الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميسي.. التخلص من «التركة الثقيلة»!

ميسي.. التخلص من «التركة الثقيلة»!
1 يوليو 2014 02:16
وأخيراً ارتدى نجم المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم ليونيل ميسي «ثوب مارادونا الجديد»، بعدما تحرر من الضغوطات والانتقادات التي طالته عقب الظهور المخيب في المونديالين الأخيرين، خاصة جنوب افريقيا 2010 وموسمه السيئ مع فريقه برشلونة الإسباني، فتألق بشكل كبير في المباريات الثلاث لمنتخب «البيسيليستي» في الدور الأول للعرس العالمي في البرازيل. عانى صاحب الرقم 10 في صفوف المنتخب الأرجنتيني الأمرين في النسختين الأخيرتين من كأس العالم وإن كان شاباً يافعاً في النسخة الأولى في ألمانيا عام 2006، لكن ضرب بقوة في المباريات الثلاث الأولى للأرجنتين في الدور الأول ومحا «شبح دييجو مارادونا» المتوج باللقب العالمي عام 1986 بتسجيله 4 أهداف رائعة. لكن هذه المقارنة المستمرة مع مارادونا لا تؤرق ميسي، بل على العكس، يبدو أنه تخلص من هذه التركة الثقيلة ليتحول إلى قائد حقيقي للمنتخب الأرجنتيني. كثرت الإشادات بميسي في المونديال الحالي آخرها مدرب منتخب نيجيريا ستيفن كيشي الذي وصفه بلاعب من كوكب «عطارد»، كل ذلك دليل على أن ابن مدينة روزاريو أصبح يلبي التطلعات والآمال الكبيرة المعقودة عليه من طرف الجماهير الأرجنتينية التي بقيت في البلاد أو عشرات الآلاف الموجودين في البرازيل، والذين حولوا أجواء ملاعب الأخيرة، حيث يلعب ميسي وزملاؤه إلى أجواء ملعب مونومنتال في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. سجل ميسي هدفاً رائعاً وبسرعة خارقة من تسديدة قوية من خارج المنطقة في مرمى البوسنة 2-1، وآخر من تسديدة رائعة من خارج المنطقة أيضاً وفي الوقت القاتل في مرمى إيران 1- صفر، وقذيفة قوية من مسافة قريبة وركلة حرة مباشرة من خارج المنطقة في مرمى نيجيريا 3-2: الحصيلة هي أربعة أهداف من أصل 6 سجلتها الأرجنتين في الدور الأول، وفضلاً عن ذلك، فإن الأرجنتين سجلت الهدف الأول في مرمى البوسنة من نيران صديقة عقب ركلة حرة مباشرة لميسي. وأمام معاناة الأرجنتين في فرض أسلوب لعبها الجماعي، فإن عبء المسؤولية ملقى على عاتق أفضل لاعب في العالم 4 مرات، والذي يبدو هذه المرة أكثر تصميماً لتحقيق حلمه «المونديالي» على الرغم من كل الصعاب. لم تكن انتصارات الأرجنتين تتوقف على ميسي في السابق أكثر مما هي عليه الآن، فحتى عشية مواجهة سويسرا في الدور ثمن النهائي، تدين الأرجنتين بتأهلها إلى «عبقري» برشلونة الذي سجل أهدافاً حاسمة في لحظات قاتلة. اكتفى ميسي بهدف يتيم في أول مونديال في مسيرته الكروية عام 2006 في ألمانيا، تلاه صيام عن التهديف في النسخة الأخيرة في جنوب أفريقيا عام 2010 بقيادة دييجو أرماندو مارادونا، ولكن لحسن حظ الأرجنتين أن ميسي «الجديد» قدم وجهاً مختلفاً ومشجعاً على غرار إشعاعه مع برشلونة. واصل «البعوضة» هوايته في حصد الأرقام القياسية من جميع الأنواع، ويكفي إعادة فتح كتب التاريخ للوقوف على إنجازات مماثلة لما يحققه ميسي في النسخة العشرين في البرازيل. أصبح ميسي أول لاعب أرجنتيني يهز الشباك في المباريات الثلاث الأولى منذ أوريستيس عمر كورتابا عام 1958، كما أصبح أول أرجنتيني يسجل هدفاً من ركلة حرة منذ دانييل باساريلا قائد المنتخب في مونديال 1982. ولكن ميسي يدرك تمام الإدراك أنه يتعين عليه تقديم العروض ذاتها في الأدوار الإقصائية المباشرة (من ثمن النهائي إلى المباراة النهائية) كي يدخل نهائياً تاريخ بلاده. وإذا تخطت الأرجنتين الحاجز السويسري في الدور ثمن النهائي اليوم، في ساو باولو، فإن ذكرى مونديال 1986 ستلقي بظلالها، وقتها سجل مارادونا خمسة أهداف في المكسيك بينها ثنائية تاريخية في الدور ربع النهائي في مرمى إنجلترا «هدف باليد» و«هدف القرن» - وآخر نصف النهائي ضد بلجيكا (2- صفر)، وقاد بمفرده تقريباً الأرجنتين إلى المباراة النهائية. وإذا كان مارادونا فشل في هز الشباك في المباراة النهائية أمام ألمانيا الغربية، فقد كان وراء التمريرة الحاسمة التي سجل منها خورخي بوروتشاجا هدف الفوز 3-2. وقتها، تحمل مارادونا دون ضغوطات إرث ماريو كيمبيس بطل ملحمة الفوز بكأس العالم للمرة الأولى عام 1978 في الأرجنتين بتسجيله 6 أهداف من ثلاث ثنائيات بينها واحدة في المباراة النهائية في مرمى هولندا. فهل سينجح ميسي في قيادة الأرجنتين إلى اللقب الثالث في 13 يوليو على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو؟ وليصبح مارادونا عام 2014، يتعين على ميسي إن يخرج أفضل ما في جعبته. (فورتاليزا - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©