طرابلس، بنغازي (وكالات) - قتل شخصان وأصيب آخرون، أمس الأول، في اشتباكات مسلحة بين مجموعة من الطلبة في إحدى الجامعات في مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. ونقلت قناة “سكاي نيوز عربية” الإخبارية عن مصادر لم تسمها، تأكيدها أن تبادلاً لإطلاق الرصاص تم داخل حرم الجامعة، ما أسفر عن مقتل طالبين وإصابة نحو 10 آخرين، بعضهم إصاباتهم حرجة. وأضافت تلك المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن الاشتباكات اندلعت على خلفية نزاعات بين القبائل في المنطقة التي تشهد انفلاتاً أمنياً على غرار معظم المناطق الليبية.
من جانبه، أكد عضو المؤتمر الوطني عن المدينة، محمد عريشية، عدم “وجود أي خلفيات سياسية للحادث”، مشيراً إلى أنه نجم عن “سلوك فردي” لبعض المسلحين. وقال لـ”سكاي نيوز عربية” إن الاشتباكات اندلعت “في حرم الجامعة إثر تبادل عشوائي للرصاص بين مسلحين قدموا من خارج الجامعة”، مؤكداً أنهم ليسوا طلاباً. وحمل عريشية الحكومة الليبية المسؤولية عن الحادث بسبب “تجاهلها للمنطقة من الناحية الأمنية”، منتقداً أداء السلطة على الصعيد الأمني في مدينة سرت. وتنتشر في ليبيا منذ إطاحة القذافي في 2011 ميليشيات مسلحة في ظل عجز الحكومة المركزية التي تتسم بالضعف، عن حفظ الأمن وفرض هيبة الدولة في كل أنحاء ليبيا.
من جهة أخرى، قال موظف يعمل بمحطة تلفزيون ليبيا الحرة، إن قنبلة انفجرت خارج مكاتب المحطة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا الخميس، ما أسفر عن أضرار محدودة، لكن لم تقع إصابات. وأضاف أن الانفجار أحدث أيضاً حفرة كبيرة في الأرض خارج المبنى. ونقلت وكالة رويترز عن الموظف قوله: “سمعنا انفجاراً مدوياً وذهبنا إلى الخارج لنرى... تعرضت البوابة الأمامية لأضرار. نعتقد أن الانفجار نتج عن قنبلة”، مضيفاً أنه لم يتضح بعد كيف نفذ الهجوم. وقالت جماعة صحفيون بلا حدود في بيان هذا الأسبوع، إنها تشعر “بقلق بالغ للوضع الأمني المتدهور في ليبيا وتصرفات بعض الميليشيات تجاه العاملين بوسائل الإعلام.” وقال البيان “الصحفيون تعرضوا بشكل متكرر للهجوم أو التهديد أو الخطف على أيدي ميليشيات في الأشهر القليلة الماضية”.
وتشهد ليبيا حالة من الفلتان في ظل عجز الشرطة والجيش عن ضبط الأمن العام. والسبت الماضي، قُتل وجُرح العشرات في مواجهات بين كتيبة ثوار سابقين ومتظاهرين “مناهضين للميليشيات” في بنغازي، بحسب ما أعلن مصدر طبي في مستشفى الجلاء بالمدينة. وحاول عشرات المتظاهرين، بعضهم كان مسلحاً، طرد كتيبة “درع ليبيا” من ثكنتها، ما أدى إلى وقوع مواجهات بين المجموعتين. وقال المتظاهرون إنهم يريدون طرد الميليشيات من مدينتهم، ودعوا القوات النظامية إلى الحلول محلها. وتتبع كتيبة “درع ليبيا” التي تتشكل من ثوار سابقين قاتلوا ضد نظام معمر القذافي في 2011، رسمياً وزارة الدفاع الليبية. والسلطات الليبية التي تجد صعوبة في تشكيل جيش وشرطة محترفين، تلجأ بانتظام إلى ثوار سابقين لتأمين حدودها أو فصل نزاعات قبلية. وفي أكتوبر الماضي، تمرد سكان في بنغازي على ميليشيات وطردوا بعضهم من المدينة.
عدد اليوم
