السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزعابي: «أصداء رقمية» يحاور المعاقين بلغة الضوء

الزعابي: «أصداء رقمية» يحاور المعاقين بلغة الضوء
17 يونيو 2011 20:06
برنامج “أصداء رقمية”، أتاح الفرصة، للمعاق ليقف ممسكاً بآلة حبس الظل، ويعبر عما يخالج نفسه بكل وضوح ودقة، هذه المبادرة الفنية تعد أول برنامج في مجال تقنية التصوير الفوتوغرافي وتصميم الجرافيكس المقدمة لشريحة المعاقين، والذي أطلقه مركز حور في جمعية النهضة النسائية بدبي، ليسهم في تنمية وصقل وإكساب المعاقين مهارات وتقنية جديدة تعينهم على الحياة، إلى جانب تنمية روح العمل الجماعي لديهم باعتبار أن المعاق طاقة إنسانية من الواجب رعايتها والاهتمام بها في إطار يعود عليه وعلى المجتمع بالنفع حول هذا البرنامج، الذي ما زال المعاقون يواصلون فيه إبداعهم ونهلهم من فنيات التصوير الرقمي على يد صاحب هذه المبادرة الفنان الفوتوغرافي خميس الزعابي، والذي يتولى تدريبهم على مرتكزات وأساسيات هذا الفن، وأسس معالجة الصور، يحدثنا الزعابي عن هذه التجربة ومدى ما حققه المعاقون من نتائج إيجابية، ليحاكي بالجمال الكثير من المعاني التي ما زالت حاضرة في دواخلهم، من خلال لغة الصورة التي ما لبث أن توقف المعاق أمامها مشدوهاً لها، غارقاً بتفاصيلها راغباً في أن يمتلكها، ويحولها إلى لغة يتواصل بها مع الآخرين. تعبير عن الذات يقول خميس الزعابي، إن برنامج “أصداء رقمية” كان بمثابة محطة تعليمية يقف عندها المعاق ويتحسس جماليات هذا الفن الراقي الذي ينطوي تحته جملة من المعاني والمفاهيم المحصورة في إطار الصورة، التي تعد نافذة يمكن أن نطل من خلالها على ما يعتري المعاق من أحاسيس ومشاعر، ليجد وسيلة يبوح من خلالها أمام المحيطين. فهذه الوسيلة تعد واحدة من وسائل المحاكاة والتعبير عن الذات من خلال الصورة المنطوقة، التي في أحيان كثيرة تكون أصدق من الكلمة ذاتها. من هنا انطلق هذا البرنامج الممتد قرابة شهرين، ليمنح المعاقين فرصة تعلم هذه المهارة بدءاً من تعلم أساسيات عالم التصوير، ومروراً بدروس منها ما هو نظري بمركز حور، وما هو تطبيق عملي حتى يتمكن المعاقون من استيعاب الدروس خطوة بخطوة. فكانت هذا التجربة مثالية للمعاقين الذين استطاعوا أن يعززوا تواجدهم في هذا العالم الفني، من خلال النتائج التي برهنت على أن عدداً منهم وصلوا إلى نقطة الاحتراف في التقاط الصورة، بدءاً من عملية انتقاء الزاوية الملائمة، ووصولا إلى التحكم بدرجة الإضاءة، وفتح العدسة، بطريقة دقيقة وسريعة، الأمر الذي انعكس على طريقتهم في التعامل مع الأشياء من حولهم فنجد الدقة والاتقان والصبر والتمهل قد بدا جلياً على سلوكهم. صعوبات ويضيف الزعابي قائلا : لم أجد أي صعوبة في التعامل مع هؤلاء الطلبة من المعاقين، على اختلاف إعاقتهم، نظراً لخبرتي في كيفية التعامل معهم، والتي اكتسبتها من خلال زياراتي الميدانية لعدد من مراكز المعاقين، وقراءة بعض الكتب المتخصصة عن هذه الفئة، والبحث في الإنترنت هذا المخزون المعرفي، ما جعلني أكون