الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدفع رمضان يعيد ذكريات زمان إلى ساحات جامع الشيخ زايد

مدفع رمضان يعيد ذكريات زمان إلى ساحات جامع الشيخ زايد
1 يوليو 2014 17:33
أحمد السعداوي (أبوظبي) بما له من قيمة تاريخية عريقة في الموروث التاريخي الإسلامي، حلّ مدفع رمضان ضيفاً للمرة الأولى هذا العام على جامع الشيخ زايد الكبير ليكون واحداً من أهم الفعاليات التي ينظمها المركز، مسهماً في إضفاء أجواء إيمانية فريدة عاشها رواد الجامع الذين يزداد عددهم بشكل لافت في رمضان من كل عام، مؤكداً القيمة المتزايدة للجامع كواحد من أهم المعالم الدينية والسياحية في المنطقة والعالم، وقدرته على إبراز مفردات التراث الإسلامي في أبهى صوره، حيث يعد مدفع الإفطار واحدا من أهم ملامح هذا التراث المرتبط بشهر رمضان منذ قرون عديدة. ومثّل مشهد مدفع رمضان في ساحات الجامع بما له من إطلالة شامخة، قيمة هذا الموروث في نفوس المصلين ودوره في إشعارهم بالطقوس الرمضانية الثرية في المجتمع الإماراتي، خاصة أن إدارة مركز جامع الشيخ زايد أتاحت للجمهور متابعة فعاليات إطلاق المدفع قبيل صلاة المغرب، إيذاناً بانتهاء وقت الصيام وبدء واحدة من أمسيات رمضان الجميلة في العاصمة الإماراتية. وقالت إدارة المركز، إن ضم مدفع رمضان هذا العام إلى الفعاليات التي يشهدها جامع الشيخ زايد الكبير طوال أيام وليالي شهر رمضان، جاء مساهمة من المركز في إحياء الأشكال المتنوعة للطقوس والعادات الإماراتية التي كانت تمارس منذ القدم بحلول شهر رمضان. مشاهدة عملية وأوضحت أن هذه المبادرة تمت بالتنسيق مع وحدات المساعدة التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة، التي تشرف على إطلاق مدافع رمضان في مناطق عديدة بإمارة أبوظبي ومنها المدفع الذي يزين ساحة جامع الشيخ زايد واستقطبت طقوس إطلاقه يوميا الكثيرين من أفراد الجمهور الذين استمتع العديد منهم ربما لأول مرة بمشاهدة حية لعملية إطلاق مدفع رمضان، بدلا من مشاهدته عبر شاشات التلفاز أو سماعه عبر الراديو. وذكرت أنه في الليلة الأولى من شهر رمضان الحالي، تم إطلاق ثلاث طلقات في لفتة جميلة إعلاناً ببدء ليالي وأيام شهر رمضان للعام الهجري 1435، مبينة أن المدفع الذي ينطلق يوميا في جامع الشيخ زايد يتم إحضاره خصيصاً لهذا الغرض قبل موعد الإفطار ثم نقله مرة أخرى بواسطة وحدات المساعدة التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة إلى حين الاستعانة به مرة أخرى في اليوم التالي. اختيار ناجح وعن قيمة وجود مدفع رمضان في جامع الشيخ زايد الكبير، أكدت إدارة المركز أن الجامع صار ثاني أشهر معلم سياحي عالمي بعد حصوله على هذا التقدير الدولي من خلال تقييمات الزوّار، ومن ثم يأتي اختيار جامع الشيخ زايد كأحد المواقع المهمة في أبوظبي التي تنطلق منها طلقات مدفع الإفطار، اختياراً ناجحاً إلى أقصى حد، كون الجامع من أهم رموز دولة الإمارات لارتباطه باسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان لرؤيته البعيدة الفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى في رؤية هذا المعلم الديني السياحي في أبوظبي، ليكون شاهداً على الجهود العظيمة التي بذلها المغفور له في تأسيس دعائم الدولة الحديثة على جذور راسخة من الإرث والهوية العربية الإسلامية. كما أن رؤية الجمهور للحظة انطلاق المدفع يعيدهم بالذاكرة إلى الأيام الماضية، حين كان الناس يتعرفون على حلول موعد الإفطار عبر سماعهم طلقات المدفع، ثم تصدح المساجد بأصوات المؤذنين لصلاة المغرب، وذلك قبل ظهور وسائل الإعلام والأجهزة الحديثة التي يسرت للجميع معرفة مواعيد الصلاة بسهولة ويسر. أجواء إسلامية ومع تزايد أعداد القادمين إلى جامع الشيخ زايد الكبير، دعت إدارة المركز جموع الزوّار إلى الالتزام بالوقوف في الاماكن الصحيحة ما يسهم في تحقيق الراحة لهم خلال زيارتهم ومغادرتهم للجامع، خاصة مع تكثيف التعاون من قبل المركز والمتطوعين من أبناء الإمارات التابعين لمختلف الجهات، مع مديرية المرور والدوريات وشرطة ساعد، بهدف تجنيب الزوّار أي صعوبات في دخول وخروج الجامع. ومن الجمهور أشاد أحمد شكر الله، الذي يعمل مدرسا للغة العربية بإحدى مدارس أبوظبي، بفكرة وجود المدفع هذا العام داخل جامع الشيخ زايد وإطلاقه منه مغرب كل يوم، مبيناً أنه اعتاد على زيارة جامع الشيخ زايد منذ قدومه إلى الإمارات قبل عدة سنوات، ويشعر أن وجوده في الجامع يعطيه المعنى الحقيقي لرمضان، بسبب الاهتمام غير العادي بالزائرين والحرص على توفير وسائل الراحة كافة لهم، وتقديم كل ما يجعل المصلين يعيشون أجواء إسلامية تراثية خالصة، ولذلك جاءت خطوة إحضار مدفع في ساحة المسجد من أجمل الأفكار التي قدمها المسؤولون عن المسجد هذا العام، الذين لم يقصروا في توفير كل سبل الراحة لرواد الجامع. رغبة قديمة من جانبه، قال زياد إبراهيم الذي يعمل موظف استقبال في أحد المستشفيات، إنه جاء بصحبة أصدقائه لتناول الإفطار في جامع الشيح زايد ثم بقاء الليلة حتى انتهاء صلاة التراويح، وفوجئ بمدفع رمضان موجود في الجامع وينطلق منه، ما حقق له رغبة قديمة منذ الطفولة أن يحضر طقوس إطلاق المدفع، وهو ما يتيحه الجامع الآن للزوار طوال أيام شهر رمضان، وهي مبادرة جميلة تستحق كل الشكر من الجمهور لإدارة المركز، وغيرها من الجهات التي تعاونت من أجل الاحتفاء بضيوف بيت من بيوت الله، خلال شهر رمضان الكريم. حكاية مدفع رمضان كانت القاهرة عاصمة مصر أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي «خشقدم» أن يجرب مدفعاً جديداً وصل إليه. وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفــع كل يوم إيذاناً بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك. وبدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولا، ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت ثم انتقل إلى كافة اقطار الخليج ثم اليمن والسودان ودول غرب افريقيا ودول شرق آسيا، حيث بدأ أول مدفع إفطار عمله في اندونيسيا عام 1944.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©