الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعايدات الإلكترونية أضعفت الروابط الاجتماعية

المعايدات الإلكترونية أضعفت الروابط الاجتماعية
11 سبتمبر 2010 21:22
قبيل العيد تبدأ رسائل المعايدات الإلكترونية في التدفق إلى كل الهواتف المحمولة، والكل يبدع في اختيار وانتقاء أحسن رسالة ليرسلها من جديد للقريب والبعيد من الأهل والأصدقاء والأقارب، وفي بعض الأحيان ترسل لكل المسجلين في ذاكرة الهاتف أو بطاقته، حتى أن هناك من يرسلها إلى شخص منسٍ في أجندة الهاتف مر على تسجيله سنوات. وهذه الرسائل والمعايدات الإلكترونية عن طريق الإنترنت أو عن طريق الهاتف المحمول اخترقت الزمان والمكان وطارت فوق كل الحواجز لتقريب البعيد، ولكن تبقى سلبياتها كبيرة، حيث أضعفت الروابط الاجتماعية، وساعدت على الانطواء والانكماش من الناحية النفسية، وفي هذا الإطار يبدي الدكتور معتز كوكش، خبير تقنية المعلومات، ومدير عام مجموعة «ازتك بدبي- قرية المعرفة»، آراء حول التحول الحاصل. يقول كوكش خبير تقنية المعلومات: «مع تعدد وسائل التكنولوجيا الحديثة ظهر ما بات يعرف بـ(العيد الإلكتروني) أو (المعايدة الإلكترونية)، وقد حلت محل المعايدة التقليدية في السنوات الأخيرة، وبدلاً من الزيارات والعناق والمصافحة لتبادل التهاني بقدوم رمضان أو العيد، أصبح الناس، خاصة الشباب من الجنسين، يفضلون نقل تهانيهم عبر شبكة الإنترنت ورسائل الهاتف النقال وأبدعوا ونوعوا في أشكال تلك التهاني. من قبيل: «عيدكم مبارك»، «أقبل شوال وداعاً رمضان»، «عساكم من عواده»، «جعل الله كل أيامكم أعياداً»، ورسائل أخرى غيرها تحمل في طياتها التهنئة بقدوم العيد، وأدعية، سواء كانت ملأى بالروحانية والأدعية، أو بعبارات التهنئة الخفيفة، تزين بطاقات إلكترونية مصممة بـ«الفوتوشوب»، وأخرى مصممة بـ«الفلاش» تصل إلى عناوين البريد الإلكتروني للكثيرين في هذه الأيام. أرقام يتوسع كوكش فيسرد بعض الأرقام، ويقول: «أظهرت الدراسات وجود أكثر من 500 ألف موقع تقدم جميعها خدمة إرسال بطاقات المعايدة الإلكترونية على شبكة الإنترنت، يعتمد أغلبها اللغة العربية، وتلك المواقع المختصة بالبطاقات قد خصصت تصنيفات خاصة بالمناسبات والأعياد الإسلامية، هذه الطريقة الجديدة في نوعها لاقت إقبالاً كبيراً بين الشرائح العمرية المختلفة للناس مع اتساع رقعة المستخدمين لشبكة الإنترنت في العالم العربي، ووجد فيها الكثيرون فرصة لتبادل التهاني واختصاراً للمسافات الزمنية والمكانية بطريقة بسيطة، وخصوصاً مع انتشار المواقع الاجتماعية الإلكترونية مثل موقع (facebook)، وغيرها من المواقع التي خصصت مساحات وفرت فيها العديد من بطاقات المعايدة المختلفة، وصور الهدايا الرمزية وحلويات العيد، يمكن لمستخدميها إرسالها إلى قائمة الأهل والأصدقاء المشتركين بالجوال، وإرسالها إلى من يرغب في معايدة. معايدات الأغاني يذكر كوكش أن العديد من المواقع الإلكترونية سارعت إلى تقديم نغمات العيد المألوفة قديماً والمبتكرة حديثاً، والأناشيد الدينية التي تحتفي بالعيد، متيحة إمكانية تحميلها وإرسالها للراغبين فيها. وانقسم المستخدمون لهذه المواقع إلى فريقين، أحدهما يرى أن المعايدة الإلكترونية نعمة وليست نقمة، خاصة أنها تقرب الأشخاص الذين