السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القشيري «إمام التصوف وزين الإسلام»

القشيري «إمام التصوف وزين الإسلام»
11 سبتمبر 2010 21:24
كان الإمام القشيري من كبار العلماء في علوم العربية والحديث والأدب والشعر، وأوحد عصره في الفقه والأصول والتفسير، وصار صدر علم التصوف في عصره، ولقبوه بإمام الصوفية، وزين الإسلام. يقول الشيخ منصور الرفاعي عبيد -وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشؤون الدعوة الأسبق: ولد عبدالكريم بن هوازن بن عبدالملك بن طلحة أبوالقاسم القشيري، والملقب بـ “إمام الصوفية، وزين الإسلام”، في سنة 376 هـ، بقرية “إستوا” إحدى قرى “نيسابور”، وتوفي والده وهو صغير، وتعهدته أمه بالرعاية والتعليم، وحرصت على أن يبدأ طريقه بحفظ القرآن ‏وتعلم القراءات، وتلقى علوم اللغة العربية والشريعة، ورحل إلى نيسابور طلبا ‏للمزيد من العلم والأخذ عن علمائها والتبحر في التفسير والكلام والمنطق ودراسة الفقه وتعلم طرق الحساب لتعينه على استيفاء الخراج من الأرض التي كانت له بنواحي إستوا، والتحق بحلقة الإمام أبي علي الدقاق رأس الصوفية في عصره، فسمع دروسه وتعلم منه وسلك طريق الصوفية، ونصحه شيخه الدقاق بالاشتغال بالعلم والتركيز على دراسة علوم الشريعة، فعكف على دراسة الفقه عند أئمته، فاخذ عن أبي بكر الطوسي على المذهب الشافعي، ولازم الشيخ ابن فورك فأخذ منه علم الأصول حتى أتقنه على مذهب الإمام الأشعري، وأخذ الحديث عن أبي الحسين الخفاف، ودرس على الشيخ أبي إسحق الأسفراييني، وأكب على كتب القاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني، وأبي بكر بن عبدوس، وأبي نعيم أحمد بن محمد المهرجاني، وعلي بن أحمد الأهوازي وابن باكويه الشيرازي وغيرهم. ويحكى أن أستاذه أبا إسحاق الأسفراييني، قال له بعد أيام من تردده على حلقات درسه:”إن العلم لا يحصل بالسماع، فأعاد عليه ما سمعه منه، فقال له: لست تحتاج إلى دروسي، بل يكفيك أن تطالع مصنفاتي، وتنظر في طريقتي وإن أشكل عليك شيء طالعتني به: ففعل ذلك وجمع بين طريقته وطريقة شيخه ابن فورك “. براعة القشيري برع الإمام القشيري في الفقه والأصول، وصار المعول عليه في ‏إيضاح مشكلاته وحل معضلاته، وكان متحققا في علم الكلام ومفسرا، متفننا نحويا ولغويا، أديبا كاتبا شاعرا، شجاعا بطلا، له في الفروسية واستعمال السلاح الآثار الجميلة. وعرف بالذكاء والورع والصلاح والكرم، وبسعة الاطلاع، وصار يشار إليه بالبنان وكثر طلابه في البلاد، ولمكانته صحبه العلامة الجويني إمام الحرمين وحج معه رفقة الحافظ أبي بكر البيهقي. وأثنى العلماء عليه، وأشادوا بخلقه وزهده وعلمه، قال عنه التاج السبكي: “الأستاذ أبو القاسم القشيري النيسابوري الملقب بزين الإسلام، الإمام مطلقا وصاحب الرسالة التي سارت مغربا ومشرقا، والبسالة التي أصبح بها نجم سعادته مشرقا، أحد أئمة المسلمين علما وعملا وأركان الملة فعلا ومقولا، إمام الأئمة ومجلي ظلمات الضلال المدلهمة، أحد من يقتدى به في السنة”، حلقات التصوف وعندما توفي شيخه الدقاق تصدر القشيري حلقات التصوف، وأصبح أستاذ خراسان بلا منازع، وبلغت شهرته الآفاق. وكان صاحب فكر ومنهج اصلاحى يدعو إلى ضرورة الملازمة بين علوم الشريعة والتصوف، وظهر هذا جليا في الرسائل والمصنفات القيمة التي حررها، وذكرت المصادر أن أغلب مصنفاته لا يزال مخطوطا، وبعضها فقد، ومن أهمها كتاب “القلوب الصغير”، و”الكبير”، و”شكاية أحكام السماع”، و”شكاية أهل السنة”، و”ناسخ الحديث ومنسوخه”، و”القصيدة الصوفية”، و”الحقائق والرقائق”، و”آداب الصوفية”، و”الجواهر”، و”المناجاة”، و”رسالة ترتيب السلوك”، “بُلغة القاصد”، و”منثور الخطاب في مشهور الأبواب”، و”المنشور في الكلام على أبواب التصوف”، و”عيون الأجوبة في أصول الأسئلة”، و”شرح أسماء الله الحسنى”، و”الأربعون في الحديث”، و”ديوان شعر”، و”الرسالة القشيرية في التصوف” وهى من أهم مصنفاته، وقد اشتهرت في حياته وأقبل الناس عليها، وأراد فيها تبيان حقيقة الصوفية، وأن عقيدتهم هي عقيدة توحيد الله وتنزيهه عن مشابهة الخلق. «لطائف الإشارات» يعتبر تفسير “لطائف الإشارات” للإمام القشيري والذي اشتهر بالتفسير الكبير، من أجود التفاسير، ويقع في ستة مجلدات، وهو تفسير صوفي حرص الإمام القشيري فيه على أن يعطي دائما تفسيرا إشاريا لآيات الذكر الحكيم، واستعمال اللغة الرمزية في تفسير الأمثال القرآنية والظواهر الطبيعية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. ويتميز بغياب أو قلة أدوات التفسير التقليدي مثل أسباب النزول والإسرائيليات والأحاديث الشريفة. وتتضح فيه المواقف الكلامية للإمام القشيري والتي تخص الأسماء والصفات والقدر وخلق الأفعال ومصير مرتكب الكبائر ورؤية الله يوم القيامة، وهذه المواقف لا تبتعد عن مواقف المدرسة الأشعرية التي ينتمي إليها القشيري ودافع عنها بشدة طول حياته. وتوفي الإمام القشيري- رحمه الله- سنة 465 هـ.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©