استقطبت ألعاب الكومبيوتر اهتمام الأطفال في العقدين الأخيرين وصرفتهم عن ألعاب وأنشطة، كانت بالنسبة إلى آبائهم مجالات ثرية للتسلية والمغامرة والاكتشاف واكتساب مهارات شتى· فقد دخلت ألعاب الماضي إلى أحد أركان التراث، ولا تستعاد إلا من أجل الذكرى· ولعل هذا ما دفع السفارة اليابانية إلى تنظيم معرض في 'ابو ظبي مول' لإلقاء الضوء على ألعاب سادت لقرون، ليس في اليابان فحسب ولكن لدى كثير من الحضارات·
موضوع المعرض هو الطائرات الورقية والبلابل، وقد تم تنظيمه بالتعاون مع منطقة أبوظبي التعليمية وتحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك 'أم الإمارات' رئيسة الاتحاد النسائي العام، ولفت انتباه الكثيرين من الزوار·
وبحسب المعلومات التي وفرها المعرض فإن أول اختراع للطائرات الورقية كان في الصين قبل حوالي ألفي عام· وقد ظهرت للمرة الأولى في اليابان خلال فترة 'هيان' التاريخية
(794 ـ 1185)· وكانت تستعمل لنقل رسائل سرية عبر الخنادق المائية المحيطة بالقلاع وداخل الأبراج الرئيسية فيها·
ربما لدى اليابان اليوم أنواع من الطائرات الورقية تفوق تلك التي في أي بلد آخر، وغالباً ما تطلق في الهواء في المناسبات الاحتفالية، حيث يقال إن صاحب الطائرة الورقية التي ترتفع بشكل أكبر هو صاحب حظ سعيد، وكمثال على تلك التقاليد يقام هذا المشهد الاحتفالي كل عام في الخامس من شهر مايو (وهو نفس اليوم الذي كان يحتفل فيه اليابانيون بعيد الولد)، فعندما كان يحتفل الوليد بعامه الأول كان الوالدان يقومان بكتابة اسمه على طائرة ورقية مزينة بصورة لمحارب اسطوري أو بطل من قصص الأطفال على أمل أن يكبر الطفل ويكون قوياً وسليماً·
أما البلابل فقد جاءت إلى اليابان من الصين وكوريا منذ حوالي 1200 عام، ومثل كثير من الأشياء المستوردة، استمتع الارستقراطيون بها أول الأمر ومن ثم انتشرت بين عامة الناس· في بداية القرن الثامن عشر انتشرت بلابل ذكية صنعها هواة التسلية، كما انتشرت آنذاك ما يسمى بالبلابل المتصارعة، وكان يستخدمها المقامرون، حيث كان البعض يراهن على بيته وممتلكاته كاملة من أجل بلبله المفضل·
في الوقت الحالي هناك ما يقارب من ألف نوع من البلابل في اليابان وهي تتدرج من حيث الشكل بين البلابل الدوارة البسيطة وحتى معقدة الأداء التي يستخدمها هواة التسلية، كما تتدرج البلابل من حيث الحجم بين نصف ميليمتر للقياس الصغير وحتى 90 سنتمتراً للقياس الكبير·
عدد اليوم
