أفراح «الليل وآخره» في البعثة العراقية

عاشت بعثة المنتخب العراقي بعد الفوز على “الأبيض” أجواء احتفالية كبيرة، انطلقت من ملعب الريان، واستمرت داخل مقر الإقامة بفندق شيراتون، حيث رافقت الجماهير لاعبيها بالأهازيج والأغاني والطبل رافعة الأعلام العراقية، في مشهد معبر عن تكاتف الجماهير مع منتخب بلادهم في هذه البطولة. واستقبلت فرق موسيقية اللاعبين أمام الفندق، حيث رقصت وغنت معهم إلى ساعة متأخرة من الليل، كما توافدت الأسر والعائلات، إلى مقر الإقامة، وأخذت الصورة التذكارية مع اللاعبين ابتهاجاً، بعودة المنتخب العراقي إلى النتائج الإيجابية، وتشجيعاً له للمحافظة على لقبه في هذه البطولة. ولبى لاعبو العراق دعوة الجماهير للاحتفال معهم بكل رحابة صدر، على الرغم من أن المباراة أقيمت في توقيت متأخر، ولم يصل اللاعبون إلى الفندق، إلا بعد العاشرة مساء، إلا إنهم شاركوا الشعب العراقي سعادتهم، وقضوا وقتاً طويلاً داخل بهو الفندق إجراء اللقاءات والحوارات مع البعثة الإعلامية العراقية. وجاءت فرحة لاعبي العراق، وجماهيرهم، بعد المشاكل التي نشبت في الأيام الماضية، والتي كانت تهدد استقرار المنتخب، ومصير مشاركته في هذه البطولة، حيث مثل الفوز متنفساً جديداً، أعاد الروح لأسود الرافدين، ورمم الصدع الحاصل، وأوجد جواً إيجابياً سيكون له الأثر الطيب، في ظهور المنتخب العراقي بمستواه الحقيقي. واعتبر لاعبو العراق أن الأداء القتالي الذي قدموه أمام الإمارات، والحرص على الفوز بالنقاط الثلاث، كان بمثابة الرسالة إلى جماهير العراق وبقية الجماهير المتابعة للبطولة لتأكيد صفاء الأجواء داخل البعثة، ولحمة اللاعبين وتركيزهم فقط في إسعاد الشعب العراقي. وأكد كرار جاسم لاعب العراق أن الفوز جاء في التوقيت المناسب، لأنه أسعد الجماهير العراقية، ليست فقط التي حضرت المباراة، أو التي تواجدت في الدوحة، بل في العراق، ومختلف دول العالم. وطالب من الجماهير العراقية أن يتخلوا عن السلاح ويحتفلوا بأي طريقة أخرى، غير استخدام الأسلحة، لأن الأفراح قد تتحول إلى مآتم، وبدلاً من الفرحة، نعود للحزن من جديد، كما أن الاحتفال بالسلاح، قد يحصد أرواح عراقيين أشقاء، وهذه رسالتي إلى الجماهير في العراق”. وبخصوص مباراة أمس الأول، قال: “واجهنا منافساً عنيداً، وقد وقف الحظ بجانبنا، لأننا حصلنا على النقاط الثلاث، قبل صافرة الحكم، وكان من الممكن أن تنتهي المباراة بالتعادل، بجانب أن المستوى الرائع من الفريقين”. وأشاد اللاعب العراقي بمستوى الأبيض، مؤكداً أن الفريق يضم خامات طيبة وكان من الممكن أن يفوز بالمباراة، وهذه كرة قدم وخسارة الإمارات، لا تعني أن الفريق سيء، أو كان أقل، بل قدم مباراة كبيرة، ونتمنى لهم التوفيق في المباريات المقبلة. من جانبه قال نشأت أكرم لاعب المنتخب العراقي إن الأداء الذي قدمه منتخبه أمس الأول كان تأكيداً على الروح العالية التي يتحلى بها اللاعبون، والرغبة في الفوز والانتصار، لأن انتزاع ثلاث نقاط ثمينة في الوقت المحتسب بدل الضائع، دليل على حرص اللاعبين، ورغبتهم القوية في النجاح. وأضاف أن هذا الأداء أكبر رد على الذين شككوا في عطاء اللاعبين، وقال إن لاعبي العراق يخافون على عقودهم، مؤكداً أن هدف اللاعبين يتمثل في إسعاد الشعب العراقي كله، وزرع الفرحة في قلوب الجميع، وليس التفكير في أهداف فردية. وأضاف أن مباراة الإمارات كانت صعبة وقوية، نظراً للإمكانات الكبيرة للمنافس، معتبراً أنه من أفضل فرق المجموعة، ويتمنى له التوفيق في مشواره. وأشار نشأت إلى أن الحظوظ لا تزال إلى اليوم قائمة لكل المنتخبات بعد أن ضمن الإيراني تأهله لذلك فإن المنافسات لا تزال قوية، مضيفاً أن لاعبي العراق نسوا الفوز ودخلوا في مرحلة التركيز للمباراة المقبلة. باسم عباس: لم نتأهل وعلينا تأجيل أفراحنا الدوحة (الاتحاد) - قال باسم عباس لاعب العراق الذي شارك في المباراة لأول مرة بعد المشاكل التي حدثت بينه وبين المدرب