التسييل الإجباري يضع أسواق المال على شفا الانهيار

صالح الحمصي:
وقفت أسواق المال المحلية على شفا انهيار سعري بعد أن نزفت الأسهم بشدة خلال جلسة تداول أمس لتعود الى مستوياتها قبل نحو عام من الآن، متخلية عن نحو 34 مليار درهم في يوم واحد·
ولم يجد المحللون الماليون تفسيرا منطقيا للاحداث المؤلمة التي تعصف بأسواق المال المحلية منذ أكثر من ستة اشهر إلا أن بعضهم أشار الى ملامح استقرار هش ظهرت في الأفق خصوصا وان سيولة كبيرة دخلت السوق في الدقائق الاخيرة من جلسة أمس كانت مصحوبة بعمليات تجميع لبعض الأسهم القيادية وعلى رأسها سهم اعمار الذي عاد الى مستوياته السعرية في السابع من مايو العام الماضي· واجتاحت الأسواق موجة عارمة من التسييل الإجباري حطمت كل نقاط الدعم المفترضة قبل أن تستعيد بعض الأسهم القيادية جزءا يسيرا من استقرارها·
وقال نبيل فرحات المدير التنفيذي لشركة الفجر للأوراق المالية ان أسواق المال المحلية دخلت نفقا مظلما الأمر الذي جعل الصورة العامة تحكمها الغموض· وأشار الى أن ضغوط البنوك لتسييل الأسهم وتغطية مراكز ائتمانية مكشوفة تزيد من قتامة الوضع وعدم وضوح الرؤية· وشدد فرحات على ضرورة تغيير السياسة الاستثمارية المتبعة مشيرا الى أن المضاربين كانوا في السابق يلجأون الى قروض قصيرة الأجل واستثمارها في مضاربات قصيرة ·
وأضاف ان المشكلة التي تعاني منها الأسواق اليوم أن القروض ما زالت قصيرة الأجل إلا أن الاستثمار أصبح على المدى الطويل مما يخلق ضغطا على المقترضين وإجبارهم على التسييل·
واقترح فرحات بأن تعاد جدولة القروض الممنوحة برهن الأسهم لتصبح قروضا طويلة الأجل أو أن يتم طرح سندات طويلة الأجل لتمويل قروض الأسهم بهدف وقف ضغط التسييل· وأشار الى أن طرح سندات بضمان الأسهم الممولة بالقروض سيؤدي الى حجز تلك الأسهم وعدم بيعها الأمر الذي سيقلل من كميات العرض ويحد من خسارة المستثمرين ويساهم في تعافي الأسواق·
من جهته قال المحلل المالي وضاح الطه أن أسواق المال المحلية في وضع حرج ولكنها لم تصل حد الانهيار·
وأضاف أن أسعار بعض الأسهم القيادية تراجعت دون مستوياتها في العام الماضي لافتا الى أن سعر سهم اعمار خلال جلسة تداول أمس حام حول مستوياته في يوم السابع من مايو في العام الماضي·
وأكد أن الوضع الحالي قد يؤدي الى دخول سيولة محلية وخليجية متحفزة متوقعا وضوح ملامح استقرار السوق في النصف الثاني من الشهر الجاري· ونصح الطه المستثمرين بعدم الخروج من السوق بطريقة غير عقلانية وقال ان السوق غير مستقر ولكن حالته قد ترتد الى ارتفاع خلال الأسابيع المقبلة·
واستبعد أن تكون المحافظ الاستثمارية التابعة للبنوك قادرة على التدخل لإحداث تغييرات جذرية في مجريات السوق وقال إنها محيدة ومجمدة حيث ترزح تحت ضغط طلبات التسييل من المشتركين فيها·
وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول أمس بنسبة 5,78% ليغلق على مستوى 4,445,80 نقطة وقد تم تداول ما يقارب 310 ملايين سهم بقيمة إجمالية بلغت 2,54 مليار درهم من خلال 18,275 صفقة· وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 57 من أصل 93 شركة مدرجة في الأسواق المالية، حيث حققت أسعار أسهم شركتين ارتفاعا في حين انخفضت أسعار أسهم 55 شركة بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات·
ومنذ بداية العام بلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق الإمارات المالي -35% وبلغ إجمالي قيمة التداول 193,50 مليار درهم الامر الذي ادى الى تراجع القيمة السوقية للشركات المدرجة من نحو 846 مليار درهم في نهاية العام الماضي الى نحو 563,6 مليار درهم في نهاية جلسة امس ليصل اجمالي ما فقدته الاسواق من قيمتها السوقية نحو 283 مليار درهم·
وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعا سعريا 12 من أصل 93 وعدد الشركات المتراجعة 75 شركة· وانخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس بنسبة 5,69% ليصل الى 3358,52 نقطة من خلال تداول نحو 39,5 مليون سهم نفذت عبر 2918 صفقة بقيمة بلغت نحو 186 مليون درهم·
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول اسهمها 37 شركة من اصل 59 شركة مدرجة في السوق حيث حققت اسعار اسهم شركتين ارتفاعا في حين انخفضت اسعار اسهم 35 شركة·
وبلغت قيمة التداول في سوق دبي المالي أمس نحو 2,4 مليار درهم من خلال تداول 273,7 مليون سهم بواقع 15357 صفقة واغلق مؤشر سوق دبي المالي عند مستوى 490,14 نقطة منخفضا 5,06%·