الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دفاع وزير الخارجية الإيراني عن قطر.. «انتهازية سياسية»

دفاع وزير الخارجية الإيراني عن قطر.. «انتهازية سياسية»
4 أكتوبر 2017 09:56
أحمد مراد (القاهرة) وصف خبراء ومحللون سياسيون دفاع وزير خارجية إيران، جواد ظريف، عن قطر ومهاجمته لسياسات السعودية والإمارات بـ«انتهازية سياسية»، مؤكدين أن التحركات والمواقف الإيرانية المدافعة عن قطر تأتي في إطار نفعي بحت، حيث تسعى إيران إلى استغلال الأزمة القطرية لتعزيز تغلغلها في منطقة الخليج عبر البوابة القطرية، فضلاً عن تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية. وأكد الخبراء والمحللون أن الدفاع الإيراني الحالي عن قطر سبقه أوجه كثيرة من التعاون والتنسيق بين البلدين ضد أمن واستقرار منطقة الخليج. أوضح المحلل السياسي د. محمد مجاهد الزيات الرئيس الأسبق للمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن دفاع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عن قطر، ومهاجمته لسياسات السعودية والإمارات، تأتي في إطار رغبة طهران في تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والاقتصادية من وراء الأزمة القطرية. وقال د. الزيات: بعد ساعات قليلة من إعلان قرار الدول العربية الأربع - الإمارات والسعودية ومصر والبحرين - بقطع علاقاتها مع قطر، سارعت إيران لاستغلال الأزمة لصالحها، حيث أعربت منذ البداية عن تعاطفها مع قطر، ويكفي الإشارة إلى أنه في اليوم التالي لصدور قرار الرباعي العربي، توجه وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى أنقرة، وبحث مع أردوغان الأزمة القطرية، وأظهر ميلا واضحاً للدوحة. وأضاف الزيات: وفي أكثر من مرة، خرج وزير الخارجية الإيراني ليدافع عن قطر، وفي الوقت نفسه يهاجم السياسات السعودية والإماراتية، ولعل أبرز هذه المرات جاءت خلال جولة له في أوروبا، وفيها قال: ليس من الصحيح تحميل إيران أو قطر مسؤولية دعم الإرهاب. وأكد الزيات أن دفاع إيران عن قطر يعكس «انتهازية سياسية» صريحة، حيث تأتي التحركات الإيرانية المدافعة عن قطر في إطار نفعي بحت، إذ تسعى إيران إلى استغلال الأزمة القطرية لتعزيز تغلغلها في منطقة الخليج عبر البوابة القطرية، الأمر الذي يساعدها على تنفيذ مشروعها التوسعي داخل المنطقة العربية. وتابع الزيات: يعتبر الموقف الإيراني المساند والمدافع عن قطر طبيعياً، ويتسق مع موقفها من السعودية والبحرين والإمارات، ولكنه لا يخدم الموقف القطري بصورة كبيرة في النهاية، ولا يستطيع موازنة الضغوط الخليجية والمصرية على قطر. وأشار د. الزيات إلى أن التقارب الإيراني القطري ليس وليد الأزمة القطرية الراهنة، وإنما هو قائم منذ سنوات عديدة، وقد تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء التي لا يمكن السكوت عليها، حيث سبق أن تم رصد لقاءات سرية بين شخصيات سياسية وأمنية قطرية مع الجنرال قاسمي سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني، وهو المتهم بدعم عمليات إرهابية في البحرين والسعودية، فضلا عن استقبال قطر بعض المعارضين من القيادات الشيعية السعودية والبحرينية ذات الصلة بإيران، وإجراء قناتها الفضائية - الجزيرة - حوارات معهم وجهوا خلالها اتهامات مسيئة لقادة البلدين. وواصل د. الزيات قائلاً: ويضاف إلى ذلك، قيام الحكومة العراقية بمصادرة حقائب في إحدى الطائرات القطرية في مطار بغداد والتي كانت تحت غطاء دبلوماسي وتحوي 700 مليون دولار كانت بغرض تسليمها لقيادات في أحد تنظيمات الحشد الشعبي الشيعية العراقية ذات الصلة الوثيقة بإيران بدعوة أنها فدية للإفراج عن رعايا قطريين مختطفين، وأشارت مصادر كردية في العراق أنه سبق ذلك دفع قطر مبلغ 300 مليون دولار لقيادات في ميليشيا كتائب حزب الله في العراق وقيادات في الحرس الثوري الإيراني الموجودة في العراق، وذلك في نفس توقيت إعلان عدد من قيادات ميليشيات الحشد الشعبي العراقي أنهم يجهزون للانتقال إلى السعودية بعد انتهائهم من تحرير العراق من داعش. ولم يستغرب د. رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية، دفاع وزير الخارجية الإيراني عن قطر، مؤكداً أن الدفاع الإيراني الحالي عن قطر سبقه أوجه كثيرة من التعاون والتنسيق بين البلدين - قطر وإيران - ضد أمن واستقرار منطقة الخليج، حيث حدث توافق واضح بين إيران وقطر في فترة رئاسة أحمدي نجاد، واستطاع وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم وضع أقدام إيران في الخليج بشكل واضح، مستفيداً من علاقته المشبوهة بـعلي لاريجاني وزير خارجية إيران الأسبق، وظهر ذلك واضحاً عندما دفعت قطر بإيران كأحد الداعمين لبعض الشخصيات الشيعية البحرينية ولنمر النمر أحد القيادات الشيعية السعودية الذي أُعدم العام الماضي. وقال: كما أن مهاجمة ظريف لسياسات السعودية والإمارات ليس بالأمر الجديد أيضاً، فمنذ سنوات عديدة تندفع طهران في عملية التعبئة ضد السعودية والإمارات، فقد سبق لإيران أن عملت على تشكيل أخطر شبكات التجسس لها في السعودية التي تهدد أمن وسلامة المنطقة، واتضح من خلال التحقيق مع أعضاء الشبكة، أنهم تواصلوا مباشرة مع قادة من الحرس الثوري الإيراني في العراق، وذلك لإنشاء مركز خاص بالطائفة الشيعية في مكة المكرمة، وقد اتضح من خلال التحقيقات أن الاستخبارات الإيرانية شددت عمليات تجسسها على محافظة الأحساء، حيث عمدت إلى جمع أسماء الرموز المؤثرة في المحافظة والقطاعات والجهات التي يعملون فيها، وشهاداتهم العلمية، وأرقام هواتفهم، لغرض العمل على تجنيدهم لصالح طهران، وقد أعلنت دول الخليج العربي اكتشاف العديد من شبكات تجسس قامت البعثات الدبلوماسية الإيرانية بتشكيلها. وأكد أن إيران لا تتورع عن محاولة زعزعة استقرار الخليج، وبدا ذلك جلياً في البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية، وهي الآن تستغل الأزمة القطرية لتنفيذ مخططاتها المشبوهة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع قطر. وبدوره، شدد د. محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن طهران تسعى من خلال الأزمة القطرية إلى تحقيق عدة مكاسب وفوائد عبر الانحياز إلى صف قطر، وذلك لدعم مشروعها في المنطقة الخليجية والعربية، ومن هنا يأتي دفاع وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، عن قطر في العديد من المحافل والمناسبات الدولية. وأشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، كان قد كشف عن جوهر ما تأمله إيران من أزمة قطر عندما أعلن أن حل الأزمة يمكن أن يتحقق من خلال إقامة آلية دائمة للمشاورات والتحادث وحل المنازعات في المنطقة، ومن هنا تحاول إيران أن تستغل الأزمة لفرض نفسها طرفاً معترفاً به إقليمياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©