حاتم فاروق (أبوظبي)
تراجعت القيمة السوقية للأسهم المدرجة في البورصة القطرية من 563 مليار ريال في نهاية العام الماضي إلى 454 مليار ريال بنهاية سبتمبر 2017 بواقع 109 مليارات ريال قطري، فيما شهد المؤشر العام للسوق القطري تراجعاً صوب أدنى مستوياته في 5 سنوات خلال تداولات الشهر الماضي مسجلاً مستوى 8289 نقطة.
وتعليقاً على ذلك، قال أسامة العشري عضو جمعية المحللين الفنيين – بريطانيا، إن المؤشر القطري اقترب من سعره الأدنى والذي سجله للعام 2012 عند 8123 نقطة، مؤكداً أن القيمة السوقية للأسهم المدرجة بالبورصة القطرية كانت قد اقتربت من 728 مليار ريال في ذلك الوقت، أي أن القيمة السوقية للبورصة القطرية قد تراجعت بأكثر من 37 % في السنوات الخمس الأخيرة وذلك بالإضافة إلى تفاقم مخاطر تداول المؤشر القطري في المستويات الحالية لإغلاقه عند أدنى مستوياته في نهاية الربع الثالث من العام الجاري.
وكان مؤشر البورصة القطرية قد تراجع بما تجاوزت قيمته 20 % منذ بداية تداولات العام الحالي ليقترب من حاجز الدعم النفسى عند 8000 في هبوط متواصل منذ شهر مايو الماضي بلغ أقصى مداه في سبتمبر الماضي ليتراجع بما اقتربت نسبته من 6 %، منوهاً بأن القيمة السوقية للأسهم القطرية كانت تتراوح حول 563 مليار ريال في نهاية العام 2016 ثم استمرت في التراجع بشكل دراماتيكي لتفقد نحو 86 مليار ريال لتسجل 477 مليار ريال في أغسطس من العام الجاري.
تفاقم المخاطر
وأضاف العشري أن هذه التراجعات تنذر بالمزيد من مستنزفات الهبوط خلال تداولات الربع الأخير من العام الجاري، وهو ما يؤدي إلى تفاقم المخاطر بشكل أكبر حال ما أغلق عند أدنى مستوياته في نهاية تداولات العام الحالي تزامناً مع سهولة استهداف المؤشر لمستويات سعرية جديدة دون حاجز الدعم النفسي عند 8000 نقطة في مستهدف قد يصل مداه منطقة الدعم الشرعية عند 7500 وهو المستوى الذي تشير إليه النواحي الفنية على خرائط اتجاه المؤشر للمدى الطويل.
وقال العشري «خلال شهر سبتمبر الماضي واصلت القيمة السوقية للأسهم المدرجة في البورصة القطرية لتفقد نحو 23 مليار ريال إضافية لتهبط القيمة السوقية إلى أدنى مستوياتها في نهاية الشهر إلى 454 مليار ريال ومازالت القيمة السوقية للأسهم القطرية معرضة لمزيد من التراجع خلال تداولات الربع الأخير من العام الحالي».
وفيما يتعلق بالمؤشرات التي تشير إلى استمرار الاداء السلبي للبورصة القطرية خلال تداولات العام الحالي، أوضح العشري أن الأداء المالي الضعيف للشركات القطرية سيكون السبب الرئيسي لزيادة وتيرة التراجعات مع حلول نهاية العام الجاري، مؤكداً أن نتائج الشركات للنصف الأول من العام الحالي أظهرت تراجعاً في الأرباح بنسبة تجاوزت 12 % حيث بلغت الأرباح الإجمالية ما قيمته 5.4 مليار دولار بالمقارنة بأرباح النصف الأول من العام الماضي مما يعزز من احتمالات استمرار سيناريو تراجع أرباح الربع الثالث من العام الحالي على خلفية ما يعانيه الاقتصاد القطري حاليا من جراء المقاطعة الخليجية.
تراجع القطاعات
وحول مدى تأثير تراجع القيمة السوقية على قطاعات سوق الأسهم القطرية منذ بداية العام الحالي، قال رضا مسلم مدير شركة «تروث» للاستشارات الاقتصادية، إن أكثر القطاع المتأثرة سلباً من تراجع القيمة السوقية كان قطاع النقل الذي تراجع بنسبة 10% منذ بداية العام الجاري، تلاه قطاع التأمين المنخفض بنسبة 6.7% خلال نفس الفترة.
وأضاف مسلم أن قطاع الصناعة تراجع بنسبة 6.6%، فيما كانت نسبة الانخفاض في قطاع الاتصالات منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الربع الثالث نحو 6.3 %، تلاه قطاع البنوك و الخدمات المالية الذي تراجع بنحو 4.7 %، ثم قطاع العقارات بنسبة تراجع 3.3 %، وأخيراً كان قطاع الخدمات و السلع الاستهلاكية الذي تراجع بنحو 2.7 % خلال نفس الفترة من العام الجاري.
وتوقع مسلم استمرار وتيرة التراجعات الجماعية للقطاعات المدرجة في البورصة القطرية مما يفاقم مخاطر تداول السوق القطرية، مؤكداً أن معدل أحجام التداول اليومي بالسوق القطرية في ازدياد متسلسل، فقد كان متوسط حجم التداول اليومي نحو 7 ملايين سهم طوال تداولات شهر أغسطس الماضي ليتزايد المتوسط إلى 11 مليون سهم على أساس يومي خلال شهر سبتمبر تزامنا مع توجه هبوطي واضح.
وقال إن احجام التداول معظمها بيعية مما سيؤدى إلى استفحال مخاطر تداول السوق القطرية خلال تداولات الشهر الحالي، منوهاً بأن عمليات البيع الجماعية والخروج من السوق انعكست على أحجام وقيم التداول التي تشير حيث كانت تسجل قيم تداول بمعدل من 170 إلى 180 مليون ريال بشكل يومي خلال شهر أغسطس لتتزايد قيم التداول بمعدل يتجاوز نحو 220 مليون ريال على أساس يومي في سبتمبر الماضي.
عدد اليوم
