السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعوة عشاء يومية

15 يونيو 2013 22:01
أمر يستحق التحية حقاً أن نجد المراكز البحثية الأميركية، تلتفت إلى إيجابيات اجتماع العائلة حول مائدة الطعام ، وخاصة وجبة العشاء، وهو ما استدعى بداخلي الشعور بالأسف على «انقراض» كثير من عاداتنا في محيط الأسرة العربية، وما أصابها من تغير وتحول وتبدل نعزوه إلى هيمنة العادات الغربية على عاداتنا الأصيلة التي هجرناها طواعية، لكن ها هم الغربيون يعودون إليها، ويبحثون عن جدواها وإيجابياتها، ويكرسون لها أبحاثاً ودراسات تتبعية مستفيضة ينفقون عليها ملايين الدولارات، للتوصل إلى نتائج أقرتها الفطرة العربية القديمة منذ آلاف السنين. في جامعة مينسوتا الأميركية أكدت دراسة أهمية اجتماع العائلة حول مائدة الطعام والأثر الإيجابي الذي يتركه ذلك على الأطفال، حيث تتبع الباحثون مجموعة من الأطفال لمدة خمس سنوات، ووجدوا أن البنات في سن المراهقة اللائي اعتادت أسرهن على تناول وجبات الطعام معاً خمسة أيام في الأسبوع أو أكثر، قد قل عندهن إلى درجة كبيرة احتمال تعرضهن لاضطرابات الأكل السلوكية، مثل الحمية الغذائية المزمنة واستعمال حبوب الحمية والشره المرضي. وفي جامعة كولومبيا ، يؤكد بحث حول تصرفات المراهقين، إلى أن المراهقين والشباب الذين يشاركون بانتظام في وجبات العشاء العائلية، يقل بينهم انتشار تعاطي المخدرات والكحول كثيراً، مقارنة بنظرائهم الذين لا يشاركون في وجبات العشاء العائلية لأقل من ثلاث مرات في الأسبوع.. ويقول الخبراء إنه من المعروف انه كلما شارك الأطفال أكثر في وجبات العشاء العائلية مع والديهم، يقل احتمال التدخين، وشرب الكحول أو استخدام المخدرات لديهم كلما زادت وتيرة المشاركة في وجبات العشاء العائلية، لأن ذلك يزيد من فرصة التواصل والحوار وبناء جسور الصلة العائلية الوثيقة، بما يؤدي إلى تغيير إيجابي كبير في نمط حياة هؤلاء الأبناء. إن تناول وجبة العشاء معا كأسرة واحدة يومياً، عادة إيجابية تجعل الأبناء منذ الصغر يدركون قيمة التجمع العائلي في نهاية اليوم، ومن ثم أيضاً يتم الاتفاق حول الأنشطة الترفيهية التي يمكن أن يتم الاستمتاع بها نهاية كل أسبوع، في إطار احترام المساحة الشخصية لكل أفراد الأسرة، فلكل شخص خصوصياته التي يرغب في الاحتفاظ بها، فإذا احترم الآباء خصوصية الأبناء سيحترمون هم أيضا خصوصيات الآخرين. هذه اللقاءات تتيح للآباء التعرف اليومي على أخبار الأبناء واحتياجاتهم، فالكل لديه احتياجات يرغب في التعبير عنها، وطلباتهم تعكس طريقة تفكيرهم واتجاهاتهم وميولهم، وتسهم في تقويم سلوك الأبناء أولاً بأول، فضلاً عن تأثيرها في تحقيق المودة والألفة بين أفراد الأسرة، ومن ثم يمنع حدوث الكثير من المشاكل واختلاف وجهات النظر. ما من شك أن هذا التجمع اليومي، يمكن الاستماع فيه لأي حديث بين أفراد الأسرة، فالإنصات الجيد ثم المناقشة والتواصل والتفاهم من شأنها أن تخلق بيئة صالحة تقوم على الثقة بين الآباء والأبناء. وهذا ما نفتقره في كثير من الأحيان. هل يمكن أن نستغل العطلة الصيفية ونحرص أن نلتقي بأبنائنا كل ليلة ولو على العشاء؟ المحرر | kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©