الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش السوري يصعد حملته في ادلب ويستعد لعملية في حماة

الجيش السوري يصعد حملته في ادلب ويستعد لعملية في حماة
17 يونيو 2011 00:28
عززت الدبابات والعربات المدرعة السورية مواقعها أمس حول مدينة معرة النعمان، كما نشر الجيش قواته على مداخل مدينة خان شيخون استمراراً للحملة العسكرية والأمنية لمطاردة من وصفهم بـ”التنظيمات الإرهابية المسلحة” في محافظة ادلب شمال غرب سوريا. في وقت جدد ناشطون الدعوة الى التظاهر اليوم تحت شعار “جمعة الشيخ صالح العلي” الذي قاد الثورة السورية الأولى. ونقلت وكالة “فرانس برس” عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن تأكيده انتشار عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود والحافلات التي تقل جنوداً وعناصر من مكافحة الإرهاب على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب والقريبة من حماة. وأضاف “أنه تم انزال عدد كبير من الجنود الذين ما لبثوا أن دخلوا المدينة”، مشيراً الى أن ذلك يأتي في إطار استمرار الحملة الأمنية والعسكرية التي بدأت في ريف ادلب. ولفت الى أن الجيش طوق المدينة من ثلاثة محاور في الشرق والجنوب والشمال، وقال “إن عملية نزوح الأهالي بدأت من المدينة باتجاه الغرب نحو سهل الغاب”. وذكر ناشط معارض طلب عدم الكشف عن اسمه “أن أهالي خان شيخون كانوا احرقوا في الخامس من يونيو مدرعتين تابعتين للجيش السوري”. وقال شاهدان إن قوات الأمن أطلقت النار على محتجين في معرة النعمان، حيث هتف نحو 100 متظاهر، مطالبين بسقوط الأسد وضد دخول الجيش إلى البلدة. وفر العديد من السكان، لكن أحد الذين حضروا الاحتجاج قال لرويترز “إن بعض السكان بقوا في البلدة، لأن الموالين للأسد سيقتحمون بيوتنا ويسرقون كل شيء إذا تركها أصحابها”. وكان الجيش السوري بدأ منذ يوم الجمعة الماضي عملية واسعة النطاق في محافظة ادلب قرب الحدود التركية حيث سيطر الأحد على مدينة جسر الشغور التي اتهم فيها “تنظيمات إرهابية” بقتل 20 عنصرا من قوات الأمن وهو الأمر الذي نفاه ناشطون وأعلنوا عن حصول تمرد داخل الأجهزة الأمنية. وأكد عبد الرحمن أن العمليات العسكرية لم تبدأ بعد في معرة النعمان التي تطوقها القوات السورية. ولفت الى أن القوات السورية قامت بقطع الطريق الدولي المؤدي من حلب الى دمشق وذلك بدءاً من مدينة سراقب في ريف ادلب. وأكد ناشطون فرار آلاف السكان من المدينة الأثرية هرباً من القوات والدبابات التي تتقدم. وقال شهود عيان “إن طابور مدرعات وصل الى قرية مانتاس على بعد 15 كيلومتراً الى الشرق من معرة النعمان بينما أصبح طابور آخر على مسافة 20 كيلومتراً غرباً في قرية الخوين”، وأشاروا أيضاً الى نقل القوات جوا بالمروحيات الى معسكر على بعد كيلومترين من البلدة. وقال شاهد في قرية معرشمشة على أطراف معرة النعمان لـ”رويترز” ،”الجنود يطلقون النار بشكل عشوائي على ضواحي معرة النعمان لإفزاع السكان الأمر الذي جعل المزيد من الناس يهربون خلال الليل”، وأضاف “أن النيران قتلت رجلا يدعى محمد عبد الله وأن إطلاق الرصاص كان كثيفاً الى درجة أنه تم دفن الرجل في فناء منزله”. وقال ناشطون لوكالة الأنباء الألمانية “إن القوات السورية اعتقلت مئات المدنيين في