التدليك والاسترخاء يقيان من أعراض متلازمة ما قبل الطمث

شكك بعض الباحثين والباحثات في كون الضغط قد يفاقم أعراض متلازمة الحيض التي تتكرر عند بعض النساء كل شهر قبل حدوث الدورة الشهرية. ومن بين أكثر هذه الأعراض شيوعاً لدى الفتيات والنساء الغضب والقلق والكآبة والتقلب المزاجي وقلة التركيز. وقد وجدت عشر دراسات على الأقل رابطاً بين الضغط وأعراض متلازمة ما قبل الحيض، غير أنه لم تشر أية دراسة إلى أن الضغط يزيد هذه الأعراض استفحالاً. ولتبديد الشكوك ومعرفة الحقيقة بالضبط، قام باحثون أميركيون من المعهد الوطني لصحة الطفل والتطور البشري بتعقب ومتابعة حالات 259 امرأةً على مدار دورتين شهريتين ونصف للتحقق مما إذا كان الضغط قبل الدورة يُفاقم أعراض متلازمة ما قبل الحيض. وخلص هؤلاء الباحثون إلى أن النساء اللاتي سُجل لديهن معدلات عالية من الضغط في شهر واحد كُن عرضةً للإصابة بأعراض نفسية معتدلة أو حادة لمتلازمة ما قبل الحيض أكثر من النساء اللائي سُجل لديهن ضغط منخفض. فعلى سبيل المثال، كان احتمال شعور النساء ذوات الضغط العالي بالقلق والغضب وتعكر المزاج والاهتياج أكثر بمرتين من ذوات الضغط المنخفض، وأكثر ميلاً إلى الإصابة بالكآبة والحزن ونوبات بكاء بثلاث مرات من ذوات الضغط المنخفض. سبب لا نتيجة كان الدليل الأكثر حجيةً وإقناعاً بأن الضغط هو سبب لمتلازمة ما قبل الحيض وليس ناتجاً عنها، هو الفرق الملاحظ على ارتفاع الضغط لدى النساء قبل الدورة الشهرية. وكانت نسبة حالات النساء اللاتي تغير الضغط لديهن من مستوى عال في شهر واحد إلى مستوى منخفض في الشهر التالي 16% من مجموع النساء اللواتي شاركن في الدراسة، وانخفضت بشكل تناسبي نسبة النساء اللائي عانين على الأقل من ثمانية أعراض معتدلة أو حادة من أعراض متلازمة ما قبل الحيض من 29% إلى 5%. وبالمقابل، ارتفعت نسبة 9% من النساء اللواتي سُجل لديهن تغير في مستوى الضغط من المنخفض إلى المرتفع مع إصابتهن بما لا يقل عن ثمانية أعراض معتدلة أو حادة من أعراض ما قبل الحيض، من 18% إلى 22%. وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين استخدموا سقف ثمانية أعراض كمعيار نظراً لأن ذلك هو الحد الأدنى من الأعراض التي توصف عنده معاناة المرأة باضطرابات ما قبل الحيض في كل دورة شهرية. فريسة سهلة استدل الباحثون في هذه الدراسة بعدد من النظريات، إلا أنهم لم يحددوا بالضبط كيف أن الضغط يُفاقم أعراض متلازمة ما قبل الحيض. فالضغط قد يسبب تغيرات هورمونية تجعل النساء أكثر عرضةً لأعراض متلازمة ما قبل الطمث. كما أنه قد يجعلهن أكثر حساسيةً لهورمون الكورتيزول الذي تفرزه الغدة فوق الكلوية، وهو ما قد يجعلهن فريسةً سهلةً لأعراض متلازمة ما قبل الحيض. الاسترخاء والتمسيد مهما كانت الآليات والميكانيزمات، فإن الباحثين أجمعوا على أن محاولة المرأة خفض ضغطها هو السبيل الأنسب والأنجع للتقليل من احتمالات الإصابة بأعراض متلازمة ما قبل الحيض. ويمكنها أن تعمل على تحقيق ذلك من خلال وسائل شتى مثل ممارسة الاسترخاء والتدليك في المنتجعات الصحية أو في النادي المشتركة فيه، أو ممارسة اليوجا وبعض تمارين الاسترخاء في بيتها. عن “لوس أنجلوس تايمز”