محمد عبد السميع (الشارقة)
«رمضان الشارقة»، الذي يتزامن تنظيمه مع احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014م، تظاهرة ثقافية فكرية دينية فنية، تستمر طيلة أيام شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، في مركز إكسبو الشارقة.
تشارك في فعالياته 20 دولة من مختلف أنحاء العالم، ويستضيف أكثر من 50 شخصية دولية فكرية وفنية. وتضم أجنحته التسعة صفحات من الإسلام وثقافاته في محاضرات حوارية وندوات فكرية وعروض متنوعة وآفاق بصرية للفنون الإسلامية وورش وحرف تراثية محلية وأسواق تاريخية حية وعروض مسرحية لفرق فنية تحاكي التراث العظيم لهذه الثقافات.
وفي هذا الإطار، تنظم إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة جناح بازار الفنون (زاد العيون) تضم قاعته 30 معرضاً للفنون البصرية الإسلامية المعاصرة والكلاسيكية، لفنانين محليين ودوليين، إضافة إلى 55 ورشة فنية بإشراف فنانين محليين ودوليين.
وتنظم إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام ثلاثة عروض مسرحية ذات مرجعيات مرتبطة بالفكر الإسلامي، تبرز الأشكال والأساليب المختلفة التي يمكن للمسرح أن يتوسط بها لتعزيز وإرهاف علاقته بالجمهور وتمكين رسالته من الذيوع والانتشار، فثمة عروض أدائية منفتحة على الفكر الوجداني الصوفي، كما أن هناك الموسيقى والإنشاد والأداء الحركي والكوميديا ومسرح الطفل. حيث ستقدم العروض المسرحية في معهد الشارقة للفنون المسرحية، أما الندوات والأمسيات ستقام بمركز إكسبو الشارقة. وفي جناح سكن النفوس، ستقام أكثر من 65 محاضرة وندوة وأمسية وجلسة حوارية موزعة على أيام المهرجان وفق البرنامج المعد، لتلقي الضوء على الثقافة والفكر الإسلامي، وهي من تنظيم دائرة الشؤون الإسلامية ، المنتدى الإسلامي، المكتب الإقليمي لمنظمة الإسيسكو، مركز التنمية الأسرية، جامعة الشارقة، إدارة الشؤون الثقافية وإدارة المسرح، وإدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب بدائرة الثقافة والإعلام.
وهناك معرض الكتاب الإسلامي وهو المعرض الأول من نوعه في الإمارة الذي يتخصص بالكتاب الإسلامي، ويشارك فيه 127 دار نشر من دول عربية وإسلامية عدة، ويشتمل على مكتبات إسلامية تضم العديد من الكتب والمطبوعات، وعلى معرض المصاحف المملوكية في مصر، الذي يضم 42 مجلداً من مجلدات المصاحف المملوكية النادرة، التي يرجع تاريخها إلى الفترة بين 726 و814 هجري (1325 ـ 1411م)، وهي تعرض للمرة الأولى خارج مصر. وفي الجناح الذي تنظمه إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة «قرية التراث العربي والإسلامي» يسلط الضوء على الحرف التقليدية العريقة في دولة الإمارات، إضافة إلى السوق التراثي الذي يضم نماذج من المنتجات التقليدية من اليمن والمغرب وأفغانستان وكينيا. والورش الجبسية وورش الألعاب الشعبية ومجموعة من الأنشطة الحيوية والاجتماعية التي تشكل بتنوعها تراثاً إنسانياً لافتاً. وعلى مدى أيام المهرجان، سيُبَث برنامج «النيشان» وهو برنامج مسابقات ثقافي وحواري تفاعلي من إنتاج وإعداد تلفزيون الشارقة.
وينظم مركز الشارقة الإعلامي، خلال «رمضان الشارقة»، المجلس الرمضاني الذي يحمل شعار «في ثقافة الحوار» وهو فسحة رحبة لتبادل حوار ثقافي وفكري هادف وبناء منطلق من الفكر الإسلامي الذي يؤكد على ضرورة تحقيق التفاعل والتبادل المعرفي وقبول الآخر باختلاف فكره وآرائه، وصولاً إلى نتيجة التكامل والتوافق البشري.
ومن الأجنحة الأخرى التي يضمها «رمضان الشارقة»، جناح «درب التوابل»، وهو من تنظيم مركز إكسبو الشارقة، وفيه يستحضر معالم الأسواق التقليدية العريقة بطابعها الإسلامي. إن رمضان الشارقة بكل ما يضمه من فعاليات وبرامج وأنشطة يعكس رؤية إمارة الشارقة ومدى حرصها على إبراز النشاط الثقافي الإنساني بكل أشكاله وألوانه. وإبراز المفهوم الحقيقي للثقافة الإسلامية.
ومن ثم توفير المعلومة وتنمية الوعي الثقافي والذائقة الفنية والجمالية لأفراد المجتمع كافة، إضافة إلى إتاحة الفرصة للجمهور الزائر للالتقاء مع نخبة من المفكرين والعلماء والمثقفين والفنانين، والتعرف عن قرب إليهم والاستفادة من علمهم وخبراتهم وتجاربهم.
عدد اليوم
