الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متطلبات العودة للمدارس تحدّ من فرحة الاستمتاع بالعيد

متطلبات العودة للمدارس تحدّ من فرحة الاستمتاع بالعيد
12 سبتمبر 2010 21:12
مع عودة المدارس يعود معها ذلك الصداع السنوي الذي يستمر على مدار العام، بسبب كثرة الالتزامات المادية والطلبات المتعاقبة، والتي تدفع الأهالي إلى الجري بل واللهاث لتأمين هذه المستلزمات ولكن دون جدوى، فالركب سريع جدا والمشكلة الأكبر أن سرعته في ازدياد. ينطلق العام الدراسي الجديد فور انتهاء شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، الذي لا شك بأنه سيفقد جزءا من سعادته وبهجته لدى الكثير من الأهالي نظرا لضخامة حجم الالتزامات الأسرية والمالية التي تتخلل هذه الفترة وتعقبها أيضا، فمن المعروف أن شهر رمضان هو شهر الخير والإنفاق إذ امتلأت موائده بما لذّ وطاب من أصناف المأكولات والمشروبات، أما مصاريف العيد فحدّث ولا حرج، ملابس جديدة للأولاد وعيديات وشراء للحلويات ومصاريف للنزهات وغيره وغيره، ما يؤثر على الميزانية المرصودة للمدارس أو يدفع للحدّ من مصاريف العيد لدى غالبية الأسر. مصاريف كثيرة صداع حقيقي يسكن في رؤوس الأهالي هذه الأيام، يتمثل في كيفية ترتيب الميزانية وتقسيمها بحيث تتسع لمصاريف العيد والمدارس في آن معا، أو تأمين ما ينقص منها، فطلبات المدارس ومستلزماتها كثيرة جدا وكذلك الحال بالنسبة للعيد، فما هو الحلّ؟ سؤال طرحه عدد من الأهالي على أنفسهم باكرا ما تسبب لهم بهمّ ثقيل جثم على صدورهم، فالعيد يحتاج إلى مصاريف كبيرة والمدارس كذلك، والأولاد يريدون الكمال في كلّ شيء، لاعتقادهم الجازم بقدرة أهلهم على فعل أي شيء وتوفير كلّ شيء، هذا ما يقوله سعيد المنصوري، الذي التقيناه في إحدى مكتبات أبوظبي الكبرى، أثناء شرائه مستلزمات المدارس لأولاده الأربعة. ويتابع المنصوري: «لا شك أن تزامن قدوم شهر رمضان والعيد مع العودة للمدارس قد تسبب بأزمة مالية في غالبية المنازل، فبالنسبة لي شخصيا لقد أربكتني هذه المسألة ومن شدة التفكير في الأمر لجأت إلى الورقة والقلم والحاسبة لكي أحسب المصاريف بدقة واستطيع السيطرة على زمام الأمور، حتى لا أضطر إلى الاستدانة من أحدهم، وبالفعل فقد سيطرت على الوضع المالي بعد جهد جهيد». سلفة من العمل وإذا كان المنصوري قد سيطر على وضعه المالي بالورقة والقلم ولم يطلب المساعدة من أحد، إلا أن أحدهم، رفض الكشف عن اسمه، اعترف بأنه اضطر لطلب المعونة الخارجية من أحد أصدقائه وذلك لتلبية طلبات ولديه التي يحتاجونها للمدارس والعيد، بعد أن فشلت الورقة والقلم والحاسبة عن استيعاب متطلبات المدارس والعيد، يوضح قائلا: «من الصعب على الأب أن يحرم أولاده من متع الحياة، ولهذا لم أستطع الاختصار من مصاريف العيد، علما بأنها متواضعة للغاية، وبالطبع فإنه من غير الممكن الاختصار من مصاريف المدارس، لذلك اضطررت لطلب سلفة من أحد الأصدقاء العزاب على أن أسددها له فيما بعد حين توفرها». أما تهامة العلي، موظفة