الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خطيئة هيريرا» تسقط «أصحاب القبعات» أمام هولندا

«خطيئة هيريرا» تسقط «أصحاب القبعات» أمام هولندا
1 يوليو 2014 02:19
رؤية فنية: روبرتو دونادوني إعداد: أمين الدوبلي ينضم النجم الإيطالي السابق روبرتو دونادوني إلى فريق العمل بالتحليل الفني لمباريات المونديال في «الاتحاد»، وهو اللاعب الكبير والمدرب بـ «الكالتشيو» وصاحب التاريخ الطويل في الملاعب، ليقدم لنا نظرته التحليلية. ويتميز دونادوني في تحليله بالرشاقة والعمق في قراءة المباريات، مع القدرة على تحليل أفكارهم، وذلك من وحي خبرته الطويلة في الملاعب وعلاقته القريبة مع أغلبهم، ومتابعاته المستمرة لتطور الكرة في المنتخبات المشاركة. كانت مباراة هولندا والمكسيك من نوعية المباريات التي تحبس الأنفاس من بدايتها حتى النهاية، وأن المكسيك هو الذي كان يستحق الفوز والتأهل حتى الربع ساعة الأخير من اللقاء، وأن المشهد يتكرر للمرة الثانية على التوالي في يومين متتاليين، بعد أن كان قد وقع في مباراة البرازيل وتشيلي، حيث كان منتخب تشيلي هو الذي كان تستحق الفوز. وكان الفريق المكسيكي صاحب المبادرة الهجومية الفعالة في اللقاء، وكان من يصنع الفرص، وظهر في البداية أن منتخب فان جال نزل ليدافع، بدليل رقابة شنايدر لهيريرا أهم لاعب في المكسيك في صناعة الهجمات، وذلك للحد من خطورته، وبذلك فقد تنازل فان جال عن خطورة شنايدر نفسه من أجل رقابة هيريرا، وظل الأمر هكذا حتى جاء الهدف المكسيكي، فبعد الهدف بدأت الطواحين تفكر في الهجوم للتعويض، ولكن بلا فاعلية حيث كان روبن هو الوحيد الذي يشكل الخطر على مرمى أوتشوا بفضل مهاراته الفردية، وكان خروج لاعب الوسط دي يونج مصاباً بعد أول عشر دقائق هو من خلط أوراق فان جال، وأصاب المنتخب الهولندي بالارتباك. ومع مرور الوقت بدأ بلينت يقوم بدوره كصانع ألعاب، في نفس الوقت الذي سقط فيه مدرب المكسيك في خطآ فادج، وهو أولاً الاكتفاء بالهدف الوحيد، وثانيا سحب أهم لاعب في المنظومة الهجومية للمكسيك وهودوس سانتوس، الذي كانت تصيب تحركاته دفاعات ووسط هولندا بالرعب، وساعد خروج دوس سانتوس منتخب هولندا في التقدم بكثافة نحو الأمام، في نفس الوقت الذي أضاع على فريقه فيه فرصة تسجيل هدف ثانٍ وثالث في ظل الاندفاع الهولندي للمقدمة وإهمال المساحات الخلفية. وبمثل ما سقط مدرب المكسيك هيريرا في خطأ فادح أجاد فان جال في استثمار هذا الخطأ بالدفع بأكبر عدد من المهاجمين مع مرور الوقت، وتبديل مراكز اللاعبين، حيث أن هولندا غيرت خطتها في تلك المباراة 3 مرات على ضوء المعطيات، تنقل اللاعب الهولندي كايت بين المراكز 3 مدات، فنجح في مفاجأة المنافس، وتشكيل الخطورة عليه. وكانت هناك أسباب لتفوق المكسيك في البداية، بوجود لايون وهيريرا، بما يتمتعان به من مهارات عالية، وكفاءة كبيرة في التواصل، وتبادل المراكز، ساهم في تحقيق الأفضلية لمنتخب المكسيك، في نفس الوقت الذي كان أصحاب القبعات يضغطون بشكل مستمر فيه على وسط ودفاع الطواحين، فلم يمنحوهم الفرصة لبناء الهجمات المنظمة والخطيرة بسهولة، وطوال الـ70 دقيقة الأولى من المباراة كان المكسيك هو الأسرع والأفضل، والأكثر محاولات، فيما اقتصرت محاولات «الطواحين» على الكرات الطولية لكل من روبين وفان بيرسي. وتفوق المكسيك أيضاً في الكرات العرضية عن طريق مورينهو وجوردادو