الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المكملات الغذائية» أسوأ الطرق إلى تقليد رونالدو!

«المكملات الغذائية» أسوأ الطرق إلى تقليد رونالدو!
5 أكتوبر 2017 14:53
عبدالله القواسمة (أبوظبي) عضلات مفتولة، ووجوه تنعم بالراحة تزين علباً مختلفة الألوان والأشكال تزدحم بها المحلات التجارية والأندية الرياضية ومراكز اللياقة البدنية، منتجات في متناول يد الجميع بلا استثناء، شيبة وشباباً والهدف هو الوصول إلى الجسم المثالي أو تحسين الأداء الرياضي. «المكملات الغذائية».. تلك التجارة الرابحة التي تدر مليارات الدولارات، وينظر إليها على أنها الطريق الأفضل للوصول إلى الكمال الجسدي بسرعة البرق، أو الارتقاء بالحضور البدني، فجميع من يرى كريستيانو رونالدو يختال بجسده الممشوق في ملاعب كرة القدم أو في الإعلانات التجارية، يتمنى لو يحظى بنصف ما يملكه هذا اللاعب من إمكانات فنية وبدنية. لكن التساؤل الملح هنا، هل «يبتلع» رونالدو المكملات الغذائية للحفاظ على رشاقته أو عنفوانه البدني أم يحصل على العناصر الغذائية التي يحتاج إليها جسده من المواد الطبيعية، وهل تناول المكملات الغذائية سيمنحك قدرات رونالدو الهائلة في حال كان الرجل يتناولها؟! من المتعارف عليه أن المكملات الغذائية تهدف بالدرجة الأولى إلى تعويض العناصر التي لا تتوافر في النظام الغذائي للشخص، إذ تنظر إليها بعض الدول على أنها أطعمة، فيما تعاملها بعض الدول الأخرى كأدوية، وهذا ما أكد عليه الدكتور أسامة اللالا اختصاصي البرامج الصحية والتغذية في إدارة التغذية والصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم الذي قسَّم المكملات إلى قسمين، الأولى هي الصغرى التي يتم تناولها من مصدر طبيعي، حيث يتاح للجسم التعرف عليها وامتصاصها وتخزينها، أما المكملات الكبرى، فهي تأتي على شكل صيغ صيدلانية؛ لأن معظمها يحتوي على مواد كيميائية مصنعة، حيث يواجه الجسم صعوبات كبيرة في عملية امتصاصها. ويقول اللالا: «تعطى المكملات الغذائية عادة من أجل الإسراع في عملية الاستشفاء من الإصابة أو تحسين الأداء الرياضي، لكن عملية الاستخدام يجب أن تكون بحذر شديد من قبل طبيب أو اختصاصي غذائي على سوية عالية من العلم والمعرفة» موضحاً: «مما يؤسف له، أن المكملات الغذائية توصف بسهولة من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالتغذية، فأي شخص يعمل في نادٍ للياقة البدنية بإمكانه وصف المكملات للشباب أو المراهقين، علماً بأن معظم العاملين في المراكز الرياضية أشخاص غير متخصصين في علم التغذية، فهم يملكون على الغالب خبرات متواضعة يتم اكتسابها بطرق غير علمية». ويشير اللالا إلى أن أكثر أنواع المكملات الغذائية انتشاراً هي البروتينات قائلاً: «توافر المكملات التي تحتوي على البروتينات بهذا الشكل الكبير أمر غير مقبول. من وجهة نظري كل من يقوم بوصف استخدام هذه البروتينات دون علم فهو يرتكب إثما كبيراً، وما يتم تداوله أن هذه البروتينات مفيدة لكنها في الواقع عكس ذلك تماماً. فنحن كبشر أقل ما نحتاج إليه من العناصر الغذائية هو البروتين، إذ يحتاج الجسم من 10% إلى 15% بروتينات، أما الرياضيون فتزداد احتياجاتهم لأن الأشخاص العاديين يحتاجون إلى جرام بروتين لكل كيلوجرام من الوزن أما الرياضي فيحتاج إلى جرام ونصف إلى جرامين هذا على صعيد لاعبي كرة القدم مثلاً، أما رياضات القوة والتي فيها مجهود عضلي كبير فتحتاج إلى جرامين ونصف الجرام لكل كيلوجرام واحد من وزن الجسم». وعن البروتينات، قال اللالا: «خطورة البروتين الزائد عن حاجة الجسم تتمثل في أنه يحتوي على النيتروجين هذا بالنسبة للبروتين الطبيعي فما بالك إذا كان هذا البروتين يتم تعاطيه كمكمل غذائي غير صحي وخطورة النيتروجين تتمثل في أنه يحدث إرهاقاً كبيراً للكبد والكلى أثناء عملية الهضم، فكلما ازداد استخدام البروتين على حساب الكربوهيدرات فإن هذا يؤدي إلى قيام الجسم بالبحث عن مصدر بديل للجلوكوز، فلكي لا يحدث انخفاض في هذا العنصر يبدأ الجسم حينها في البحث عن تكسير بروتينات العضلات، فالبروتين المتناول بكميات كبيرة لن يتحول إلى عضلات، بل إلى دهون». السلامة غير مضمونة بدوره، يشير الدكتور أمجد جرار الأستاذ في قسم الصحة والتغذية في