الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موجة بيع تضرب سوق دبي بعد اقتراب إعمار من حده الأدنى

7 مايو 2006

دبي-عاطف فتحي:
اجتاحت موجة من الذعر أوساط المستثمرين في سوق الأسهم المحلية أمس بعد أن عانت مختلف الأسهم المتداولة من عمليات تراجع حادة وصلت إلى الحد الادنى 'ليمت داون' للعديد منها، وخسر مؤشر سوق دبي المالي ما يزيد على 5% أمس بما يصل بخسائره خلال آخر يومي تداول إلى قرابة العشرة في المئة وهو معدل تراجع مخيف··وأغلق المؤشر عند 490,14 نقطة بعد أن عوض جانبا طفيفا من خسائره خلال المعاملات والتي أوصلته إلى 477,91 نقطة·
وكشفت قراءة معاملات الأمس عن تطور سلبي للغاية تمثل في ارتفاع المعاملات بصورة ملحوظة على عكس ما أوحى به الربع الأول من جلسة التداول ، حيث رأى مستثمرون ومحللون في البداية أن ضعف المعاملات يعد دليلا على أن قوة الدفع الخاصة بعمليات البيع قد أوشكت على النفاد وان البيع الاضطراري في سبيله إلى التوقف، إلا أن هذا الانطباع سرعان ما تبدد من خلال عمليات بيع كثيفة وصلت بكمية الأسهم المتداولة في دبي أمس إلى 273 مليون سهم بقيمة 2,350 مليار درهم ، منها 116,8 مليون سهم لاعمار وحده بقيمة 1,405 مليار درهم الأمر الذي رآه المحللون مؤشرا في غير صالح السوق كونه يعكس اكتساب التوجه النزولي قوة دفع جديدة من شأنها الوصول بالمؤشر العام والأسعار إلى مناطق كان الحديث عنها حتى شهور قليلة ضربا من الجنون·
مجرد سراب
وقال محلل للاتحاد:' تفاءلنا عندما رأينا كميات التداول هزيلة في البداية واعتبرنا ذلك مؤشرا على جفاف موجة التسييل، لكن سرعان ما ظهر أن ذلك مجرد سراب حيث تدافع المستثمرون إلى عرض ما لديهم من كميات بعد أن اقترب سعر سهم اعمار من حافة الحد الأدنى ليوم أمس وهو 11,25 درهم 'أدنى مستوى وصل إليه أمس كان 11,55 درهم'، في هذه اللحظة زادت كمية المعروض بشكل كبير وبدأ وضع طلبات الشراء عند الحد الأدنى، لكن السهم عوض بعضا من خسائره لينهي المعاملات فوق مستوى 12 درهما بقليل'·
ورأى مراقبون ومحللون أن الوضع في السوق لم يعد يسمح بأي انتظار لاتخاذ قرارات حاسمة وفورية غير أنهم اعتبروا فكرة التدخل الحكومي المباشر أمرا مستبعدا إلا إذا رأت الحكومة أن الوضع أصبح يمثل تهديدا للاقتصاد بوجه عام على حد قول شهاب قرقاش المدير التنفيذي لشركة ضمان للأوراق المالية، الذي أوضح الأمر بقوله:'تؤمن حكومة الإمارات بسياسات الاقتصاد الحر وترى أن السوق يصحح نفسه بنفسه، لكن هذا لا يمنع من القول إن التدخل قد يحدث إذا رأت الحكومة أن مسار الأمور أصبح يهدد الاقتصاد الوطني عندها ستكون الحكومة مضطرة إلى التدخل لكننا لم نصل بعد إلى هذا الحد'· وردا على سؤال للاتحاد عما إذا كان التوصيف الأقرب للمنطق للحالة التي وصلت إليها سوق الأسهم المحلية هو 'الانهيار' أم التصحيح المؤلم، قال قرقاش:'من المبكر الحكم على الأمور فربما ترتفع السوق في الأيام المقبلة وتظهر نوعا من التماسك يحفظ الوضع في إطار التصحيح القاسي، وربما تتدهور الأمور بشكل اكبر وعندها يمكن أن نتحدث عن انهيار يذكره الناس بعد سنوات بأنه انهيار السوق في العام 2006 كما حدث في الماضي·
التجميل لا ينفع
ورأى قرقاش انه لا ينبغي التعامل مع سوق الأسهم بمنطق التجميل وأي محاولة مصطنعة لتجميل الوضع لن تجدي لأنه وبمجرد أن تقرر السوق أن أسعار الأسهم مبالغ فيها ولا تستحق قيمتها فهي ستعدل هذا الوضع سواء كان ذلك مقبولا أم غير مقبول، وقد سبق أن حذرنا من المبالغات السعرية منذ الصيف الماضي ويومها لم يرق كلامنا للكثيرين، وفي حقيقة الأمر فانه وبعد 4 سنوات من الصعود غير الرشيد من الطبيعي أن يفتقد التراجع للمنطق والرشد أيضا·
ويرفض قرقاش التعامل مع الموقف من زاوية اتهام أطراف بأنها تربحت من السوق أو غير ذلك ويقول :'لا اعتقد انه يمكن الإشارة إلى طرف واحد على انه المستفيد والأرباح والأمور لا تؤخذ من منظور الأسود والأبيض أو رابح وخاسر فهناك مناطق رمادية وهناك من يربح بقوة وهناك من يخسر بقوة وهناك حالات بين هذا وذاك··'·
واعتبر قرقاش أن السوق ستبدأ في التماسك والنهوض عندما تتوقف عمليات البيع والتسييل ويدرك المستثمرون المحتملون أن الأسعار لن تنزل عن هذا الحد، لكنهم اليوم مازالوا يرون أن الفرصة مواتية للشراء عند مستويات سعرية اقل'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©