الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فضيحة مدوية تهز الوسط الثقافي الفرنسي

فضيحة مدوية تهز الوسط الثقافي الفرنسي
4 أكتوبر 2017 23:03
كشفت رسائل سرية للكاتب الفرنسي الشهير مارسيل بروست، عثر عليها مؤخرًا، أنه دفع أموالًا بطريقة سرية لصحف شهيرة كي تشيد بالجزء الأول من روايته ذائعة الصيت «بحثًا عن الزمن المفقود» في مراجعات نقدية، كتبها بنفسه، لتظهر على الصفحات الأولى، من أجل الترويج لها بطريقة خفية ربما تكون غير مسبوقة في الأوساط الثقافية الفرنسية في ذلك الوقت. ونقلت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، في تقرير اليوم، أن بروست (1871 - 1922) أرسل لناشر لناشره برقيات قال فيها إن «بحثًا عن الزمن المفقود.. عمل رائع وسيكون جيداً نشر المراجعة النقدية على الصفحة الأولى مقابل مئات من الفرنكات». وتروي الصحيفة أن هذه الرسائل ظهرت مؤخراً في إطار بيع في المزاد العلني لنسخة نادرة من رواية «جانب منزل سوان» للكاتب الفرنسي. وستتم عملية البيع في العاصمة الفرنسية باريس يوم 30 أكتوبر الجاري. ومن المتوقع أن يصل ثمن هذه النسخة النادرة إلى نصف مليون يورو، وذلك بسبب طباعتها على ورق مصنوع من ألياف طبيعية. ولم يبق من هذا النوع من الكتب سوى أربع نسخ يتم تداولها عبر العالم. وقد وقعت الرسائل، التي كشفتها الصحيفة البريطانية، من قبل مارسيل بروست نفسه، حيث يطلب الكاتب من ناشر كتبه أن يدفع أموالًا لصحف فرنسية كي تنشر مراجعات نقدية جيدة عن الرواية. ودفع الكاتب 300 فرنك فرنسي (ما قيمته ألف يورو الآن) مقابل إطراء عن رواية «جانب منزل سوان» نشر على الصفحة الأولى من صحيفة «لوفيغارو» التي كان يعمل لصالحها أحياناً. كما دفع الكاتب 660 فرنكاً لمجلة أخرى لنشر مقال على صدر صفحتها الأولى. كما حاول الاتصال بصحف أخرى. ووصف الكاتب أعماله الأدبية، في المقالات التي كانت تنشرها الصحف على أنها قراءات نقدية لمؤلفاته، بأنها «نفحة من الهواء النقي بين أبخرة أخرى منومة»، مقارناً نفسه بالكاتب البريطاني الشهير تشارلز ديكنز (1812- 1870) الروائي الذي يعتبره النقاد أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفكتوري. ويختم الكاتب في تلك المقالات، مثنياً على مؤلفاته «ما يراه السيد بروست ويشعر به أصلي تماماً. إن كتاباته مشرقة جداً للعين». ولكي لا ينكشف أمره، كان الكاتب يأخذ بعض الاحتياطات الأمنية. فقد كان يفرض على الناشر طباعة تلك المقالات قبل إرسالها إلى الصحف، حتى لا يعرف أحد خط يده، كما كان يدفع للناشر الأموال مباشرة ونقداً، ليسلمها للصحف ويعده بإعادتها إليه لاحقاً. وإذا كان بروست متحفزاً للترويج لكتبه، فلأنه كان يدفع بنفسه تكاليف نشرها، بحسب خبراء. فقد كانت دور النشر ترفض أن تنشر له قبل عام 1913. بعد هذا التاريخ، استمر الكاتب في تحمل نفقات طباعة رواياته بنفسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©