أثار تصويت 53% من النساء في الولايات المتحدة لصالح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب جدلاً واسعاً في البلاد، خاصة بسبب بعض مواقفه وتصريحاته التي وصفها البعض بالعدائية تجاه النساء.
وتساءل مراقبون عن السبب الذي دفع هذه النسبة الكبيرة من النساء الأميركيات للتصويت لرجل وصف المرأة بالخنزير وتلاحقه العديد من قضايا التحرش بالنساء، علاوة على أنه سيسعى ضمن أولوياته الرئاسية إلى تشريع بعض القوانين التي تعتبر النساء أنها تحد من حرية المرأة.
وكانت استطلاعات الرأي تتنبأ قبيل الانتخابات بأن النساء سيكنّ عامل حسم مهماً في إرسال هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض، نظراً لما يسميه البعض احتقار ترامب للمرأة. إلا أن كل تلك التنبؤات باءت بالفشل عقب الإعلان عن نسبة تصويت النساء لصالح ترامب.
وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن نسبة عظمى من النساء الأميركيات من أصول إفريقية وإسبانية صوتن بالفعل لصالح هيلاري كلينتون، إلا أن الصدمة كانت من جانب الأميركيات من العرق الأبيض اللاتي بدأت توجه إليهن سهام الانتقاد لاعتقاد البعض أنهن كنّ سبباً رئيسياً في فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية.
وثارت، خلال الأيام الماضية، تساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي دفعت النساء للتصويت لترامب بهذه النسبة المرتفعة، التي كشفت عنها شبكة «سي أن أن» التلفزيونية الأميركية وهل قدمن معلومات صحيحة خلال استطلاعات الرأي أم أنهن خدعن المجتمع.
وفي ذلك، قالت سوزان سرندون، إحدى الناخبات، معللة عدم تصويتها لصالح المرشحة هيلاري كلينتون: «لن أصوت لها لكونها أنثى فقط، وكذلك فعلت سيدات كثيرات».
وتشير الصحيفة في تقريرها إلى أنه وفي شهر مايو الماضي، حين كان المرشح بيرني ساندرز منافساً لهيلاري قبيل انسحابه وتأييدها، كان نحو 27% من نساء ولاية أوريغون قد أعلنّ أنهن سيصوتن لصالح ترامب.
وفي ولايات أخرى، أبدت طائفة واسعة من النساء عدم رغبتهن في تأييد هيلاري لمجرد أنها أول امرأة سترأس أميركا، بل أكدت بعضهن، وفقاً للصحيفة، أنهن ينظرن إلى هيلاري على أنها شيطان، ولكن ذلك لم يرد في استطلاعات الرأي.
ويبقى السؤال الأهم هو لماذا لم تنحز النساء إلى هيلاري بدافع من الفطرة النسوية؟ ولماذا ذهبت أصواتهن لصالح ترامب؟ هل لأنهن يرون فيه رجلاً قادراً على إدارة البلاد أكثر من أي امرأة أخرى؟ أم رأين في أمواله مستقبلاً أفضل للبلاد؟
عدد اليوم
