الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

برنامج الشيخ زايد ينجح في إعادة 1363 صقراً للحياة البرية

برنامج الشيخ زايد ينجح في إعادة 1363 صقراً للحياة البرية
14 يونيو 2012
أبوظبي (الاتحاد) - أتمت هيئة البيئة في أبوظبي بنجاح عملية الإطلاق الثامنة عشرة ضمن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور لمجموعة ضمت 66 صقراً (44 صقراً من صقور الشاهين و22 صقراً من صقور الحر) في سماء كورشوم في كازاخستان، ليصل بذلك العدد الإجمالي للطيور التي تم إطلاقها منذ بداية البرنامج في عام 1995 إلى 1363 صقراً. وتأتي عملية الإطلاق بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة بأبوظبي. واستطاع برنامج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لإطلاق الصقور أن يثبت نجاحه خلال الأعوام الماضية في التأكيد على التزام دولة الإمارات واهتمامها بحماية رياضة الصيد بالصقور والحفاظ عليها باعتبارها رياضة نبيلة لاحتوائها على أسمى معاني النبل والارتباط بين الإنسان والطبيعة. كما ساهم بزيادة أعداد الصقور وساهم البرنامج كذلك بدعم البحوث العلمية حول الصقور خاصة أنواع الحر والشاهين والتي تعتبر من الصقور الرئيسية المستخدمة في رياضة الصيد بالصقور وذلك من خلال توفير اكبر قدر من البيانات لمساعدة العلماء في الحصول على المعلومات المتعلقة بهذه الأنواع. ويتم تنفيذ برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور سنوياً بإشراف هيئة البيئة في أبوظبي وبدعم طبي من مستشفى أبوظبي للصقور، التي تعد أكبر مستشفى للصقور في العالم. وخلال هذا العام تمت عملية الإطلاق في الفترة من 26 إلى 28 مايو بحضور معالي محمد أحمد البواردي العضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم. ولقد تم تزويد 9 صقور من مجموع الصقور التي تم إطلاقها (4 من الصقر الحر و5 من الشاهين) بأجهزة إرسال ليتم تتبع تحركاتها وتحديد مساراتها بعد الإطلاق. وخلال الأيام الثلاثة الاولى بعد إطلاق الصقور، وصل عدد من الصقور المزودة بأجهزة تتبع لمسافة تصل الى 50 كم، في حين أن بعضها الآخر وصل الى مواقع أبعد تصل الى حوالي 200 كم. ولا يزال البرنامج في عامه الـ 18، يستخدم أحدث الأدوات والتقنيات لدراسة أنماط هجرة الصقور مما ساهم في المحافظة على هذه الأنواع من الانقراض وساعد في التعرف على المزيد من المعلومـات عن الصقور وتحركاتها، كما ساهم في تحديد مسـارات هجرة الصقور والمناطق الأكثر أهمية لهذا البرنامج وقدرة الطيور على التكيف والاندماج مرة أخرى في الطبيعة. وقال معالي محمد أحمد البواردي، العضو المنتدب للهيئة “إن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور يعتبر من التقاليد العريقة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد في مجال حماية الأنواع حيث اتبع رحمه الله تقليداً بإعادة إطلاق العديد من صقوره إلى البرية في نهاية موسم الصيد لإتاحة الفرصة لها للتكاثر واستكمال دورة حياتها بما يساهم في دعم أعدادها في البرية”. وأضاف “ونحن هنا نسعى جاهدين للمحافظة على هذا الإرث من خلال الاستمرار بتنفيذ برنامج الإطلاق لإعادة توطين الصقور في بيئاتها الطبيعية وزيادة أعدادها الموجودة حالياً في الطبيعة والمحافظة على رياضة الصيد بالصقور كتراث هام في المنطقة العربية من خلال الحفاظ على الأنواع وضمان عدم تعرضها لخطر الانقراض، وذلك من خلال الموازنة بين متطلبات رياضة الصيد بالصقور واستدامة وبقاء الصقور وطرائدها في البرية”. وقال معالي البواردي “إن الصيد بالصقور رياضة تراثية تذكرنا بتاريخ الأجداد وأهمية الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة لربطهم بتراثنا الوطني ورياضاتنا الأصيلة التي نشأنا وتربينا عليها وتعلمنا منها مبادئ ومفاهيم الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية”. وقالت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي “إن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور برنامج طويل الأمد يساعدنا في التعرف بشكل أفضل على ما إذا كانت الطيور المهاجرة مثل صقور الحر والشاهين تسلك نفس مسارات الهجرة التي كانت تسلكها قبل أن يتم استخدامها في رياضة الصيد”. وأضافت “إن البرنامج يساهم أيضا في المحافظة على الصقور ودراسة أنماط هجرتها وقدرتها على التأقلم مع الحياة البرية. ويسعى بصورة أساسية إلى دعم جهود البحث العلمي حول الصقور وخاصة الحر والشاهين من خلال توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بمسارات