ولايون، وخضع دوبين لرقابة لصيقة من رافائيل ماركيز، لكنه تغلب عليها في النهاية بالنزول للوسط، وتبديل المراكز مع شنايدر في بعض الأحيان، وأظن أن نتيجة الشوط الأول العادلة كانت 2-صفر لمنتخب المكسيك، إلا أنهم فرطوا في التسجيل نظراً لغياب التوفيق في اللمسة الأخيرة. وفي الشوط الثاني فاجأ المكسيكيون المنافس بالهجوم المكثف والضاغط من البداية فلم تمض دقيقتان حتى نجح أصحاب القبعات في تسجيل الهدف الأول عن طريق الرائع جيوفاني دوس سانتوس. وبعد خروج دوس سانتوس ودخول أكينوا انتفضت هولندا، وكانت الخطورة رفيق روبين في كل مكان، وبدأ أوتشوا نجم منتخب المكسيك يتألق في إنقاذ الأهداف، حتى انهارت دفاعات المكسيك في الدقائق الأخيرة، والفارق بين المنتخبين الهولندي والمكسيكي هو أن المنتخب الهولندي وبعد أن سجل التعادل، لم يتوقف وحاول استغلال أفضليته فسجل الهدف الثاني لينهي اللقاء دون اللجوء إلى الوقت الإضافي. أجمل هدف شنايدر يفجر مرمى أوتشوا أحرز شنايدر أجمل الأهداف وأهمها، في الدقيقة 88 من المباراة التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، كانت خطورة «الطواحين» قد اقتصرت على بعض محاولات روبين الفردية، وكان شيئا من الإحباط بدأ يدب في أعماق لاعبي منتخب هولندا، فاستغل الهولنديون تراجع المنتخب المكسيكي الذي كان يستعد للفرح وهاجموا من الجبهة اليسرى، فحصلوا على ضربة ركنية، لعبها روبين بالتخصص، لتصل على رأس اللاعب البديل طويل القامة هونتيلار الذي وجد نفسه بعيدا على زاوية صعبة للتسجيل فقام بتعديلها للقادم من الخلف على حدود منطقة جزاء المكسيك لتجد ويسلي شنايدر الذي لم يضع وقتا في التسديد صاروخية بوجه القدم، وبمنتهى الدقة، في زاوية لا يقف فيها أحد، ليدرك التعادل لفريقه في الوقت القاتل، بكرة تشبه القنبلة المنفجرة، وهذا الهدف يتضمن على العديد من المهارات، أولها حسن المتابعة، مع دقة التسديد وقوته، بالإضافة إلى الحفاظ على التركيز في وقت يصعب فيه أن يحافظ أي لاعب على تركيزه. (أبوطبي - الاتحاد) ظاهرة الجولة أهداف الوقت القاتل تقلب الموازين في مواجهتي المكسيك مع هولندا، واليونان مع كوستاريكا، كانت الدقائق الأخيرة صاحبة الكلمة العليا في اللقاءين، نظراً لخصوصية مثل هذه المباريات التي تعلن في نهايتها عن خروج الخاسر، وبناء عليه فقد وضع كل مدرب إستراتيجيته للمباراة على جزئيات صغيرة، وكان يغيرها ويعدلها وفق المعطيات والمستجدات، ومع الاقتراب من النهايات كان القرار يتحول إلى اللاعبين، فقد انفصلوا عن تعليمات مدربيهم. وفي أقل من 4 دقائق نجح منتخب هولندا في تحويل نتيجة الخسارة أمام المكسيك إلى فوز، بفضل تبديلات فان جال، وذكاء روبين، ومهارة هونتيلار، في نفس الوقت الذي افتقد منتحب المكسيك إلى تركيزه فيـه، حيـث كـان قـد بدأ يفكر في الاحتفـال بالفوز والتأهـل إلى دور الثمانيـة. وفي المباراة الثانية كان منتخب كوستاريكا يلعب بعشرة لاعبين، ويدافع بكل ما يملك، وبرغم كفاءة هذا الدفاع فإنه وفي الوقت بدل الضائع نجح منتخب اليونان في إدراك التعادل بالدقيقة 91 عن طريق بابا ستات، ولولا ركلات الترجيح لكان اللقاء قد ضاع على المنتخب الكوستاريكي. (أبوظبي – الاتحاد) «الثلاثي» مكمن الخطر في كوستاريكا الـ«تيكوس» يتخطى أحفاد «الإغريق» بـ«الصمود» حقق منتخب كوستاريكا الفوز على اليونان بسلاح «الصمود»، لأنه لعب ساعة كاملة في