الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيا وترامب.. دواعي الحذر

16 نوفمبر 2016 22:47
ذكر أحد المشرعين «الجمهوريين» البارزين أن لديه نصيحة يسديها للرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن التعامل مع نظيره الروسي، ألا وهي: «تعامل بحذر». وفي مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي»، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي «ديفين نونيز» إن ترامب تم انتقاده بشكل غير منصف بسبب موقفه بشأن روسيا وتوقع أن يظهر الرئيس الأميركي القادم حسماً مع موسكو. كمرشح، لم يذكر ترامب سوى بعض الكلمات الودية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وابتعد بشكل واضح عن انتقاد الزعيم الروسي بشأن استيلاء موسكو على القرم، وأوكرانيا، أو حربها الجوية دعماً لنظام بشار الأسد السوري. ورفض ترامب إلقاء اللوم على روسيا فيما يتعلق بالقرصنة على الانتخابات الأميركية والحزب «الديموقراطي»، حتى بعد أن خلصت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن موسكو كانت وراء هذه العملية الرقمية. بيد أن «نونيز»، الذي كان يدعم ترشح قطب العقارات في نيويورك، قال إنه لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف في قول ترامب إنه يأمل أن يجد أرضية مشتركة مع موسكو. وقال «فلتذكر لي وزير خارجية أو رئيساً في الـ15 عاماً الماضية لم يقل إننا سنعمل مع الروس»، لكن المشرع «الجمهوري» قال إن إقامة علاقات تعاونية مع روسيا كان يتطلب نهجاً واضحاً، مع وضع سجل موسكو في الاعتبار. وأضاف «نصيحتي لترامب وفريقه هو المضي قدماً بحذر». وكان فوز ترامب المقلق في الانتخابات قد قوبل بالتصفيق في البرلمان الروسي، وقال دبلوماسي روسي بارز إن موسكو قد حافظت على الاتصالات مع فريق ترامب أثناء الحملة. ومن ناحية أخرى، اتهمت المرشحة الرئاسية «الديموقراطية» الخاسرة هيلاري كلينتون روسيا بمحاولة تقويض ترشحها من خلال التدبير المزعوم بالإفراج عن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بمساعديها ومسؤولين في الحزب «الديموقراطي»، والتي تم الاستيلاء عليها. وأوضح «نونيز»، الذي تم تعيينه يوم الجمعة ضمن فريق ترامب الانتقالي، أنه شعر بالغضب إزاء اقتراحات بعض مسؤولي الاستخبارات بأن القرصنة الإلكترونية التي قامت بها روسيا كانت ترمي إلى انحراف الانتخابات لصالح ترامب، حيث إنها عكست سوء فهم لكيفية عمل أجهزة المخابرات في موسكو. وقال «إنهم يحاولون زرع الشك في العالم ولدى الحلفاء في أن النظام الأميركي نظام ديموقراطي وناجح بحق». وأضاف «والحقيقة هي أن ترامب سيكون أكثر صرامة من كلينتون مع بوتين». كما اتهم عضو الكونجرس في كاليفورنيا وكالات الاستخبارات الأميركية والإدارات المتعاقبة بأنها دأبت على إساءة فهم الرئيس الروسي بوتين وبأن تصرفات موسكو قد أعمتها. وقال في هذا الصدد: «إن أكبر أخطائنا الاستخباراتية منذ 11/‏9 هو عدم قدرتنا على فهم خطط ونوايا بوتين». وأضاف في حواره مع فورين بوليسي: «لقد كان هذا خطأ استخباراتياً ضخماً، لكنه أيضاً يمثل الجانب المدني من فشل الحكومة». ويتزامن انتخاب ترامب مع تصاعد في التوتر بين واشنطن وموسكو لم يسبق له مثيل منذ الحرب الباردة، حيث أخل بوتين بالاتفاقية وربط قضايا الأسلحة النووية بخلافات أخرى غير ذات صلة. وقال نونيز إن البيت الأبيض بقيادة ترامب سيرث «عالماً في غاية الخطورة»، بما في ذلك انتشار تهديد التطرف الإسلامي، واقتصاد عالمي هش ومحاولة الصين تأكيد السيطرة على بحر الصين الجنوبي، لكنه أكد أن الرئيس المنتخب قد أحاط نفسه بالفعل بعقليتين بارعتين في مجال الأمن القومي، وهما «مايك فلاين»، جنرال متقاعد سبق أن عمل في الاستخبارات العسكرية، و«رودي جولياني»، عمدة نيويورك السابق والمدعي العام الفيدرالي. ومن جانبهما، اتهم كل من فلاين وجولياني إدارة أوباما بالفشل في إدراك حجم الخطر الذي يمثله تنظيم داعش والتقليل من قوة شبكة «القاعدة» الإرهابية. «إنني مقتنع تماماً أنه، من دون المعنى الصحيح للضرورة الملحة، فإننا سنُهزم في النهاية ويتم السيطرة علينا ومن المرجح جداً تدميرنا» من قبل المتشددين الإسلاميين، بحسب ما ذكر فلاين ومايكل لادين، من المحافظين الجدد البارزين، في كتابهما الذي صدر هذا العام بعنوان «ميدان المعركة». وقد أجبر فلاين على الاستقالة من منصبه كرئيس لوكالة الاستخبارات الدفاعية في عام 2014 بعد خلاف مع وكيل وزارة الدفاع «مايكل فيكرز» ومسؤولين آخرين بسبب مسائل تتعلق بالموازنة ومحاولته إعادة تنظيم وكالة الاستخبارات الدفاعية. وعلى الجانب الآخر، أحدث انتخاب ترامب حالة من الذعر بين الموظفين العاملين في وكالات الاستخبارات في البلاد، بسبب رفضه لما توصلوا إليه بشأن روسيا وغيرها من الدول وتعهده بإعادة استخدام أساليب استجواب مثل الإيهام بالغرق وغيرها، والتي كان أوباما يحظرها وأدينت على نطاق واسع باعتبارها أساليب للتعذيب. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©