الهجرة وقدرة الطيور على التكيف والاندماج في الحياة البرية. الاستعداد للإطلاق تبدأ الاستعدادات للإطلاق باتباع إجراءات بيطرية مشددة حسب الإجراءات المتبعة دولياً في إطلاق الطيور، حيث يتم اختيار الصقور التي سيتم إطلاقها ثم وضعها في العزل تحت المراقبة الدقيقة لمدة شهر في مستشفى أبوظبي للصقور التابع للهيئة بغرض فحصها والتأكد من خلوها من فيروس إنفلونزا الطيور أو أي التهابات جرثومية أو طفيلية. ولتسهيل إمكانية التعرف على الصقور في حالة أسرها مجدداً أو وجودها ميتة يتم تثبيت شريحة صغيرة تعرف باسم (جهاز الإرسال الحثي السالب “PIT”) تزن حوالي عُشر (0.1) جرام تحت جلد كل صقر بالإضافة إلى تثبيت حلقة (حجل) مرقمة في ساق كل صقر. ولرفع لياقة الصقور تخضع الصقور المعدة للإطلاق لتمارين يومية تستمر عدة أسابيع يتم خلالها أيضا تزويد الصقور بغذاء متكامل لزيادة وزنها، لزيادة فرص بقائها حية خلال الفترة الحرجة التي تقوم فيها الصقور بإعادة تكييف نفسها مع الطبيعة والتي تمتد لمدة أسبوعين بعد الإطلاق. نقل الصقور يتم الحصول على التراخيص اللازمة لنقل الصقور من الإمارات إلى مواقع الإطلاق وفقاً لاتفاقية السايتس. وبعد اكتمال الاستعدادات، يتم نقل الصقور بصناديق خاصة مع الفريق المرافق بطائرة من أبوظبي إلى منطقة الإطلاق. قبل إطلاق الصقور يتم مسح مناطق الإطلاق للتأكد من خلوها من أي مخاطر تتمثل في الطيور الجارحة مثل عقاب المنحدرات. وأخيراً مراعاة اتجاه الرياح وأخذ الحيطة بإطلاق الصقور في مسارات معروفة لهجرة الصقور وطرائدها وتستطيع استكشاف اتجاهاتها فيها. ويتم اختيار مناطق الإطلاق بناء على عدد من الاعتبارات حيث تمثل هذه المواقع أحد مسارات هجرة الصقور المتجهة نحو الشمال خلال فصل الربيع إلى مناطق تزاوجها في وسط آسيا بالإضافة إلى توفر الفرائس التي تقتات عليها الصقور حيث يوجد عدد كبير من الطيور المقيمة والمهاجرة شمالاً والتي تمثل فرائس مفضلة لصقور الشاهين. كما تتميز هذه المناطق بوفرة المياه ودرجة الحرارة المناسبة للصقور في هذا الوقت من السنة. في صباح يوم الإطلاق يتم إجراء فحص نهائي للصقور. ويتم إطلاق الصقور بشكل فردي أو جماعي لصقرين أو ثلاثة صقور من نفس النوع أو من أكثر من نوع. ويتم قبل الإطلاق التأكد من رقم الحلقة لكل صقر. كما يتم تسجيل إحداثيات مواقع الإطلاق لتقييم هذه البيانات العلمية فيما بعد. إطلاق الصقور يتم إطلاق الصقور مع ترك مسافة بعض الكيلومترات بين الصقر أو مجموعة الصقور الصغيرة لتجنب المنافسة بين الصقور على ملكية الأراضي. وبعد إطلاق الصقور في أحد المواقع يتم إطلاق مجموعة من الحمام لتمكين الصقور من العثور على الغذاء خلال الأيام الأولى من الإطلاق. ويتم اختيار بعض الصقور من المجموعة التي يتم إطلاقها ضمن برنامج المغفور له الشيخ زايد لتركيب أجهزة إرسال عبر الأقمار الصناعية. وتعمل هذه الأجهزة بالطاقة الشمسية وتوفر إمكانية تتبع تحركات الصقور إلى أن تنتهي صلاحية البطاريات التي تزودها بالطاقة والتي يصل عمرها الافتراضي إلى ما يتراوح ما بين 3 و 5 سنوات. ولا تزال مجموعة من هذه الصقور تحت المراقبة عبر الأقمار الصناعية للتعرف على مدى تأقلمها مع الحياة البرية ومسارات هجرتها. ويذكر أن برنامج المغفور له الشيخ زايد لإطلاق الصقور يكمل جهود دولة الإمارات الأخرى في المحافظة على أعداد وأنواع الصقور المستخدمة في الصيد من خطر الانقراض بإعادتها إلى بيئتها في مواطن تكاثرها الطبيعية وإتاحة الفرصة لها للتكاثر واستكمال دورة حياتها بما يساهم في دعم أعدادها في الطبيعة والحفاظ على رياضة الصيد بالصقور. برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور استطاع برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور أن يثبت نجاحه خلال الأعوام الـ 18 الماضية حيث نجح منذ إطلاقه في عام 1995م بإعادة 1363 صقراً إلى مسارات هجرتها ومواطنها في قارة آسيا. ويؤكد استمرار البرنامج في تحقيق أهدافه خلال الأعوام السابقة على إيمان دولة الإمارات بقضايا البيئة والمحافظة عليها وتشجيع ودعم البحوث واستخدام أحدث التقنيات والوسائل العلمية لإكثار الطيور البرية وزيادة أعدادها في الطبيعة. ولقد شملت عمليات الإطلاق السابقة قرغستان، وإيران وباكستان وكازاخستان وذلك ضمن استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على الصقور ودراسة أنماط هجرتها وزيادة أعدادها في الطبيعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©