محافظة ادلب”، وقال أحد هؤلاء بعد فراره الى بيروت “إن ما يتراوح بين ستة آلاف وسبعة آلاف شخص اعتقلوا عشوائياً خلال الأسبوع الماضي فقط. بينما تحدث ناشط آخر عن أن الجيش يستعد لعملية ضخمة للسيطرة على مدينة حماة رابع كبرى المدن السورية. من جهتها، ذكرت صحيفة الوطن الموالية للحكومة أن الجيش يستعد للقيام بعمليات أمنية محدودة في معرة النعمان وجبل الزاوية الواقعتين بمحافظة ادلب للبحث عن أشخاص يشتبه بتورطهم في أعمال القتال الأخيرة في جسر الشغور. بينما أفادت مصادر متطابقة على الحدود السورية - التركية بأن الجيش السوري هاجم قرى قريبة من جسر الشغور، متسبباً في نزوح العشرات باتجاه الحدود التركية. وقال السائق أبو نوار (45 عاماً) وهو من قرية الشغور القديمة “وصلت دبابات الجيش في السادسة صباحاً وتمركز القناصة مصوبين أسلحتهم باتجاه المنطقة، وبدأوا بإطلاق النار على الجميع”. وأضاف “رأيت أحد أصدقائي مصاباً، لكني لا أعرف ما حل به”. ووصل العشرات من السوريين، وبينهم عدد كبير من النساء والأطفال إلى الحدود سيراً أو في سيارات لينضموا إلى آلاف آخرين هربوا من حملة نفذها الجيش السوري في وقت سابق من الأسبوع في جسر الشغور وتجمعوا في الجانب السوري من الحدود. وقال ناشط سوري يساعد النازحين على الحدود في الجانب السوري إن الجيش هاجم قرية الشغور القديمة وقرية جنودية مساء الأربعاء وصباح الخميس. وقال سكان قرية غوفيتشي التركية إنهم استيقظوا على أصوات إطلاق نار في الجانب الآخر من الحدود في السادسة صباحاً. الى ذلك، نفى ما يسمى “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية” أمس الرواية الرسمية عن مقبرتين جماعيتين اكتشفتا في جسر الشغور، وقال في بيان “إن جثث هذه المقابر تعود إلى جنود سوريين وعناصر تم قتلهم على أيدي عناصر الأمن السوري في درعا وغيرها من مناطق الاحتجاجات بعدما رفضوا أوامر إطلاق النار على شعبهم المتظاهر سلميا”. وشدد البيان على سلمية الثورة، ودعا الى قيام لجنة شرعية وطبية حقيقية محايدة يشهد لها المجتمع الدولي بصدقيتها للتحقيق في مقابر جسر الشغور ودرعا وغيرها من المقابر لتحديد التفاصيل المتعلقة بتلك المقابر وغيرها من ما وصفه بـ”المجازر” التي ارتكبها النظام السوري ضد المتظاهرين السوريين”. من جهة ثانية، قال عبد الرحمن إن عدة مدن سورية شهدت مساء أمس الأول تظاهرات أبرزها في حماة حيث احتشد عشرات الآلاف. واشار الى أن نحو 150 شخصاً تظاهروا في حي الشيخ سعد في المزة وسط دمشق. وأضاف أن تظاهرات جرت ايضاً في حرستا والزبداني وجسرين وسقبا (ريف دمشق) وفي حمص (وسط) وفي ادلب وكفر نبل (ريف ادلب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دير الزور (شرق) والميادين (ريف دير الزور) وفي الحراك والصنمين (ريف درعا). وقال أحد الشهود إنه في ضاحية حرستا المحافظة في دمشق أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية لفض تظاهرة قامت بها 200 امرأة يطالبن بالإفراج عن ازواجهن وأقاربهن الذين اعتقلوا في الحملة الأمنية. وقال الشاهد “كن يحملن لافتات تقول أين زوجي وأين أخي وصور المعتقلين، ولم يصب أحد بسوء ولكن لم يمض عشر دقائق حتى فتحوا النار على التظاهرة”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©