الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أميركا تحاول اللحاق بركب القطارات السريعة في العالم

أميركا تحاول اللحاق بركب القطارات السريعة في العالم
11 سبتمبر 2010 21:13
تنقل القطارات الإسبانية الركاب من مدريد إلى برشلونة في زمن قياسي لا يتجاوز ساعة ونصف الساعة، بينما تملك اليابان ما يطلق عليه اسم “القطار الرصاصة” نسبة لسرعته الفائقة. أما الصين، فتقوم ببناء شبكة من طرق القطارات الأسرع في العالم بما فيها الخط الذي تم افتتاحه مؤخراً الذي يربط بين مدينتي جوانزهو ووهان بطول 1,070 كلم. وربما تنضم أميركا باقتصادها الأكبر في العالم لهذا الركب قريباً. وحتى الآن فان أميركا ربما لحجمها الكبير، لا تملك قطارات قادرة على الانتقال السريع بين الولايات البعيدة لتنافس الطائرات. لكن وبإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما اعطاء الأولوية للقطارات السريعة، فقد يشهد هذا الوضع تغييرا قريبا. ويقول الرئيس مبدياً رغبته في “ايجاد الابتكارات التي تغير نمط السفر في أميركا عبر خيارات الطاقة النظيفة وكفاءة الوقود”. وقدم البرنامج التحفيزي نحو 8 مليارات دولار لتطوير القطارات السريعة بالاضافة إلى 2,3 مليار أخرى ستعلن الحكومة عن منحها قريباً من أموال الميزانية. ومن المنتظر أن تعلن الحكومة هذا الشهر عن خطتها للقطارات القومية التي تتضمن رؤية مستقبلية لخطوط الركاب والنقل. والخط الوحيد الذي يمكن أن يطلق عليه سريع في أميركا الآن هو ذلك الذي يربط واشنطن بمدينة بوسطن في المنطقة الشمالية الشرقية المزدحمة بالسكان. وتصل سرعة القطارات إلى 150 ميلاً/ساعة، لكن متوسط سرعتها الحقيقي أقل من ذلك بكثير نسبة لمشاركتها الخطوط مع قطارات أخرى. وتهدف خطة القطارات الجديدة أن ينطلق مركزها من كاليفورنيا وفلوريدا. وذكر بيتر جيرتلر رئيس مؤسسة خدمات القطارات السريعة في مدينة كنساس بولاية ميسوري انه ربما تكون فلوريدا أول المحطات التي تحظى بخدمة القطارات فائقة السرعة بحلول 2015. وتخطط كاليفورنيا لانشاء خط يربط بين سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس مروراً بالمدن الرئيسية الكبيرة بسرعة تصل إلى 220 ميلاً/ساعة. وتخطط كذلك مدن الوسط الغربي مثل شيكاجو لتحسين خطوط السكك الحديدية العاملة فيها من أجل دعم القطارات السريعة. وتأمل الشركات الآسيوية والأوروبية بما لديها من خبرة في القطارات السريعة الاستفادة من النهضة التي تشهدها أميركا في هذا المجال بالرغم من أن الاعتبارات السياسية تتطلب اشراك الشركات الأميركية لجانبها. ويضيف جيرتلر “من المؤكد أنه ستكون هناك شراكات استراتيجية بين الشركات الأوروبية والآسيوية خاصة وان الولايات المتحدة لا تصنع قطارات سريعة في الوقت الراهن”. وأبدت شركات من اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا، رغبتها في العمل في المشاريع الأميركية. أما الصين فلم تبد رغبتها في الانشاء فحسب، بل في تمويل خط كاليفورنيا السريع أيضاً. لكن واجهت بعض من هذه الشركات مثل أس أن سي أف الفرنسية مشاكل عديدة مثل اتهام اليهود لها بترحيلهم لمعسكرات التركيز خلال الحرب العالمية الثانية بالرغم من أن الادارة الحالية ليست مسؤولة عن الماضي. ونتيجة لذلك طلب مجلس كاليفورنيا التشريعي من الشركات المتقدمة لمناقصة المشروع توضيح أدوارها أيام الحروب. لكن يمثل التمويل علامة من علامات الاستفهام الكبيرة التي تتعلق بمستقبل القطارات السريعة في أميركا. وأن مبلغ البرنامج التحفيزي البالغ 8 مليارات دولار ليس بالكاف أبداً خاصة وانه موزع على جملة من المشاريع المنتشرة في أنحاء البلاد. ومن المتوقع أن تصل تكلفة مشروع كاليفورنيا لوحده نحو 40 مليار دولار. وينتظر من حكومات الولايات أن تساهم بقدر كبير من التكلفة بيد أنها تعاني من عجز في ميزانياتها. ويرى جيرتلر أن الحل الأمثل هو عبر الانفاق من أموال الحكومة المركزية مثل ضريبة الجازولين التي تدفع منها صيانة الطرق السريعة. ويقول “تكمن العقبة الكبرى في وجود مصدر تمويل دائم وآمن ومستقر في المستقبل”. ومن العقبات الأخرى الشكاوى التي يتقدم بها السكان الذين يقطنون على طول خطوط السكك الحديدية. وتبنى مؤخراً مجلس مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا قراراً “بعدم الثقة” في سلطة القطارات السريعة في كاليفورنيا. ويتضمن هذا الاعتراض التكاليف والافتقار إلى خطة تجارية واضحة وارتفاع معدل الازدحام المروري والازعاج والاهتزازات الناجمة عن سير القطارات التي يزعم السكان أنها لا تعود في جملتها بأي فائدة على المدينة. وفي الوقت الذي تعاني فيه أميركا من أجل انشاء خطوط القطارات السريعة، تشارك هذه القطارات بقوة في نهضة اقتصادات بلدان أخرى حول العالم. وتمثل الصين أحد النقاط الساخنة في هذا المضمار حيث إنها قامت أو تخطط للقيام بافتتاح 42 خطا من خطوط القطارات فائقة السرعة بحلول العام 2012. واتجهت الصين الآن لانشاء خطوط قطارات سريعة في جنوب أفريقيا. كما تخطط أوروبا أيضاً لتوسيع شبكتها بالتخطيط لربط البرتغال بإسبانيا عبر خط سكك حديدية سريع وتعزيز الروابط بين فرنسا وإسبانيا. ويتوقع جيرتلر وبعد عودة الأشياء إلى طبيعتها أن يبدأ تأثير قوي في الانتشار بدءاً بالولايات المتحدة، تنتشر معه الخطوط السريعة في كل دول العالم. نقلاً عن: إنترناشونال هيرالد تريبيون ترجمة: حسونة الطيب
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©