تباعد بينهم المسافات الجغرافية وكذلك القاطنين خارج نطاق مناطقنا، والذين يعيشون في مناطق بعيدة، فيما يرى الفريق الآخر أنها إحدى نقم تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات، لأنها تأتي خصماً للقاءات الحميمة، وتحرم الناس من فرص استعادة دفء المشاعر والعلاقات الأسرية والاجتماعية التي تعد أبرز ملمح للأعياد، خاصة الدينية منها. إضاءات كما يضيف معتز كوكش في السياق نفسه، قائلاً: «إن هذه الرسائل تضعف الروابط الاجتماعية، حيث حلت محل الزيارات المباشرة، واكتفى البعض بإرسال رسالة سواء عن طريق الإنترنت أو عن طريق الهاتف المحمول، ويعطي معتز بعض الأرقام موضحاً بأن إحدى الدراسات التي قامت بها «بوابة التكنولوجيا» أثبتت أن 80 في المائة من الأشخاص في الإمارات يعتمدون على الرسائل الإلكترونية للتواصل مع الأصدقاء، أما في الحالات العادية فتصل إلى 100 في المائة، وهذا سيؤدي إلى تراجع العلاقات الاجتماعية، ويضيف أننا حين نقابل الشخص مباشرة ونتحدث معه قد يصل حديثنا مداه، ومتجاوزاً المعايدة إلى طرح بعض المشاكل الاجتماعية، والمشاركة بالنقاشات وطرح الحلول. وتساعد العلاقات الاجتماعية في تعزيز روابط التكافل وتعزيز الصلات الإنسانية، لكن أن تبعث رسالة قد تصل أو لا تصل، فهذا إن كان له جانب إيجابي فله أيضاً جوانب سلبية. ويتطرق معتز كوكش إلى جانب آخر من جوانب المعايدة الإلكترونية قائلاً: «إننا أصبحنا نجد في البيت الواحد من يرسل رسالة عن طريق الهاتف بدل الحديث المباشر إذا أرادنا شيئا ما، ولا يخفى على أحد أن الحديث المباشر يقوي الشخصية ويعلم فن الحديث بلباقة وتدارك بعض الأخطاء في الحديث والتلعثم في الكلام. ويعلم الشخص كيف يطور نفسه عن طريق البحث عن المفردات الجميلة، والبحث عن طرق جذب أطراف الحديث لموضوع مهم، وهذا ما كان في السابق، أما اليوم فأغلب الأصدقاء يبعثون الرسائل، وهذه الرسائل تجعل الشخص منطوياً على نفسه، بالإضافة إلى ذلك فإن الشخص يبعث رسائل جاهزة ليس فيها إبداع أو رؤية فنية». أما عن مميزات هذه الرسائل فيقول كوكش: «بالنسبة للميزات فهي كثيرة، منها اختراق المسافات، حيث كان في السابق عندما يسافر الفرد لا تعرف أخباره إلا بعد شهور عن طريق تلقي الرسائل الورقية، أما اليوم فالرسائل الإلكترونية لا تعترف بالحدود، كما أن رسومها أقل من الاتصال عبر الهاتف، ولم تعد محكومة بوقت، ومع ذلك تظل لها سلبيات كثيرة، فهناك من يرابط جنب الكمبيوتر، أو يرافقه الهاتف النقال، وهناك من تسيطر عليه بعض الشخصيات التي ينتحلها بعض الأشخاص، وهناك من يصاب بالاكتئاب، كما أن تأثيرها على الأطفال كبير جداً من الناحية السلوكية والنفسية والتعليمية». محاذير عن تاريخ ظهور الرسائل الإلكترونية يقول كوكش: «كان أول ظهور فعلي لهذه الرسائل الإلكترونية الخاصة بالمعايدة سنة 1994 مع بداية انتشار «المساجات» و«الإيميلات»، وزاد انتشارها انخفاض سعر الكمبيوتر، ويذكر كوكش أن الاعتماد على هذا النوع من المعايدات في الوصول إلى الطرف الآخر غير مضمون بنسبة 100%. كما أن الرسائل قد تحمل أحياناً فيروسات، فمن الناحية التقنية قد تكون هذه الرسائل عبارة عن فيروسات تنقل بيانات إلى الطرف الآخر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©