الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السعودية تتعرض لضغوط من «أوبك» لمنع انهيار أسعار النفط

السعودية تتعرض لضغوط من «أوبك» لمنع انهيار أسعار النفط
14 يونيو 2012
فيينا (رويترز) - تعرضت السعودية لضغوط من منتجين آخرين في أوبك، أمس، لخفض إنتاج النفط من أجل وقف هبوط أسعار الخام. ويخشى صقور الأسعار في المنظمة أن يدفع تباطؤ النمو الاقتصادي أسعار الخام لمزيد من الهبوط. وتراجع الخام 30 دولارا بالفعل منذ مارس الماضي. وقال وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميرز “نعتقد أنه في ظل الوضع الاقتصادي لاسيما في أوروبا ثمة خطر كبير يتمثل في انخفاض حاد للأسعار. سياستنا الدفاع عن سقف الانتاج المتفق عليه في ديسمبر عند 30 مليون برميل يوميا”. قال وزير النفط الليبي عبد الرحمن بن يزة “أي سعر دون 100 دولار سيكون مؤلما بشدة لليبيا”. وتجاوز برنت 97 دولارا بقليل أمس، وقد بلغ مستوى الذروة عند 128 دولارا في مارس. وفي البداية طرحت السعودية التي تريد سعر معتدلا للنفط رفع سقف الإنتاج ولكنها تخلت عن الفكرة لاحقا. وتتجه المنظمة التي تضم في عضويتها 12 دولة لإبقاء سقف الإنتاج الرسمي من دون تغيير. ولكن الإنتاج الإضافي من السعودية رفع حجم الإنتاج الفعلي إلى 31?6 مليون برميل يوميا في مايو، وهو معدل إنتاج أعلى من الطلب يساهم في تراكم المخزونات العالمية سريعاً. وقال تقرير لمنظمة أوبك إن المخزونات زادت 2?1 مليون برميل يوميا في المتوسط في الربع الأول من العام خلال فترة تراجع موسمي للمخزونات. وتلمح بيانات العرض والطلب إلى تراكم بالحجم نفسه في الربع الثاني. وقال ديفيد هيفتون من بي.ام.بي للسمسرة في النفط “في ظل مثل هذا الغموض القاتم ينبغي أن تناقش أوبك كبح الإنتاج اليوم”. وتجد السعودية نفسها في موقف شائك في محاولتها تعويض نقص الإمدادات من ايران حين يبدأ الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو دون أن تدفع الأسعار للانهيار. والسعر المفضل للنفط لدى السعودية 100 دولار للبرميل وتشعر أن السعر يتيح الاستثمار في النفط من دون الإضرار بالنمو الاقتصادي. وتريد معظم الدول الأعضاء في أوبك جعل مئة دولار حدا أدنى للسعر. وساعدت الإمدادات الإضافية الرياض على تسجيل أعلى مستوى إنتاج في 30 عاما عند عشرة ملايين برميل يوميا في بناء مخزونات النفط حول العالم. وسجلت الولايات المتحدة أعلى مخزونات منذ عام 1990. ويعطي المخزون ضمانا في ظل أي انخفاض اكبر للإنتاج من إيران إذ تقدر وكالة الطاقة الدولية أن صادراتها تراجعت 40% بالفعل بمقدار مليون برميل يوميا إلى 1?5 مليون منذ نهاية العام الماضي. ويستطيع من يخشون تراجع الأسعار الاستناد إلى تحليل من أمانة المنظمة في فيينا يتضمن توقعات متشائمة للطلب. وذكرت الأمانة في تقرير هذا الأسبوع “من أزمة منطقة اليورو إلى تباطؤ ملحوظ في الدول النامية والمتقدمة تتعدد التحديات الحالية”. وقالت “ربما يشهد النصف الثاني مزيدا من التراجع للعوامل الأساسية على الرغم من الطلب الأعلى لأسباب موسمية”. حتى أقرب حلفاء السعودية في الخليج أبدوا شيئاً من عدم الارتياح إزاء تراجع الأسعار. وكان تقدير معالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة أنها “مرتفعة قليلا”. ويرى أن المعروض بسوق النفط أكثر قليلاً مما تحتاجه. وقال للصحفيين عند سؤاله إن كان يرى أن سوق النفط بها إمدادات زائدة عن الحد، فقال “أكثر قليلاً”. وقالت وزيرة النفط النيجيرية ديزاني أليسون مادويكي أمس إنها تعتقد أن المعروض النفطي في السوق أكثر من اللازم. ومن جانبه، قال الأمين العام لأوبك عبدالله سالم البدري للصحفيين في مؤتمر حول صناعة النفط بالعاصمة النمساوية فيينا إن “الأسواق بها معروض وفير بأكثر من اللازم قليلا”. لكن عندما سأله صحفيون عما إذا كانت مستويات إنتاج أوبك خفضت الأسعار بشكل أكبر في سوق تأثرت سلبا بالفعل جراء المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي وأزمة منطقة اليورو، قال “لست قلقا حقيقة”. من جهته، حذر وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي أمس إن منظمة أوبك ستواجه خطراً حقيقياً بسبب تراجع أسعار الخام نتيجة تجاوز إنتاج المنظمة الحد المستهدف. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن يوسفي قوله في فيينا قبل اجتماع لمنظمة أوبك “آمل أن يكون هناك وعي بالتأثير السلبي لارتفاع انتاج النفط على الأسعار، خاصة في الأسابيع القليلة الماضية، وبهذا تواجه أوبك خطراً حقيقياً”. وقال المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة، جينتثر أوتينجر، في المؤتمر، إن الاتحاد الأوروبي يتوقع من أوبك أن تأخذ في حسبانها التطورات الاقتصادية، و”تستمر في تأمين المعروض، وتحقق توازناً للأسعار بشكل ما حول مستوى 100 دولار للبرميل”. وقال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي خلال المؤتمر إن إيران لم تجر بعد خفضاً “كبيراً” في إنتاجها النفطي نتيجة للعقوبات الدولية. كانت وكالة الطاقة الدولية قالت في وقت سابق إن واردات كبار المستهلكين من الخام الإيراني قد تراجعت مليون برميل يومياً في أبريل ومايو، وإن طهران قد تضطر إلى وقف بعض الإنتاج. إلى ذلك، قالت منظمة أوبك أمس إن سعر سلة خاماتها القياسية تراجع إلى 94?99 دولار للبرميل أمس الثلاثاء من 97?34 دولار في اليوم السابق. وتتكون سلة أوبك من 12 خاماً هي مزيج صحارى الجزائري وخام جيراسول الأنجولي والخام الإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي والتصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني الخفيف النيجيري والبحري القطري والعربي الخفيف السعودي ومربان الإماراتي وميري الفنزويلي وأورينت من الإكوادور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©