الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية و«حرب الأفلام»

1 يوليو 2014 01:04
وليام بيسك كاتب مقيم في طوكيو لن تكون استراتيجيات السياسة الآسيوية الآن هي نفسها بعد أن وضع زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون الفنانين الكندي سيث روجين والأميركي جيمس فرانكو في حبائل شباكه. فعمل الفنانين الهزلي الجديد، وهو بعنوان «المقابلة» يدور حول مخطط لاغتيال كيم. والديكتاتور ذو الوجه الطفولي وقصة الشعر المروعة لم ير في العمل الفني دعابة. ووالده كيم يونج إيل لم يكن أيضاً سعيداً جداً بشأن ظهوره في دور المغفل في فيلم «الفريق أميركا» لفريق إنتاج مسلسل الرسوم المتحركة «ساوث بارك». ولم يستمتع أيضاً بأن يرى جيمس بوند يتفوق على بوينج يانج في فيلم «لتمت في يوم آخر» (داي آناذر داي). والآن حذر كيم الابن واشنطن من أن السماح بتوزيع فيلم راجين وفرانكو يعد «عمل حرب»، وأكد استياءه بإطلاق ثلاث صواريخ قصيرة المدى يوم الخميس الماضي. وألهمت قسوة بوينج يانج بقصص درامية، من بينها (الحرب العالمية زد) بطولة براد بيت، و(ملح) بطولة أنجيلينا جولي، و«الأولمب ينهار» (أولمبوس إز فولينج) وفيلم (انسلال) بطولة جيمي فوكس. وفي عام 2012 عندما أعاد داب برادلي إخراج نسخة جديدة من فيلم (الفجر الأحمر) الصادر عام 1984، حل الكوريون محل الروس في دور الغزاة الأشرار. وسلالة كيم تغري بالاستهداف والاستلهام، فهناك عرض غريب به وفرة من عمليات الاغتيال والتصفية وعدد كبير من المحظيات والدسائس التي تجعل شكسبير يحمر خجلاً وتبدو دراما «لعبة العروش» الأميركية الخيالية أمامه حقيقية. وتوفر صورة كيم الذي يتحدى العالم مجالاً واسع الخيال للفنانين الناقدين. فمن يستطيع أن ينسى دمية لكيم يونج ايل وهي ترقص حول قصره في فيلم «فريق أميركا» وتغني «أشعر بوحدة شديدة... يا لي من بائس ضئيل؟». وتحل كوريا الشمالية حالياً محل الاتحاد السوفييتي باعتبارها اللغز النهائي المحاط بالغموض يديره شخص في الثلاثينيات من عمره. ورغم أن تهديد كيم بالحرب والويل يدفع إلى الضحك، فإن هناك نقطة جادة يتعين النظر إليها. قيادة كوريا الشمالية يتزايد تزعزعها وتقلبها. وهذا لا يترك أمام العالم إلا القليل من الخيارات السيئة. وفي الواقع، عندما يكون كيم مستعداً لإعلان الحرب على فيلم، فالجميع يواجه مشكلة. والدبلوماسية غير صالحة فيما يبدو للاضطلاع بالمهمة. فالمحادثات سداسية الأطراف التي قصد بها احتواء برنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي على سبيل المثال لم يحقق أي تقدم على مدار سنوات. وأحداث الشهور الستة الماضية وحدها أظهرت السبب الذي يجعل منتدى التفاوض هذا في عداد الموتى مثله مثل حلبة الدوحة للمحادثات التجارية أو معاهدة كيوتو الخاصة بانبعاثات الكربون رغم أن العالم يتظاهر بأن جولات المحادثات الثلاث مازالت قائمة وقادرة على العمل. والدبلوماسية لا تساعد في تحفيز القوى الدولية الكبرى غير الراغبة في مواجهة كيم. بل على العكس تماماً. ففي الوقت الذي يتفكك فيه اقتصاد كوريا الشمالية ويتزايد يأس كيم تقيم روسيا علاقات مع بيونج يانج بعد أن نبذتها معظم دول العالم بعد ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وترفض بكين في الوقت نفسه أن تمارس نفوذاً اقتصادياً كبيراً لكبح جماح كيم في الوقت الذي يجعل استيلائها على أراضي متنازع عليها التعاون الإقليمي مستحيلاً. ويلمح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى قيامه بزيارة إلى بوينج يانج. والزيارة لن تهدئ كوريا الشمالية كثيراً، لكنها ستثير توتر كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وآبي لا يهتم كثيراً بنزع أسلحة كوريا الشمالية النووية بل يهتم بمصير 17 يابانياً على الأقل يعتقد أن بوينج يانج قد خطفتهم على مدار سنوات. هناك شيء نعرفه عن أسره كيم، وهي أنهم يكرهون التجاهل. لماذا؟ لتفكروا فحسب في الاستراتيجية الكامنة خلف سياسات البلاد الأجنبية. فكلما قل الانتباه الذي تحظى به كوريا الشمالية كلما قلت الفرص التي تبتز بها الدولة المنبوذة الغرب للحصول على المساعدات التي تدعم بها اقتصادها المفلس. ومع الأخذ في الاعتبار الأحداث في الآونة الأخيرة في أوكرانيا وسوريا وإيران والآن في العراق لا يحظى كيم بأي انتباه تقريباً. وبفضل هوليوود، لديه حالياً مبرر كي يهاجم العالم الذي ينظر إلى جهة أخرى. ويؤسفني القول إننا رأينا هذا الفيلم من قبل، ولنأمل ألا تنتهي الحال بأحدث الأفلام بمآل أسوأ من الأفلام السابقة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©