على ثقة وقدرة في التعامل مع هذه الفئة. وعادة ما تكمن الصعوبة التي سرعان ما تغلبت عليها، عند شرح معلومة ما للمعاق حيث يستوعبها في بداية الأمر ولكن سرعان ما ينساها في اليوم التالي. الأمر الذي جعلني ألقنهم المعلومة فردا فردا وبشكل دقيق جدا، والعمل على استرجاع الدروس بين الحين والآخر حتى تبقى المعلومة عالقة في ذهنه، والصعوبة الأخرى هي قلة الكاميرات التي لم تغط عدد المعاقين، حيث كانت تشترك مجموعة منهم في استخدام كاميرا واحدة. مواقف وذكريات ويشر الزعابي قائلا : هذه الوسيلة ساهمت بأن ينطلق المعاق بخياله الواسع، ويبحر في أعماقه عن مواقف وذكريات منها الحزينة ومنها المفرحة، وتوقفت ملياً عند بعض هذه الأعمال المختلفة التي عبرت بعضها عن الرحيل، والشوق، والحنين، وغيرها. فأحياناً كنت أجد لوحة وصورة لسفينة التقطها أحد المعاقين، وتعبر عن حنينه لوطنه أو رغبته في العودة إليه على متن سفينة، ولوحة أخرى التقطتها متدربة أثناء وجودنا في دار المسنين، فركزت على يد المسن وهو يمسك بالمسبحة، فربطت بين هذا الرجل المسن وجدها المتوفى الذي لم تغب صورته عن ذهنها، وفهمت أنها تستدل على هذه اللقطة بجدها الذي لم تغادر السبحة يده، ولقطة أخرى لنخلة ملقاة على الأرض، لتعكس من خلاله جدها وهو في فراش المرض، فلمست مدى تعلق هذه الفتاة بجدها وتأثرها بفقده، من خلال محاكاتها لهذه الصور واللقطات المختلفة. ويوضح الزعابي: هنا نجد المعاق يرتقي في التعبير عن ذاته بطريقة فنية سامية، فتكون بين أيدينا صورة معبرة ناطقة، تثير مجموعة من العواطف التي قد تسر تارة أو تحزن تارة أخرى، وتحلق بالمرء في عالم من المعرفة، نرصد من خلاله عما تكنه هذه الفئة بالتحديد من أحاسيس وانفعالات، فالمعاق بحاجة إلى من يمد له يد العون، ولمن ينير له الطريق ويرشده إلى اكتشاف ذاته وإظهار قدراته وتنميتها وصقلها، حتى يستطيع أن يبدع وينتج، ويكون إنساناً يحتذى به. ومن يدري فقد ينطلق بفنه إلى العالمية، ليساهم في النهوض بوطنه. وقد تم التدريب الميداني في العديد من المواقع، ومنها إمارة الشارقة قناة القصباء، ومركز رعاية المسنين، ومتنزه حيوانات شبه الجزيرة العربية، ونادي الخيول، وسوق العرصة، ومنطقة القرم، وتشمل مواقع التدريب في إمارة دبي كلا من مركز حور للفتيات بجمعية النهضة النسائية بدبي، وفندق ميناء السلام وحديقة الممزر ومنطقة البستكية وبرج خليفة، وقد تفاعل معها المعاقون بشكل واسع. معرض لإبداعات المعاقين يرى الزعابي أن برنامج “أصداء رقمية”، قد ساهم في دعم وتعزيز قدرات المعاقين في تنمية مهاراتهم الذهنية والفكرية والإبداعية، من خلال الصورة المنطوقة التي تحمل في طياتها الكثير من المفاهيم والمعاني، والتي يظهر المعاق من خلالها مفردات تقنية وفنية، في التعامل مع آلة التصوير الفوتوغرافي، ثم طريقة معالجة الصورة من خلال التصميم الجرافيكي “فوتوشوب”، وسوف يختتم البرنامج فعالياته بإقامة معرض يضم أعمال وإبداعات المشاركين من المعاقين.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©