جامعة الإمارات إلى أن المكملات الغذائية للرياضيين لا تندرج تحت نظام الأدوية، ومن هنا فإن سلامة من يتعاطاها غير مضمونة، فالأدوية يتم دراسة عوائدها الصحية وآثارها الجانبية قبل أن تطرح في السوق، أما المكملات الغذائية فتنزل إلى السوق بعيداً عن هذا الإجراء وفي حال ثبوت ضررها على صحة الإنسان من خلال عملية الاستهلاك حينها يتم سحبها أو حظر بيعها، لذلك فإن تجارة المكملات الغذائية كبيرة للغاية على مستوى العالم ويتقدمها البروتينات التي لها مضار كبيرة على الكلى والكبد في حال تناولها بكميات كبيرة. وضرب الدكتور جرار مثالاً على خطورة المكملات الغذائية بمادة الكرياتينين التي تصرف للرياضيين لزيادة الطاقة اللاهوائية، بحيث تساعدهم في زيادة السرعات قائلاً: «الدراسات أكدت أن مدة تعاطي هذه المادة يجب ألا تتجاوز الشهرين أو الثلاثة أشهر في حال كان هنالك قصور في أداء الرياضي على أن تبلغ الجرعة الواحدة 20 جراماً، لكننا وعلى مستوى لاعبي كرة القدم في الدولة نرى أنهم يتناولون هذه المادة طوال الموسم أي ما يقرب من تسعة أشهر». ويشير الدكتور جرار إلى أن إدارات الأندية كانت تبدي تحفظاً كبيراً على مسألة تناول اللاعبين للمكملات الغذائية لكنها الآن باتت تدخل إلى غرف اللاعبين دون حسيب أو رقيب، إذ ترى أشكالاً وألواناً متعددة من المكملات الغذائية بحوزتهم ويتناولونها بكل سهولة ويسر دون أية ضوابط، حتى أن بعض الأندية حالياً تقوم بتوفير هذه المكملات على الدوام. ويقول الدكتور جرار: «قمنا بزيارة إلى أحد الأندية للاطلاع على المكملات الغذائية التي يتناولها اللاعبون، حيث وقفنا على على 20 نوعاً يستخدم من قبل اللاعبين، والمفاجأة هنا تمثلت في أن خمسة أنواع من هذه المكملات تحتوي المكونات نفسها، أي أن اللاعب يتناولها جميعها رغم أنها بحاجة إلى نوع واحد فقط، وهذا الأمر باختصار يعني زيادة نسبة السمية في الجسم، وذلك يعود إلى عدم معرفة الطبيب أو المختص بمكونات هذه المكملات». عودة إلى رونالدو الذي حافظ منذ بزوغ نجمه على أدائه البدني المثالي بفضل الغذاء الصحي الذي يتناوله بالدرجة الأولى إلى جانب نيله قسطاً وافراً من النوم، في حين أن اعتماده على المكملات الغذائية المصنعة قليل للغاية رغم أنه أطل على الجماهير قبل عامين للترويج لإحدى الشركات الأميركية للمكملات الغذائية التي تناهز إيراداتها السنوية الخمسة مليارات دولار، لكن رونالدو وفي كل تصريحاته يؤكد أن اعتماده الرئيس بالدرجة الأولى للحفاظ على لياقته البدنية العالية يتكئ على المواد الطبيعية، أما المكملات فهي تأتي لتعويض النقص الذي يحدث في بعض العناصر الغذائية أو بسبب الإصابة.. ولكم في رونالدو مثال يا معشر الرياضيين. دراسة أولمبية: المكملات ملوثة بـ«الإي كولاي» وهرمونات النمو أبوظبي (الاتحاد) في دراسة أجرتها اللجنة الأولمبية الدولية عام 2004، تناولت فيها المكملات الغذائية في أميركا وهولندا وبريطانيا، وجد أن 25% من هذه المكملات ملوثة بمادة «إي كولاي» البكتيريا المعوية، التي تعطي مؤشراً على أن هذه المنتجات غير نظيفة البتة كما وجدوا فيها كمية عالية من هرمونات النمو. الدراسة السابقة، والتي تعتبر الأشهر على صعيد هذه القضية وبعد مرور 13 عاماً على نشرها لم يعقبها سوى دراسات خجولة لم تتناول وبشكل عميق آثار المكملات الغذائية، علماً بأن القوانين المعمول بها في الدول كافة تمنع وفي الدراسات العلمية تحديداً الإشارة إلى اسم المنتج الذي يسبب الضرر. بالمجمل فإن دراسة عام 2004 أعطت مؤشراً حقيقياً على أن هذه المكملات غير مضمونة، ففي التسعينيات وما قبل ذلك كانت المكملات الغذائية تعتمد كأدوية، لكن بعد ذلك وفي أميركا على وجه التحديد مورست ضغوطات كبيرة على الكونجرس الأميركي من قبل التجار والمصنعين لإزالة المكملات الغذائية من قائمة الأدوية حتى بات الترويج لها وتسويقها الآن أسهل بكثير مما مضى. أبرز أنواع المكملات البروتينات: تساهم في بناء خلايا الجسم، يتم تناولها كمكمل غذائي وبشكل مركز الأحماض الأمينية: مهمتها بناء البروتين أي بناء العضلات الفيتامينات: تقاوم الأمراض وتحسن من عمل خلايا الجسم وسائل التناول ـ أقراص ـ جل ـ شراب ـ مساحيق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©