السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما الدينية تغيب عن شاشة رمضان

الدراما الدينية تغيب عن شاشة رمضان
1 يوليو 2014 00:47
خلت الدراما التلفزيونية هذا العام من البرامج والأعمال الدينية خلال شهر رمضان المبارك، ولأول مرة في تاريخ التلفزيون المصري والقنوات الخاصة لم تحظ الشاشة الصغيرة بعرض أي عمل ديني على غرار السنوات الماضية، رغم أن رمضان يعتبر في الأساس موسماً للأعمال الدرامية الدينية، إلا أن غيابها أصبح في غاية الخطورة ويهدد الدراما الدينية بشبح الانقراض خلال السنوات المقبلة، وهو ما يؤدي إلى شبه انهيار في ثقافة وهواية المشاهدين ويجعلهم أكثر عرضة لأفكار دينية متطرفة. عذاء للروح فالعمل الديني بمثابة تناول شخصية إسلامية بعينها وترجمة لعلامة من علامات الإسلام مأخوذة من واقع الحياة ومن الكتاب المقدس ومنهم شخصية عمر بن الخطاب ويوسف الصديق وغير ذلك، ولكن غيابها الآن يشكل قلقاً وتساؤلاً.. هل الأمر يتعلق بشأن سياسي أم هي مجرد ميول الشباب المشاهدين في سوق الدراما الكوميديا المشوقة أم إفلاس مادي؟! يقول الفنان محمد صبحي، إن اختفاء الدراما الدينية عن عيون المشاهدين هذا العام يسحب البساط تدريجياً من تحت أقدام هذه الأعمال، حتى يصل المطاف إلى اختفائها من الشاشة الصغيرة نهائياً، ويصف الدراما الدينية بأنها بمثابة غذاء للروح وللقلب وللوجدان، وتعطي صورة حقيقية عن سير الصحابة وعن أخلاق الإسلام والمسلمين، ويؤكد صبحي أن غياب الأعمال الدينية يعود إلى تكلفتها الإنتاجية المرتفعة في الديكور، مقارنةً بالأعمال الأخرى. إفلاس وفي السياق نفسه يقول الفنان يحيى الفخراني، إن غياب الأعمال الدينية والبرامج وحتى أفلام الكارتون مثل التي قدمها سابقاً مثل «قصص الإنسان في القرآن».. وغيرها، ترجع إلى إفلاس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وعدم مقدرته على تمويل وإنتاج أعمال عالية التكاليف والتي لا تجلب الإعلانات. بدوره، يقول السيناريست بشير الديك، إن المحطات الفضائية تبتعد عن شراء الأعمال الدينية نظراً لاحتياجها بذل الجهد والذهاب إلى دار الإفتاء والأزهر للحصول على تصريح الموافقة على سيناريو عن أحد الصحابة والتابعين، ويوضح أن مصاريف الإنتاج الباهظة، وعزوف شركات الإعلان عن عرض أي إعلانات أثناء عرض المسلسل، وراء عزوف شركات الإنتاج الحكومية والخاصة عن إنتاج مثل هذه الأعمال، لأنها تعرض في أوقات لا تتناسب مع المشاهدين، مقارنةً بالتوقيتات المميزة التي يتم وضعها لأعمال النجوم. ويحذر الناقد السينمائي أحمد كامل من غياب هذه النوعية من المسلسلات لعدم تطرف ثقافة المصريين، إلى جانب استعادة القطاع الحكومي للإنتاج ريادته في تنظيم وإخراج تلك الأعمال لعدم لجوء الفنانين كافة إلى الأعمال الاجتماعية الأخرى، وترك ساحة الأعمال الدينية على الهامش. ليست مؤامرة وتشير الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي إلى أن غياب المسلسلات الدينية ليست مؤامرة، كما زعم البعض، ولكن الجهات الحكومية للإنتاج مازالت تعاني الديون، بسبب الفوضى السياسية التي أرهقت ميزانيات شركات الإنتاج، وتؤكد أن المنتجين المسيطرين على سوق العمل لا يريدون المجازفة بأموالهم خوفًا من الوقوع في الخسائر، حيث فضلوا إنتاج أعمال كوميدية ورومانسية، وتصف أن غياب الدراما الدينية مثل السير في درب مظلم يهدد هوية الدولة. ويشدد الناقد السينمائي طارق الشناوي، على ضرورة إنتاج مسلسلين أو ثلاثة من الأعمال الإسلامية في كل عام حتى لا تموت هذه الأعمال عبر مرور الزمن، وتابع قائلاً: من المؤسف أن تسود الشاشات في الشهر المبارك بالرقص والبلطجة والألفاظ الخادشة، وتغيب دراما غذاء الروح في شهر رمضان الكريم، ويؤكد أن تجاهل إنتاج أعمال دينية يؤدي إلى غياب القيم الدينية وفشل منظومة الدراما العربية. (وكالة الصحافة العربية)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©