الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإدارة الأميركية... وتسليح المعارضة السورية

الإدارة الأميركية... وتسليح المعارضة السورية
15 يونيو 2013 22:12
هوارد لافرانشي واشنطن من المتوقع أن يبدأ أوباما تنفيذ قراره بإرسال مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة في سوريا، بتقديم الحد الأدنى من هذه الأسلحة، بما يكفي لإثبات وفائه بالعهد الذي قطعه على نفسه من قبل بالعمل على «تغيير حساباته» إذا ما استخدم النظام السوري مخزونه الرهيب من الأسلحة الكيماوية في الحرب الأهلية الدائرة في بلاده. وبعد التأكد من أن القوات السورية قد استخدمت غاز الأعصاب «السارين» في هجمات أدت إلى مصرع 150 شخصاً، أعلن البيت الأبيض يوم الخميس، أن أوباما قرر البدء في تزويد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين «بدعم عسكري». ووفقاً لمسؤولي الإدارة الأميركية، سيقتصر هذا الدعم في البداية على الأسلحة الخفيفة والذخيرة، وليست الأسلحة الثقيلة المضادة للدبابات، والمضادة للطائرات، التي يطالب بها قادة قوات المعارضة بإلحاح. والمساعدات العسكرية التي ستنسق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي.آي.آيه» عملية تزويد المعارضة بها، قد تتضمن في نهاية الأمر أسلحة مضادة للدبابات، أما تقديم الأسلحة المضادة للطائرات فأمر أقل احتمالاً على رغم الاستخدام المكثف للقصف الجوي من قبل نظام الأسد في الهجمات التي شنها ضد المعارضة في الآونة الأخيرة. وأوضحت مصادر البيت الأبيض، أن قرار الرئيس المبدئي قد يكون بداية انخراط أميركي أعمق في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وفي هذا السياق أدلى «بن رودس» نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، بتصريح للمراسلين الصحفيين في البيت الأبيض بشأن موضوع تأكد الإدارة من استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية قال فيه «لقد أعددنا أنفسنا لمواجهة العديد من الحالات الطارئة في سوريا... وسنتخذ قرارات بصدد الإجراءات الإضافية المتعلقة بجدولنا الزمني في الوقت المناسب». وتغيير أوباما المتأني لموقفه السابق الخاص بتزويد مسلحي المعارضة السورية بالمساعدات غير القتالية فقط يعكس الهواجس العميقة المستمرة لدى البيت الأبيض بشأن إرسال الأسلحة الأميركية إلى ميادين الحرب المندلعة منذ 26 شهراً في سوريا، وحول توسيع نطاق الدور الأميركي في تلك الحرب التي تهدد على نحو متصاعد بالتحول إلى صراع إقليمي مستعر الأوار. وما زالت الإدارة الأميركية تعتقد أن التسوية السلمية بين القوى السورية المتحاربة هي الحل الوحيد للصراع الدائر في ذلك البلد الذي أدى إلى مصرع 90 ألف إنسان حتى الآن، وهو اعتقاد يعكس رؤية عززتها المكاسب التي حققتها قوات الأسد على الأرض خلال الأسابيع الأخيرة. وفي حين لا يجد أوباما أمامه خياراً آخر سوى تزويد المعارضة ببعض الأسلحة، بعد أن اجتاز نظام الأسد «الخط الأحمر» (استخدام الأسلحة الكيماوية) الذي كان قد حدده -أوباما- العام الماضي، باعتباره الحد الفاصل الذي ستقوم أميركا عنده بالتدخل عسكرياً ضد ذلك النظام؛ إلا أن الدعم العسكري المتواضع الذي أعلن الرئيس تقديمه يعكس أيضاً رغبة في عدم إغلاق الباب في وجه الحل الدبلوماسي، الذي تفضله الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى. وستكون لدى أوباما الفرصة لقياس تأثير قراره الخاص بتسليح مقاتلي المعارضة على الدوائر الدولية، عندما يلتقي مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في قمة الدول الثماني الكبرى التي ستعقد في أيرلندا الشمالية. وكانت الولايات المتحدة ومعها روسيا التي تعتبر أقوى حليف للأسد، قد توصلتا لاتفاقية في موعد سابق من هذا العام بالعمل سوياً على رعاية مؤتمر سلام لسوريا، يهدف للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، بيد أن المبادرة تعطلت بعد أن وضع طرفا الصراع في سوريا شروطاً لمشاركتهما في ذلك المؤتمر، وبعد تأجيل المؤتمر ذاته الذي كان مقرراً عقده في الأساس في شهر مايو، إلى شهر يوليو على أقل تقدير. وبالإضافة إلى ذلك ما زالت الولايات المتحدة تشعر بالقلق من احتمال وقوع الأسلحة التي تقدمها للمعارضة المسلحة في «الأيدي الخطأ»، على حد تعبير مسؤول من البنتاجون رفض الإفصاح عن هويته نظراً لكونه غير مخول بالحديث علناً عن هذا الموضوع. وسيتضمن برنامج «سي.آي.إيه» التدقيق على مسلحي المعارضة، الذين سيتسلمون الأسلحة الأميركية في إطار مجهود يهدف لإبعاد تلك الأسلحة عن أيدي المنظمات والجماعات الإسلاموية المتطرفة، التي ازدادت قوة وعدداً خلال العام الماضي. ومع ذلك، يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من احتمال فقدان تلك الأسلحة المتطورة، أو سرقتها، أو وصولها لأيدي القوى التي لا تدعم أهداف الولايات المتحدة الساعية لسوريا تعددية، أو التي يمكن أن تسبب -نتيجة حصولها على تلك الأسلحة- متاعب لإسرائيل الحليف الأوثق للولايات المتحدة في المنطقة. وهذه المخاوف، هي السبب في استبعاد الأسلحة المضادة للطائرات المحمولة على الكتف من قائمة الأسلحة المزمع تقديمها لمسلحي المعارضة المعتدلين. كما تم أيضاً عقب مناقشات مكثفة في البيت الأبيض هذا الأسبوع استبعاد إقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا، وفقاً لمسؤولين أميركيين. ويمكن لأوباما خلال الأسابيع القليلة القادمة أن يقرر الموافقة على فرض ما يمكن أن يكون نسخة محدودة جداً من مناطق حظر الطيران، فوق بعض أجزاء سوريا القريبة من الحدود مع الأردن، حسب بعض المسؤولين الأميركيين.والهدف من إقامة مثل تلك المنطقة، هو إبعاد الطيران السوري عن المناطق الواقعة داخل الأردن التي يتلقى فيها مقاتلو المعارضة في الوقت الراهن التدريب، ويقومون بإعادة التجمع، استعداداً لشن المزيد من العمليات داخل سوريا، وهي المناطق التي يحتمل أن يكون لدى «سي.آي.إيه» وجود زائد فيها خلال الشهور القادمة في إطار الإشراف على تنفيذ برنامج التسليح الأميركي للمعارضة. وهذه النسخة المحدودة من مناطق حظر الطيران، لن ترضي بعض زعماء الكونجرس من «الصقور»، الذين يضغطون من أجل فرض منطقة حظر طيران كاملة المواصفات، لأن الاكتفاء بتقديم الذخائر، والأسلحة الخفيفة، والنسخ المحدودة من تلك المناطق لن يكون في حد ذاته «كافياً لتغيير مسار الحرب»، كما قال السيناتور جون ماكين (جمهوري- أريزونا) في تصريح له الخميس الماضي، عقب إعلان الإدارة عن موافقتها على تسليح المعارضة السورية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©