الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد العامري: غياب الكتاب وندرة النص وراء تراجع مستوى العروض المسرحية المحلية

محمد العامري: غياب الكتاب وندرة النص وراء تراجع مستوى العروض المسرحية المحلية
11 سبتمبر 2010 21:36
يرى الفنان والمخرج المسرحي محمد العامري أن المسرح المحلي شهد خلال السنتين الماضيتين تراجعا في مستوى العروض المسرحية، وارجع ذلك إلى أن بعض الفرق المحلية تنظر إلى العمل المسرحي وكأنه نشاط موسمي، وليس كمادة إبداعية أو عمل فني، وهناك إشكالية أخرى - يؤكد عليها العامري - وتتمثل في كثرة وقلة المبدعين في الساحة المسرحية المحلية، وكذلك غياب الكتاب وندرة النص المسرحي المتوهج. وعن الحلول المقترحة للخروج من هذه الأزمة يقول العامري « هناك بعض العناصر الغائبة والتي يجب أن تجتمع وتلتمّ مرة أخرى كي تعود العافية للمسرح المحلي، وتتمثل هذه العناصر في ضرورة عودة الأسماء المميزة التي انسحبت أو خفتت مشاركاتها في المواسم الماضية، وضرورة عودة الورش المتخصصة التي أفرزت مجموعة متألقة من المسرحيين سابقا وفي عدة مجالات مثل الإخراج والكتابة والتمثيل والتقنيات المسرحية، وهناك حاجة ملّحة لعودة اللجان الثقافية الحقيقية التي ساهمت سابقا في الارتقاء بفن المسرح في الإمارات» جاء ذلك في حوار «الاتحاد» مع العامري أثناء البروفات التي يقيمها يوميا في قاعة معهد الشارقة المسرحي لتنفيذ مشروعه المسرحي القادم بعنوان «حرب النعل» استعدادا للمشاركة في الموسم المسرحي القادم، وكذلك المنافسة مع مسرحية «السلوقي» للمخرج حسن رجب من أجل نيل شرف المشاركة في مهرجان المسرح الخليجي بالعاصمة القطرية الدوحة خلال شهر أكتوبر القادم، العمل سيشارك فيه نخبة من الفنانين الإماراتيين منهم: أحمد الجسمي و عبدالله صالح وحميد سمبيج ومروان عبدالله صالح وأحمد مال الله وناجي جمعة والفنانة «بدور»، بالإضافة إلى الجوقة المتألقة والمكونة من أبناء «درجلك» التي اعتاد العامري أن يشركها في معظم أعماله السابقة. وفي سؤال حول الفكرة التي تقوم عليها مسرحية «حرب النعل»، أجاب العامري « تقوم فكرة المسرحية على وقائع حياة سكان المنطقة الشرقية في الإمارات قديما والتي كانت تعتمد على البحر، وعلى «الضغوة» تحديدا، حيث كان الأهالي يصطادون الأسماك الصغيرة القريبة من الشاطئ بواسطة نوعية خاصة من شباك الصيد، وتقوم مجموعة من القطط الدخيلة التي يتم التعامل معها بشكل رمزي في ثنايا العرض بسرقة القليل من غنائم البحر هذه، ويتم في البداية التساهل معها وإهمالها من قبل الأهالي، ولكن ومع مرور الوقت تتحول القطط الهزيلة إلى قطط سمينة وشرسة تحول حياة القرية الهادئة إلى جحيم، فتنشأ معركة طاحنة بين الطرفين، ومن خلال الحلول السينوغرافية للعرض ستكون هناك الكثير من الإشارات والدلائل التي تترجم شفرات ومضامين النص». وعن طبيعة التعاون الذي تم مع الكاتب إسماعيل عبدالله مع أجل الخروج بصياغة نهائية للشكل الفني المتناغم مع رؤية وأسلوب المخرج، قال العامري « كان التعاون بيني وبين الكاتب إسماعيل عبدالله قائما على أسلوب الورشة النصية التي استغرقت شهرين كاملين، واعتمدت على التداخل والتشابك بين رؤية الكاتب ورؤية المخرج من أجل الوصول إلى كتابة تنتمي وتتفتح على مناخاتي وثيماتي الإخراجية، مع احتفاظ الكاتب بخصوصيته المستقلة ورؤيته المنتمية لهواه الإبداعي ومخيلته الدرامية المتفردة». وأضاف العامري « عموما فإن العرض قائم على فكرة التجريب في الموروث الشعبي، وعلى فكرة البحث عن عمل يحمل فكرة جديدة ومغايرة تتضمن كل عناصر الشغل المسرحي مثل الديكور والتمثيل والموسيقا والأهازيج الشعبية والمؤثرات السمعية والبصرية وغيرها من العناصر التي تشكل في النهاية جسد وقوام العرض المسرحي». وحول مدى اقتراب العامري في تعامله مع هذا النص من أسلوبه الإخراجي الذي بات يحمل بصمة خاصة ومتفردة في المشهد المسرحي المحلي قال « لا شك أنني أسعى إلى تنويع أدواتي وتطوير أسلوبي حتى لو حدث هذا التطوير من داخل المختبر أو الحيز الإخراجي الذي أسكنه ويسكنني، فأنا من خلال أعمالي السابقة قدمت أنماطا تجريبية ولكنها كانت قريبة من الجمهور، ولم تذهب باتجاه التغريب الكامل أو السوداوية المطلقة، بل كان هناك نوع من الحميمية بين العرض وبين المتلقي» ويضيف «إن مستويات العمل والقضية أو الهمّ الذي يحمله هذا العمل في طياته، هو همّ يعاني منه المتلقي ويختبره في دواخله وأعماقه، فكان من الضروري أن أتعامل مع هذا الهمّ وأن أترجمه من خلال وسيط فني يرقى بذائقة المشاهد ويقترب من هواجسه وتساؤلاته أيضا، وطبقت هذه الرؤية في أعمالي السابقة مثل «حطبة التوبة» و»آه قلبي» و»مولاي يا مولاي» «اللوال» و»دهن عود» و»تراب»وهي أعمال حاولت أن أشبع فيها الحاجة الفنية لدى المتلقي المثقف أو النخبوي ولدى المتلقي العادي على السواء».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©