إعداد - محمد عبد الرحيم:
عندما أعلنت شركة 'كونيكا مينولتا' مصنعة الأفلام والمعدات الفوتوغرافية في يناير الماضي عن انسحابها من الأعمال التجارية الخاصة بالكاميرات والصور، شعر اناسي فانجوكي، رئيس قسم الأجهزة الإعلامية المتعددة الأغراض في شركة نوكيا، بالارتياح إذ تؤكد الأنباء الواردة من اليابان أن الأحداث لن تكف عن الاستمرار في التطور والنمو حسب رؤيته الخاصة حيث أن الصناعة الراسخة أصبحت تتحرك بعيداً عن الطريقة التقليدية للتحول الرقمي الذي ظلت تقوده الشركة الفنلندية·
وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز مؤخراً فإن تداخل صناعة الاتصالات الهاتفية مع تكنولوجيا المعلومات والصناعة الإعلامية كما يشير فانجوكي أخذت تحول هواتف الموبايل إلى أجهزة كمبيوتر صغيرة الحجم - مع وجود قنوات متعددة من بينها الانترنت - من أجل بث الصوت والبيانات إلى جانب وجود الأجهزة المتقدمة التي تعمل على دعم وإسناد أعداد هائلة من التطبيقات الخاصة بمناولة المحتويات كالصور والموسيقى· وإذا كان فانجوكي على حق فإن التحول الحالي الذي تشهده الأعمال التجارية للموبايل أصبح يعني أن الأجهزة ذات التطبيق الفردي الواحد سوف يتم هجرها والتخلص منها بخطوات متسارعة· ويقول فانجوكي: 'في غضون فترة الستة أشهر أو الاثنى عشر شهرا القادمة سوف نسمع المزيد من هذه التصريحات من العديد من الشركات المتخصصة في مجال واحد مثل شركة كونيكا أما الشركات المقبلة المرشحة للاختفاء فهي المصنعة لأجهزة الموسيقى وتليها تلك المصنعة لكاميرات الفيديو'· وقد تبدو تنبؤات فانجولي وكأنها تنطوي على قدر من الجرأة والتطاول لكن هذا الفنلندي البالغ من العمر 49 عاماً يتحدث فيما يبدو باقتناع رجل ظل يشهد صناعة الموبايل وهي تتحول ابتداء مرحلة التصور إلى مرحلتها كوسيلة لبيع السلع والبضائع ثم الآن في مرحلة التحول إلى كمبيوتر مصغر في فترة أقل من 10 سنوات·
ويمضي قائلاً: 'أصبحت الصناعة الآن في طريقها لتحول مساو لذلك الذي حدث في عام 1992 عندما كان أكبر معدل للاختراق تحقق في السويد وبلغ 6 في المئة· انه تحول لا يصدق'·
ونوكيا التي تستخدم نظام 'سايمبيان' للتشغيل ما زالت تهيمن على السوق لكن مؤسسة مايكروسوفت استمرت تدفع بنظام منافس لكي تستخدمه الشركات الأخرى المصنعة للأطقم اليدوية·
وتتوقع نوكيا أن يزداد أعداد المشتركين في الموبايل إلى أكثر من 30 مليارات شخص بحلول نهاية العام 2008 بعد أن وصل العدد إلى 2 مليار مشترك في عام ·2005
وفي العام الماضي أصبحت نوكيا أيضا المصنع الأكبر للكاميرات وأجهزة ألعاب حذ3 بعد أن أنتجت 100 مليون هاتف بالكاميرا و40 مليون جهاز يدوي مشغل للموسيقى· وفي فبراير الماضي، كشفت نوكيا النقاب عن الموديل N6316 وهو أول هاتف مزدوج الحزمة وقادر على التحول ما بين الحزمة العريضة لتكنولوجيا الواي فاي وشبكة الموبايل· والآن فإن الخطوة المقبلة أصبحت تتمثل في موبايل التليفزيون الذي تتوقع الصناعة أن يلقى دعماً هائلاً بسبب مباريات كأس العالم التي ستنطلق الصيف المقبل في ألمانيا· وتمكنت نوكيا من تحقيق معظم إيراداتها في السابق من هواتف الموبايل العادية والتقليدية ولكن بعد أن شعرت بالإحباط جراء وصول الاطقم اليدوية الأكثر تقدما من فئة الجيل الثالث فقد بدأ المستهلكون يبحثون عن ما أطلق عليه اسم 'الهواتف الذكية' أي الكمبيوترات الإعلامية المتعددة الأغراض كما اصطلحت نوكيا على تسميتها - والتي تسمح بتحميل تطبيقات وخدمات إضافية من الانترنت· والآن فإن الإدارة الإعلامية المتعددة التي يرأسها فانجوكي أخذت تشهد نمواً متسارعاً أكثر من بقية أقسام الشركة· وفي الربع الأخير من العام الماضي قفزت مبيعاتها بمعدل بلغ 59 في المئة بحيث أصبحت تسهم بنسبة 86 في المئة في مقدار النمو الذي تشهده نوكيا·
وفي صناعة باتت تعاني من تراجع هوامش الأرباح فإن مسألة تطوير الأطقم اليدوية تلقى ترحيبا متزايداً في الوقت الذي أصبح فيه متوسط سعر التجزئة لهواتف نوكيا الذكية يزيد عن 200 يورو '244 دولاراً' أي أكثر من ضعف متوسط سعر جميع الأطقم اليدوية التي تصنعها الشركة· ووفقا لبحث أجرته شركة كانا ليز المتخصصة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، فإن نوكيا لديها الآن حصة تبلغ 54,3 في المئة في سوق الهواتف الذكية تليها بمسافة شركة ديل في المرتبة الثانية بحصة سوقية لا تزيد عن 9,2 في المئة ثم شركة 'ريسيرش إن موشن' مصنعة جهاز 'بلاك بيري' بنسبة 7 في المئة· وفي السوق البريطانية، التي لم يعرف عنها الإقبال المبكر على مختلف أنواع التكنولوجيا، تمكنت هواتف نوكيا الذكية من تحقيق مبيعات كبيرة تفوق أي دولة أخرى، ويقول فانجوكي إن مبيعات التجزئة أصبحت أكثر تطوراً في المملكة المتحدة من أي مكان آخر· بالإضافة لذلك فإن متاجر الكاميرات البريطانية أصبحت تسارع في طرح هواتف الكاميرا التي تنتجها شركة نوكيا بينما تمكنا من توفير هواتف خدمة الانترنت قبل منافسينا الآخرين'·
عدد اليوم
