غزة، رام الله (وكالات) - تبادلت حركتا «فتح» و«حماس» أمس اتهامات باعتقال ناشطين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، في تعطيل جديد لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقالت «فتح» إن أجهزة الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة «حماس» شنت، صباح الجمعة، حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة في صفوف كوادرها وناشطيها، تزامناً مع الذكرى السنوية السادسة لاستيلاء «حماس» على قطاع عزة.
وأوضحت أن مسلحين اعتقلوا قيادي «فتح» في شمال قطاع غزة جمال عبيد من دون أي مبرر يذكر، وسلمت أجهزة الأمن آخرين استدعاءات عاجلة إلى مقرها في غزة. وعرف من بين من اعتقلتهم واستدعتهم، جمال عبيد عضو الهيئة القيادية العليا، وباسم أحمد وعبد العزيز المقادمة يوسف المحلاوي أعضاء قيادة إقليم شمال غزة، ومحمد دياب عضو قيادة منطقة الشهيد حسين أبو هليل، ورائد أبو حسين أحد قادة الشبيبة في قطاع غزة، والكادر التنظيمي عقل الشيخ خليل، وفادي أبو وردة وعمران أبو عودة أعضاء حركة الشبيبة الطلابية، ووليد صبيح أمين سر منطقة الشهيد فضل ريحان، والناشطون حسام أبو وردة وطارق أبو العيش وعادل رزق.
وقالت «نستنكر هذه الحملة الواسعة بعد يوم واحد فقط من قرار لجنة الحريات بمنع الاستدعاءات والاعتقال السياسي منعاً باتاً والسماح بحرية العمل التنظيمي، ونعتبرها محاولة للالتفاف على ما تم الاتفاق عليه الأمر الذي سيعيد الأمور إلى المربع الأول».
وذكرت «حماس»، نقلاً عن إحصائية أعلنتها «لجنة اهالي المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية بالضفة»، أجهزة أمن السلطة الوطنية الفلسطينية التابعة لحركة «فتح» في الضفة الغربية اعتقلت 55 من ناشطيها وأنصارها واستدعت 63 آخرين منذ بداية شهر يونيو الجاري.
وقالت «إن معدل حالات الاعتقال والاستدعاء آخذ بالتصاعد منذ لقاء المصالحة الأخير في العاصمة القاهرة يوم 30 مايو الماضي، حيث أظهرت الاحصائية أنّ تركيز أجهزة السلطة في حملاتها كان على الأسرى المحررين وطلبة الجامعات وذوي الشهداء والأسرى». وأوضحت أنه تم اعتقال 33 أسيراً محرراً و5 من ذوي الشهداء و17 طالباً في جامعات النجاح وبيرزيت والخليل والقدس المفتوحة وخضوري.
في غضون ذالك سافر رئيس حكومة «حماس» إسماعيل هنية إلى القاهرة عبر معبر رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين بشأن تفعيل اتفاق المصالحة. وقال خلال إلقائه خطبة صلاة الجمعة في أحد مساجد رفح قبل ذلك، «معنيون بالمصالحة وبإنهاء الانقسام لنتفرغ لقضايا الشعب الفلسطيني الكبرى، الأسرى والاستيطان وحق العودة وغيرها من الحقوق». وأعلنت وزارة الداخلية في حكومة «حماس» غزة، أن الأجهزة الأمنية التابعة لها اعتقلت «أحد المطلوبين للعدالة في غزة»، فيما قالت «الجماعة السلفية الجهادية» إن المعتقل قيادي بارز فيها وداعية قادتها.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب «تم اعتقال المطلوب حسين الجعثيني، ولم يعرف أحد بأنه داعية، وهو مختف عن الظهور منذ عدة شهور. ونتيجة للتحريات تم تحديد البيت الذي يختفي فيه وتم دخوله بعد استئذان أصحابه وفتح الباب». وأضافت «هذا الإجراء مرتبط بالمعتقل فقط ولا يرتبط بما يدعيه البعض، كذباً وافتراءً، بوجود حملة اعتقالات، وكل من يتم اعتقاله من طرف الأجهزة الأمنية يخضع للإجراءات القانونية وللرقابة التشريعية والحقوقية».
وذكرت «الجماعة السلفية الجهادية» أن الجعثيني من أبرز قادتها ومن الدعاة المعروفين في قطاع غزة، وأن عملية اعتقاله تمت بعد اقتحام المنزل الذي كان متخفياً فيه بسبب «ملاحقة حماس له منذ سنوات».
عدد اليوم