ظل النقص العددي، وتمكن من مجاراة لياقة وقوة المنتخب اليوناني، من خلال التنظيم الدفاعي، وأن أغرب ما في الأمر بالنسبة له أنه وبعد أن سجل اليونانيون هدف التعادل تراجع مردودهم الفني والهجومي، وكأنهم ضمنوا النتيجة. وكافأت ركلات الجزاء المنتخب الكوستاريكي على صموده، فقد راهن المنتخب اليوناني على قدرته في التسجيل في الوقتين الإضافيين، إلا أن الكفاح من جانب لاعبي كوستاريكا حول هذه الأفكار إلى سراب، وطوال الوقتين الإضافيين، لم يستفد سامراس ورفاقه من الزيادة العددية، وبالنسبة لكل المتابعين لكرة القدم لم يكن هناك أي شخص يتصور أن يتأهل منتخب كوستاريكا من مجموعته، ولا من دور الـ16، حتى المدرب بينتو نفسه لم يكن يتوقع ذلك، لكن هذا حدث بفضل جرأة المدرب، وصمود اللاعبين، وأصبح الفريق في ربع النهائي، والأهم من ذلك أنه لم يسرق أي فوز، بمعنى أنه في كل مباراة فاز فيها كان يستحق الفوز. وصنع الثلاثي رويز وكامبل ودياز الفارق مع منتخب كوستاريكا، ولهم يرجع الفضل في هذه النتائج التاريخية التي تحققت، ولا يمكن أن ننسى دور المدرب الكولومبي خورخي لويس بينتو الذي وثق في قدرات لاعبيه، ولم يهب الأسماء الكبيرة، فلعب بكل ندية، وحقق بذلك التفوق عليها جميعاً، ويكفي أن كوستاريكا لم يخسر حتى الآن في كأس العالم. وبالنسبة لمنتخب اليونان قال دونادوني: الخبرة مهمة لكنها ليست كل شيء، فكاراجونيس صاحب الـ37 سنة كان جيداً، والدفع بجيكاس كان موفقاً لكن الحماس بدأ يتراجع في نصف الساعة الأخير، وكان العكس هو المطلوب لاستغلال النقص العددي عند كوستاريكا. بالطبع يجب أن نعترف بأن الطقس سيئ للغاية، وأن النظرة الاقتصادية باتت تحكم تنظيم مسابقات «الفيفا»، فلم يعد أحد ينظر إلى صحة اللاعبين، بدليل أنهم يلعبون في الساعة الواحدة ظهرا، ودرجة الحرارة فوق الـ 30 مئوية، وهذا هو السر في تراجع مستوى أداء اللاعبين في البطولة عن مستواهم في الأندية الأوروبية التي يمثلونها، وهذه الظروف التي يتعرض لها اللاعبون في المونديال صعبة للغاية على أي لاعب، وتسهم في تعرضهم للإجهاد والإصابة، وكلنا شاهدنا كيف ارتمى اللاعبون على الأرض من الفريقين بعد نهاية المباراة، إلى الدرجة التي تخيلت فيها أن بعضهم أصيب بالاختناق. (أبوظبي - الاتحاد) سوبر ستار روبين.. «تاجر السعادة» إذا كنا نبحث عن اللاعب الأكثر تأثيراً في المباراتين، فإن المنافسة سوف تكون محتدمة بين أرين روبين مهاجم هولندا، والحارس المكسيكي العملاق أوتشوا، فالأول قاد فريقه لتحويل «كابوس» الخسارة والوداع إلى أفراح، والثاني قدم المستحيل ودافع عن مرماه ببسالة لترجيح كفة فريقه، ونجح أوتشوا في تأخير نتيجة المباراة إلى الوقت الضائع من اللقاء ببراعة هائلة، إلا أنه وبحساب الفائز والخاسر تميل الكفة إلى روبين حيثما يظهر، ففي الشوط الأول لم يحتسب له الحكم ضربة جزاء صحيحة، وفي الشوط الثاني هو من لعب ركنية التعادل، وهو من تعرض للإيذاء وتسبب في ضربة الجزاء في الهدف الثاني، وهو تاجر السعادة الدائم لعشاق الطاحونة الهولندية حول العالم. ويعد روبين أبرز نجوم المونديال في نسخته الحالية، حيث لم يقتصر حضوره على مباراة المكسيك فحسب، بل كان بارزاً في كل المباريات، حيث قاد الطاحونة للفوز في 4 مباريات حتى الآن، والحصول على العلامة الكاملة من بداية منافسات كأس العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©