الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللبنانيون ومنازلهم في أبهى حلة بمناسبة العيد

اللبنانيون ومنازلهم في أبهى حلة بمناسبة العيد
11 سبتمبر 2010 21:28
ينتظر الصائمون العيد بلهفة وشوق، بعد شهر صيام وعبادة وتقوى، كذلك الأطفال الذين يعدون أيام قدومه قبل بدء رمضان المبارك. فكما يشعر الكبار بقيم وورع هذا الشهر الفضيل، يرى الصغار في عيد الفطر فرحة لهم، حيث الملابس الجديدة و”الخرجية” من الأهل والأقارب، تملأ جيوبهم في عيدي الفطر والأضحى المبارك. قهوة العيد الفرحة الحقيقية في عيون الناس والأطفال تشع حتى قبل حلول عيد الفطر، لأن هناك عادات وتقاليد لا بد من إتمامها قبل الاحتفال به، رجالاً ونساء وأطفالاً، فمنزل الأهل الكبير الذي تلتقي فيه العائلة في هذه المناسبة لتبادل التهنئة، ولقضاء النهار حتى موعد الغداء الذي قد يمتد إلى عصر اليوم الأول من العيد، وهذا ما يساعد على تحقيق صلة الرحم والتقارب والتواصل. وفي الماضي، كان وجهاء الأحياء وعلية القوم كانوا يلتزمون بيوتهم، لاستقبال الزوار في اليوم الأول، حيث كانوا يجلسون في الديوانيات والاستراحات بعد تقديم التهنئة، وتقدم إليهم القهوة والشراب والحلويات وطبعاً تبقى بيوت الأعيان وأشراف المدينة حسب ما جاء في بعض كتب المؤرخين، مفتوحة خلال أيام العيد، فيتم تقديم الهدايا وتوزيع الأموال على الفقراء، أما بالنسبة للنساء، فبعد القيام بـ “نفضة” دهان وتنظيف وتجديد للمنزل، كن يرسلن التهاني إلى قريباتهن، ويتبادلن الزيارات، ويقدمن الهدايا إلى الأطفال، ويسمون ذلك “عيد النسوان”. حلة جديدة للمنزل في لبنان، مظاهر العيد تبدأ قبل حلوله باستعدادات الأسرة، فيكون المنزل بأبهى صورة عبر ارتداء حلة جديدة لاستقبال هذا الضيف العزيز، الذي لا يتردد إلى المنزل إلاّ مرة واحدة في العام. أولى العادات والتقاليد الرمضانية الشائعة في الأحياء الشعبية انصراف ربات المنازل إلى القيام بما يشبه عملية “نفض” لكامل المنزل، حيث يعمدن إلى إخراج القسم الكبير من الأثاث والمفروشات، والقيام بتنظيف الجدران، وتجديد الدهان، وصيانة الأجهزة الكهربائية، وشراء حاجات جديدة لمستلزمات المطبخ، من آواني وصحون وأطقم فناجين للشاي والقهوة والمشروبات، ولا بد من تلميع الثريات والخزائن. ويلاحظ قبل قدوم عيد الفطر السعيد بأيام، أن الكثير من الشرفات تتدلى منها الوسائد والسجاد و”فرش” النوم، حيث يقوم أهل المنزل بنفض الغبار عنها، وتعريضها للشمس ساعات طويلة من أجل طرد الرطوبة، وما علق من فطريات وغيرها، لاسيما في الأغطية البعيدة عن أشعة الشمس، وهذه المشاهد التي نراها قبل العيد بأيام، تتكرر مع حالة “شطف وتعزيل” لأرضية المنزل ويتم الاستعانة في أعمال التنظيف، بمؤسسات وشركات خاصة، بحيث إنه في نهاية الأمر نرى المنزل عاد إلى بريقه ولمعانه. الأطفال ينتظرون عيد الفطر السعيد في لهفة، يستعدون لقدومه بشوق، يعدون ساعات اليوم الأخير من رمضان لاستقباله، لانه يقترن عندهم بثياب جديدة وركوب الأراجيح التي كانت الوسيلة الوحيدة لتسلية الأطفال، أما اليوم فتحول “حرش العيد” إلى مدينة ملاهي فيها كل الألعاب الكهربائية، وبشكل عصري جداً. وفور إثبات عيد الفطر السعيد، يخرج الأطفال من المنازل إلى الشوارع والأحياء، يستمعون إلى الأناشيد وتكبير الجوامع، على أصوات المدافع، ويشعلون المفرقعات فرحين بالعيد، أما بالنسبة للكبار، فإنه عند إثبات العيد تنحر الذبائح في شتى الأحياء، وتوزع على الفقراء والأهل والأقارب، ويصطف الأطفال حول الجزار لمشاهدته وهو ينحر الخراف، وحوانيت الجزارين كانت تزين وتضاء بالشموع والقناديل، واليوم بمصابيح الكهرباء.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©