الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قرية التراث» تقيم معرضاً للسيارات الكلاسيكية وورشاً للصناعات التقليدية

«قرية التراث» تقيم معرضاً للسيارات الكلاسيكية وورشاً للصناعات التقليدية
18 يناير 2012
فعاليات مهرجان دبي للتسوق لاتزال تتواصل في قرية التراث والغوص، ضمن الجدول المعد الذي يشتمل على الفقرات المتنوعة، منها الثابت ومنها المؤقت الذي يقام لمدة يوم أو يومين. ومن ضمن النشاطات اليومية الدائمة «معرض السيارات الكلاسيكية»، الذي يقام بالتنسيق مع دائرة السياحة والترويج التجاري في دبي من خلال قرية الغوص، وبالتعاون مع إدارة القرية. وعلى هامش المعرض تقام يوميا عروض للفرق الشعبية الجوالة، التي تقدم عرضا فكللوريا إماراتياً يتناسب وروح الفرح والبهجة، التي يأتي لأجلها زوار مهرجان دبي للتسوق إلى مواقع الفعاليات المتنوعة. (دبي) - ضمن الفعاليات اليومية المقامة في قرية التراث والغوص، في إطار مهرجان دبي للتسوق يفتح معرض «السيارات الكلاسيكية» أبوابه على وقع أهازيج لفرق اليولة والتغرود والرقصات الشعبية، إلى جانب مجموعة من أصحاب الحرف الشعبية، الذين يقضون ساعات في تقديم عروض حية لتصنيع المنتجات والتي تعد بمثابة دروس مجانية حول كيفية صناعتها، وهم يرحبون بكل زائر قبل أن يطلعوه على أسرار حرفتهم. تشجيع الهواية حول معرض «السيارات الكلاسيكية»، يقول محمد الطاهري، رئيس لجنة السيارات الكلاسيكية في اتحاد الإمارات لرياضة السيارات والدراجات النارية، إن «المعرض يقام لتشجيع الشباب على العناية بالمركبات القديمة التي تعود للأهل، لأنها تصبح ذات قيمة تاريخية ومالية في حال تمت العناية بها». ويكمل «المعرض يسعى إلى تسليط الضوء على السيارات القديمة لعدة أسباب منها انتشار سباقات السيارات القديمة، وتزايد شعبية السيارات الكلاسيكية كاستثمار وهواية، علما بأن المغامرة بشراء سيارة مصنفة كلاسيكية دون الاعتناء بالتفاصيل أو استشارة خبير قد تكون مكلفة ماليا ومحبطة نفسيا». ويقول الطاهري إنه متابع قديم لكل ماله علاقة بالسيارات القديمة، ولذلك ينصح الشباب ببحث الظروف الشخصية إن كانت تتناسب مع اقتناء سيارة قديمة، أو العمل على صيانة سيارة الأسرة إن كانت قديمة، حيث كانت بدايته مع جد العائلة الذي شجعه على المحافظة على القديم، وكان يقول له إن الكلاسيكي يمتاز بالجودة والقوة». ويوضح «بعد التأكد من الاستعداد المادي لشراء سيارة كلاسيكية تأتي مرحلة وضع خطة الاستفادة من السيارة، وهل يمكن أن يعتمد عليها في قضاء احتياجاتك اليومية، أم أنها سيارة تضعها في المرآب ولا تستعملها إلا في مناسبات خاصة فقط. ومن المهم أن يكون لدى عاشق السيارات القديمة الأسئلة التي يطرحها على نفسه، ومنها نوعها وشكلها من حيث الهيكل وهل ستحتاج إلى ميزانية أخرى لأجل أن تصبح صالحة للاستخدام، إلى جانب كمية الوقود التي تحتاجها، ولا يجب أن يغيب عن بال المشتري أن السيارات الكلاسيكية تحتاج إلى مزيد من الرعاية والاهتمام، لذا يجب تخصيص ميزانية للصيانة». ويضيف الطاهري «هناك تباين هائل في استجابة المكابح بين كل سيارة وأخرى، كما أن هيكل السيارة والإطارات وماصات الاصطدام كلها لها هي الأخرى خواص مختلفة تماما مقارنة بنظيرتها الحديثة، إلا أن ذلك لا يعني أنه يصعب على هاوي السيارات الكلاسيكية أن يتحلى بالصبر والتخطيط والميزانية اللازمة، وأن يحظى بسيارة قديمة وممتعة القيادة وجاذبة للأنظار». ويشير إلى أنه في الدول الأخرى هناك أندية ينضم لها هواة السيارات القديمة ليحصلوا على التوجيه ويتعرفوا على محال قطع الغيار الموثوقة وورش الإصلاح الجيدة، ومن الضروري لمن كان حديث العهد بهواية اقتناء السيارات القديمة، أن يستعين برأي خبير حتى لا يتورط ويهدر أمواله على شراء أي سيارة كانت لمجرد أنها قديمة الصنع». وسيلة صيد في قرية الغوص تنتشر صور عديدة للحياة في الماضي، حيث تحرص حكومة دبي على الحفاظ على كل ما من شأنه إبقاء البريق للأصالة والفلكلور والعادات، ولذلك كانت الحياة القديمة للأسرة الإماراتية حية متجلية في ذلك المكان، حيث الجميع يمارس مهنا قديمة. سعيد السعدي وخميس بن سالم، من