاب عذب الحديث في الرابعة والعشرين من عمره ولد في المغرب: «أرغبُ في الحصول على وظيفة في إحدى المكتبات ولكن ثمة مشكلة واحدة فقط: مستواي في اللغة الفرنسية». وعلى غرار بقية زملائه في قاعة الدرس، يأتي محمد إلى «فضاء الإدماج الدينامي» هذا ليس من أجل تحسين مستواه في اللغة الفرنسية فحسب ولكن من أجل أشياء أخرى أيضاً قد يكون فوّتها في المدرسة مثل الرياضيات والقراءة إضافة إلى ترسيخ الثقة في النفس والمتابعة. وإذا كانت «فضاءات الإدماج الدينامية» هذه، وهي عبارة عن مبادرة محلية شبيهة ببرامج التدريب المهني في أميركا، قد أظهرت معدل نجاح جيداً في إدماج الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً في المجال المهني، فإن الحكومة الفرنسية تطمح إلى القيام بأكثر من ذلك من خلال إشراك الجيش في عملية التدريب الوظيفي للشباب. وفي هذا الصدد، من المرتقب أن يضع برنامج جديد يدعى «الخدمة العسكرية الطوعية» 1000 شاب بين أيدي الجيش الفرنسي ليس من أجل التدرب على استخدام الأسلحة، وإنما قصد تعلم مهارات مختلفة تتعلق بالتربية والحياة. ويأتي برنامج الجيش الفرنسي في وقت أصبحت فيه إحصائيات البطالة في فرنسا تحت المجهر. ففي الأسبوع الماضي فقط، تم الإعلان أن معدل البطالة في فرنسا ارتفع للشهر الثالث على التوالي، حيث زاد عدد العاطلين عن العمل إلى 3,5 مليون شخص. على أن الأرقام أكثر ارتفاعاً بين الشباب بشكل خاص، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 23,7 في المئة منهم عاطلون عن العمل مقارنة مع 7,2 في المئة في ألمانيا المجاورة. وقد رصدت الدولة 30 مليون «يورو» لبرنامج «الخدمة العسكرية التطوعية» الذي يمر بمرحلة تجريبية تنتهي في سبتمبر 2017. وقد تم تطبيقه من قبل في أراضي ما وراء البحار التابعة لفرنسا منذ 1961 وحقق نجاحاً كبيراً هناك، حيث ينجح 80 في المئة من المشاركين في الاندماج في سوق العمل بعد إكمال عامهم الأول في الخدمة. وتتمحور الخدمة العسكرية الطوعية حول ثلاثة مبادئ أساسية هي: المهارات الاجتماعية العامة، وإتقان مهارات التعلم والفهم الأساسية، ووضع مخطط مهني من أجل إعادة دخول سوق العمل. وسيكون المشاركون مطالبين بالعيش معاً في القاعدة العسكرية خلال فترة عام. وفي هذا السياق، يقول الليفتانت جنرال برونو كليمون بولي، الذي يقود البرنامج: «إن أموراً مثل الانضباط، وحلق شعر الرأس، وكيفية التعامل مع الآخرين واحترام السلطة.. كلها أشياء إيجابية يقول لنا المشغِّلون إنهم يقدّرونها ويعتبرونها مهمة». بيد أن «الخدمة العسكرية الطوعية» ليست سوى واحدة من عدد من المبادرات التي تعتزم الدولة اعتمادها. فعقب الإفراج عن الأرقام المهولة المتعلقة بالبطالة، تعهدت الحكومة الاشتراكية بخلق 100 ألف وظيفة مدعومة من الدولة. كما تعرض الحكومة حوافز ضريبية على الشركات الصغيرة التي تقوم بتشغيل متعلمين شباب. وكان الرئيس فرانسوا أولاند قد تعهد بعدم الترشح لإعادة الانتخاب في 2017 في حال لم ينجح في خفض أرقام البطالة. وإذا كانت معالجة أزمة البطالة هي الهدف الأول لـ«الخدمة العسكرية الطوعية»، فإن الجيش الفرنسي يقول إن الدافع لتطبيق البرنامج هو الهجمات الإرهابية التي استهدفت مقر أسبوعية «شارلي إيبدو» ومحلاً تجارياً لبيع المنتوجات الغذائية اليهودية في يناير الماضي. وفي هذا السياق، يقول الجنرال كليمون بولي: «لقد كان الدافع، بدون شك، هو أحداث السابع إلى التاسع من يناير»، مضيفاً «لقد كان ثمة نقاش كبير حول التعليم والأطفال المتخلى عنهم، فطرحنا السؤال على أنفسنا: ماذا يستطيع الجيش أن يفعل لكي يساعد؟» في احتواء هذه المشكلة. كوليت دايفسون - باريس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©