اعداد - أيمن جمعة:
قبل أيام، توقفت دقات قلب 'وول ستريت' عن الحركة عندما فقدت شركة مايكروسوفت العملاقة 32 مليارا من قيمتها السوقية في يوم واحد وذلك بمجرد ان أعلنت انها قررت تغيير استراتيجيتها بحيث تستهدف تحقيق النمو طويل الاجل، بدلا من تحقيق أرباح قصيرة الأجل، وهو ما فسرته الاسواق على انه اعتراف ضمني من الشركة بضعف موقفها في مواجهة منافسيها وخاصة 'جوجل'·
وتهاوى سعر أسهم مايكروسوفت بنسبة 11,4 % أي 3,10 دولار الى 24,15 دولار وهو أدنى سعر منذ 52 أسبوعا· ويقول محللون إن هذا كان أكبر انهيار في سعر مايكروسوفت في يوم واحد منذ كارثة قطاع التكنولوجيا في بداية القرن الحالي·
وتشير جريدة 'الفاينانشال تايمز' الى ان هذا الانهيار جاء بعد يوم واحد من اعلان كريس ليديل كبير المسؤولين الماليين في الشركة عن خطة لزيادة الانفاق العام بما يتراوح بين 2 و2,5 مليار دولار في ،2007 وسط توقعات بتخصيص الجانب الاكبر من هذه الزيادة المذهلة لدعم موقف الشركة في حرب 'محركات البحث' مع خصميها جوجل وياهو·
ونقلت الجريدة عن ليديل قوله 'رغم الاقبال الضخم على خدمة 'ام اس ان' فإنها تخسر وهو وضع لا نتوقع ان يتحسن خلال السنة المالية المقبلة التي تبدأ في يوليو· وسوف ننفق بقوة على عشرات المجالات التي لم تستطع مايكروسوفت ان تحقق فيها الريادة·'
ويقول المراقبون إنه بعد ثلاثة أعوام تقريبا من قرار مايكروسوفت بتوجيه عدد من أفضل عقولها لبناء محرك بحث في مواجهة منافسيها، فان مسؤولي الشركة يجدون ان حصتهم في سوق محرك البحث تتراجع بشكل مطرد· وذكرت صحيفة 'لوموند' الفرنسية ان البعض توقع ان تكون هذه الاموال متوجهة الى مشاريع سرية تستهدف توجيه 'ضربة قاضية' الى جوجل، لكن تبين انها مخصصة لدعم موقف الشركة على جبهات عريضة مثل الخدمات والالعاب والخدمات عبر الانترنت وايضا بروتوكول الحديث عبر الانترنت·
وكشفت صحيفة 'وول ستريت' النقاب عن مذكرة داخلية لمايكروسوفت جاء فيها 'منذ تأسيس شركتنا ومايكروسوفت تفوز من خلال المراهنة وبقوة على مشاريع طموح· ونعتقد ان الوقت حان للمفاضلة بين تقليص طموحاتنا او المضي بقوة في استثماراتنا·'
وتشير الاحصائيات الى أن مبيعات مايكروسوفت خلال الربع الاول من العام ارتفعت بسنبة 13 % مقارنة مع الربع نفسه من العام الماضي لتصل الى 10,9 مليار دولار، لكن الاسواق كانت تتوقع 11,4 مليار دولار· وقالت الشركة إنها تتوقع أرباحا قدرها 30 سنتا للسهم الواحد خلال الربع الاول أي ما يقل أربعة سنتات عن توقعات المحللين في وول ستريت· لكن يبدو ان ذلك لم يكن السبب الحقيقي للانهيار· وتقول لوموند 'رغم ان تهاوي سعر مايكروسوفت تزامن مع توقعاتها بأن تحقق أرباحا أقل قليلا مما توقعه المراقبون فإن الحقيقة ان الشركة تشعر حاليا بقلق بالغ من التهديدات التي تواجهها لدرجة انها قررت ضخ هذه المبالغ الطائلة لدعم مواقعها في المنافسة·'
والسؤال الذي تبحث له بورصة وول ستريت عن رد حاليا هو 'هل فعلا وجدت مايكروسوفت فجأة نفسها في موقف دفاعي وتسارع في بناء تحصينات في مواجهة جوجل خاصة في مجال محركات البحث'؟ ونقلت 'الجارديان' عن المحلل مات روسوف قوله 'لقد أهملت مايكروسوفت محرك البحث ام اس ان، فبعض خدمات المحرك لم يطرأ عليها اي تطوير منذ اعوام·' ويدعم هذا الرأي ما ذكرته وكالة رويترز من ان مايكروسوفت التي تحاول وقف نزيف خسائرها تجري مفاوضات حاليا مع ياهو، بشأن تنازلها عن شبكة 'ام اس ان' مقابل الحصول على حصة أقلية في ياهو·
عدد اليوم