الأشخاص الذين برعوا في صناعة البيم أو القراقير من شراخ جريد النخل، وهما يقضيان كل الفترة من الرابعة عصرا وحتى نهاية اليوم في العمل، ولا يجعلهما يتركان المكان إلا أداء الصلاة. ويقول السعدي إن «القرقور وسيلة صيد سمك بدأت من قبل ما يزيد على مائة وعشرين عاما، حين استخدم الإنسان الذي امتهن صيد السمك عسق النخلة، فكان يجفف ثم يجرد من الورق فيصبح جريدا، ثم يشرخ أو يفلق بأدوات حادة تشبه السكين، حتى يتحول إلى أشرطة لينة وكان يسمى شراخ، وبالنسبة للمرحلة الثانية فهي جدل وحبك تلك الأشرطة الليفية بحبال من ليف النخل، ويجعل له الصياد فتحتين فتحة لدخول الأسماك إليه لا تستطيع الخروج منها، وهناك فتحة خاصة للصياد يخرج منها الأسماك بعد وصول القرقور إلى سطح السفن». ويضيف أن الزوار يأتون ويتوقفون بجانبه وهو يسعد بتلك اللحظات التي يكون فيها محط اهتمام الزوار، لأنه يشعر بأن ما يقوم به له تأثير ويجذب من يمرون بقربه، وربما حالت اللغة بينه وبين الجنسيات غير العربية، ولكنه متأكد من أنهم يعلمون ماذا يفعل، وفي كثير من الأوقات تأتي أفواج من السياح من الصين أو اليابان وأيضا من أوروبا، ويرافقهم دليل سياحي عربي، حيث ينقل لهم المعلومات التي يقولها السعدي، وأهم ما يخبر السعدي زواره به أن الطريقة القديمة لم تكن تترك أي آثار على البحر أو الأسماك لأن القفص طبيعي ويتحلل. بين الأسلاك والشراخ يعتبر القرقور أحد أهم أدوات صيد السمك في الإمارات وفي دول الخليج العربي، وخلال مائة وعشرين عاما مرت صناعة القراقير بمراحل مختلفة، ولكن لم يتوقف الإنسان عن الاستعانة به لجلب الرزق من البحر، حتى عندما بدأ الصياد يتخلى عن صناعة القراقير من شراخ النخيل، والاتجاه إلى تصنيعها من الأسلاك المعدنية والتي تسمى محليا السيم؛ فيصنع البيمه والدوبة وهي أسماء للقرقور، وكان السبب وراء الصناعة من السلك لسهولة العمل واختصار الوقت، خاصة أن الصياد شغل بأمور حياتية كثيرة نتيجة التغييرات التي حدثت في الدولة أو في العالم، ولكن الأمر بالنسبة للسعدي مختلف، فهو يحصل على مكافأة نتيجة العمل اليومي أمام الزوار، وفي الوقت ذاته يتمنى لو أن أحدا من الزوار ربما يؤثر فيه هذا النوع من الحرف التي تدر رزقا وربحا، فيتبنى إنشاء معهد لتعليم صنع القراقير. وبالنسبة لأقفاص اليوم، يقول بن سالم إن القرقور يصنع اليوم من أسلاك معدنية مطلية بمادة مقاومة للصدأ، وتلك الأسلاك غير ضارة، مشيرا إلى أن صناعة القرقور من السيم أو السلك بدأت تنتعش في السبعينيات في الدولة، حين بدء الرجال يتركون صنعها من الشراخ، لأنه يأخذ وقتا طويلا والرجال أصبح معظمهم في وظائف حكومية، ولذلك أصبح الوقت لديهم غير كاف بعد العودة من العمل، ولكن استمر بعضهم في العمل على التصنيع من الأسلاك، حتى جاء وقت لم يعد أحد فيه يصنعها. ويجد ابن سالم متعة كبيرة في العمل أمام الجمهور ليعيد مجد القرقور من شراخ جريد النخل، وهو يكمل قائلا إن حياته أصبحت مرتبطة بالقرية، فهو يقضي فيها معظم ساعات اليوم، بل إنه يتشارك مع بعض المسنين الذين لم يعودوا قادرين على المجيء والعودة لمنازلهم النوم في غرف أعدت خصيصا لهم من إدارة قرية التراث والغوص، وقد وفر ذلك عليهم الجهد والوقت خاصة أن الوقت الذي يقضونه في القرية تصل إلى سبع ساعات في إجازة نهاية الأسبوع. أما صالح علي وعلي حمدان فهما يعملان على الحرفة ذاتها، ولكن بطريقة صنع القراقير من الأسلاك أو السيم، وهما من الأعضاء الدائمين الذين يسجلون للمشاركة في فعاليات مهرجان دبي للتسوق، وأهم رسالة يوجهانها هي مطالبة المسؤولين بإقامة معاهد للحفاظ على الحرف القديمة، وأن تتم الاستعانة بالخبراء أمثالهم لتعليم الشباب خلال الإجازات، ومن خلال تلك المعاهد ستتم المحافظة على الحرف من الاندثار، وستكون سلاحا مهنيا في يد أبناء الدولة، في حال رحل من أصبحوا اليوم يصنعون القراقير أو غيرها من الأدوات التي تستخدم في الحياة اليومية، خاصة التراثية لأنها لم تعد مجرد ديكور، ولكنها تستخدم لإبراز دور الأسرة في الحفاظ على ملامح الأسرة والتراث الإماراتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©