سيدكا، إن العراق شعب واحد وقد توحدنا بهذا الفوز الذي كنا في حاجة ماسة له من أجل أن نسعد جماهيرنا سواء في العراق أو خارجه، ونوجه الشكر إلى الجالية العراقية في العراق على مساندتها، ومؤازرة منتخبنا، وكنا ننتظر هذا الفوز بفارغ الصبر. وأضاف باسم أن اللاعبين قدموا المستوى الجيد، وكانت المباراة رائعة ليس من جانبنا فقط، بل من جانب لاعبي الإمارات ، وقد ضغطنا كثيراً على لاعبي الإمارات وصنعنا فرصا كثيرة بالتقدم للأمام، حتى حققنا ما كنا ننتظره من اللقاء. وأضاف: “علينا أن نغلق أفراح الفوز على “الأبيض”، ونبدأ في الاستعداد لمباراة كوريا الشمالية، لأننا حتى الآن لم نضمن التأهل، ولابد أن نفوز على كوريا الشمالية، وهو ما نتمناه ولابد أن نبدأ في التركيز من جديد للوصول إلى الهدف وننجح في التأهل للدور الثاني. علاء عبد الزهرة: الفوز على «الأبيض» بدايتنا الحقيقية الدوحة (الاتحاد) - قال علاء عبد الزهرة لاعب العراق إن الفوز على الإمارات هو بداية البطولة، بالنسبة لنا، لأننا نسينا مباراة إيران، وهو ما جعل الفوز الأول لنا هو خطوتنا الأولى، وقد لعبنا أمام فريق جيد يملك العديد من اللاعبين الموهوبين، وقدر على مواجهتنا بقوة خلال 90 دقيقة، والفرص التي سحنت لنا كان من الممكن أن نسجل بها في الشوط الأول، ولكن الفوز تأخر للدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، وسيكون لنا استعدادات خاصة للمباراة المقبلة، بعد أن نغلق باب أفراحنا بالفوز الأول. وأضاف: “الفوز العراقي كان رد على المشككين، ومن هاجم الفريق في الفترة الماضية، وسيكون الفوز الدافع الكبير لتقديم المزيد في المباراة المقبلة والمهمة لنا أمام كوريا الشمالية”. قصي منير: الغموض سيطر على المباراة حتى النهاية الدوحة (الاتحاد) - أعرب قصي منير لاعب العراق عن سعادته بهذا الفوز الصعب، والذي جاء في الدقيقة الأخيرة، مؤكداً أن الأهم من الفوز هو سعادة الجماهير الكبيرة في العراق والجالية العراقية في الدوحة، مشيراً إلى أن الفريق انتزع فوزاً صعباً من الإمارات، وكانت المباراة قد تسير في أي اتجاه لأننا أهدرنا فرصا، وأيضاً الفريق الإماراتي، أهدر فرصا هو الآخر، وبالتالي ذهبت المباراة لنا من أجل أن نسعد جماهيرنا. وأضاف منير أن المباراة من الناحية الفنية كانت على مستوى عال وكانت مفتوحة وبها خطط كبيرة من جانب المدربين ولكننا في النهاية حققنا هدفنا بالحصول على أول 3 نقاط، لنبدأ مشوارنا الحقيقي في البطولة، وأتمنى أن نواصل على هذا المستوى وننسى ما فات من أجل أن نحقق هدفنا الأساسي الذي جئنا من أجله وهو الاحتفاظ بالكأس للمرة الثانية على التوالي. الوكالة الألمانية: أفضل مباراة في «الدوحة 2011» حتى الآن الدوحة (الاتحاد) - قالت وكالة الأنباء الألمانية لقد استعاد المنتخب العراقي لكرة القدم توازنه وجدد أمله في الدفاع عن لقبه الآسيوي بفوز ثمين، وصعب على نظيره الإماراتي بهدف، وبهذا الفوز أحرز المنتخب العراقي أول ثلاث نقاط له في البطولة بعدما خسر أمام نظيره الإيراني بهدفين مقابل هدف، في بداية رحلة الدفاع عن اللقب. وأصبح الفريق بحاجة إلى الفوز بأي نتيجة في مباراته الأخيرة أمام كوريا الشمالية، ويكفيه التعادل في حالة هزيمة الإمارات أمام إيران ليواصل أسود الرافدين رحلة الدفاع عن لقبهم بالتأهل لدور الثمانية. وتجمد رصيد المنتخب الإماراتي عند نقطة واحدة بعدما حقق التعادل السلبي في المباراة الأولى له بالبطولة مع كوريا الشمالية. وأضافت: أصبح المنتخب الإماراتي “الأبيض” بحاجة إلى الفوز على إيران من أجل التأهل بشرط تعثر العراق أمام كوريا الشمالية. وقدم الفريقان عرضاً قوياً على مدار الشوطين، حيث كانت المباراة من أفضل لقاءات البطولة الحالية حتى الآن، إن لم تكن أفضلها على الإطلاق، حيث برهن لاعبو الفريقين على إمكانياتهم العالية ومهاراتهم الرائعة على مدار الشوطين، ولكن المشكلة الوحيدة التي واجهتهما كانت إهدار الفرص السهلة.