في أحد البنوك، فقد لجأت إلى أخذ سلفة من العمل سوف تقوم بتسديدها على مدار 6 أشهر متتالية، وذلك من أجل تأمين متطلبات المدارس والعيد على الوجه الأكمل. تقول تهامة: «طلبات العودة للمدارس ومصاريفها لم ولن تتغيّر، فهي نفسها في كلّ عام، ولكن الذي يتغيّر هو المبلغ الذي يزداد بصورة تدريجية، ولأن العودة للمدارس تزامنت هذا العام مع رمضان والعيد فقد اهتزت ميزانية معظم الأسر التي لديها أبناء في المدارس، وبدوري فقد لجأت إلى أخذ سلفة من العمل، لأن الراتب وحده لا يكفي». إنفاق قياسي قبيل حلول العيد بأيام قليلة، فتحت المدارس أبوابها لتستقبل الأهالي الراغبين بشراء الزيّ والكتب المدرسية، في حين امتلأت الأسواق بأنواع من المستلزمات المدرسية مختلفة الأشكال والماركات والأسعار أيضا، منها الحقائب والأقلام الحبر والرصاص، والألوان المائية والشمعية والخشبية، بالإضافة إلى الأدوات المدرسية الأخرى من دفاتر وممحايات وغيرها من اللوازم المدرسية التي يحتاجها الطلاب أثناء دوامهم المدرسي، تقول أماني نحلة: «بالإضافة إلى احتياجاتنا الأسرية للعيد، صار لزاما علينا أن نتبضع ونتسوق لتأمين احتياجات المدارس هذا العام، فبعد الإفطار علينا الذهاب إلى السوق لتأمين متطلبات العيد والمدارس في وقت واحد، الأمر الذي زاد من الأعباء الجسدية والمادية وأدى كذلك إلى مضاعفة الزحام في الأسواق». وتتابع قائلة: «في كلّ مكان تذهب إليه عليك أن تدفع، ادفع لملابس وحذاء العيد، وكذلك ادفع للحقيبة المدرسية والحذاء المدرسي والأدوات المدرسية، وادفع ثمن الزيّ والكتب المدرسية.. وفي النهاية تجد نفسك قد أنفقت آلاف الدراهم في زمن قياسي». ثقيل الظل من جانبها تتحدث راوية الصريطي: «كلّ البضائع المتوفرة في الأسواق مرتفعة الثمن، الحقائب أسعارها مرتفعة وكذلك الأحذية واللوازم المدرسية، كما أن أسعار الزيّ المدرسي والكتب مرتفعة، لكن لا يوجد أمامنا حلّ سوى الدفع، فالغلاء على الجميع والجميع سوف يدفع مهما كانت الأسعار». وتضيف بقولها: «هذا الصيف كان ثقيل الظلّ فمن أوله وحتى نهايته مصاريف، بدأت بمصاريف السفر أولا، ثم مصاريف شهر رمضان التي تلت العودة من السفر مباشرة، ثم مصاريف العيد وهي كثيرة، ثم مصاريف العودة للمدارس والتي تبعت الإجازة ورمضان والعيد، والتي تسببت بإرباك وفوضى في ميزانية الأسر، وأدت إلى اختصار بعض من أنشطة العيد، فخلال السنوات الماضية كنا ننزل في أحد الفنادق في فترة العيد، لكن في هذه السنة فقد ألغينا الموضوع وذلك لتأمين مصاريف المدارس التي لم تكن على البال من قبل في السنوات الماضية». أما بيسان محمد، أرملة لديها ثلاثة أبناء، فقد علّقت على الموضوع بقولها: «لم أذهب إلى الطبيب لعلاج الصداع الذي لازمني منذ بداية الشهر وحتى الآن، لأنني أعلم جيدا بأن أفضل الأطباء وكذلك أنجع الأدوية لن يتمكنوا من علاجه، لأن منبعه كثرة التفكير في أمر ميزانية المدارس التي زاحمت العيد واقتصت من مصاريفه».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©