السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بأي نار احترق كارلو؟

4 أكتوبر 2017 21:33
من شاهد الملامح المتجهمة لرومنيجيه الحاكم في إمارة البايرن، وهو يغادر منصة حديقة الأمراء لباريس بعد أمسية الكوابيس وثلاثية العار أمام باريس سان جيرمان، لا تقوى رجلاه على حمله من وطأة العار، والذي تفحص وجه أنشيلوتي وهو يأتي متثائباً للمؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة المذلة، وقد علته سحنة الغضب والحزن، والذي نفذ إلى عمق الكلمات التي طلعت كالمرثيات من أفواه لاعبي الفريق البافاري لا تدري أي شماعة تعلق عليها هذا الاندحار الكبير، شعر بالفعل أن ما حدث تلك الليلة بحديقة الأمراء، ينذر فعلاً بقدوم زلزال عنيف سيقطف رؤوساً لا محالة. وكان من المتوقع أن يقاد المدرب الإيطالي أنشيلوتي إلى المقصلة ليكون قرباناً لهزيمة، لم تكن في واقع الأمر سوى النقطة التي أفاضت كأس الصبر عند أهل الحل والعقد داخل النادي البافاري، فعندما جيء بكارليتو إلى بايرن ميونيخ بديلاً للفيلسوف جوارديولا، كان المتوخى منه أن يقدم للفريق البافاري ذات الوصفة التي منحها للميلان وبعده لريال مدريد لينالا تاج أوروبا، اللقب الذي ما زار خزانة الفريق البافاري منذ 2013 على عهد مدربه يوب هانكز. وبرغم أن أنشيلوتي أنهى الموسم الأول له وقد صعد مرة واحدة للبوديوم بطلاً لألمانيا، اللقب الذي لم يؤت من أجله فقط بكارلو، فإن رومنيجيه رئيس البايرن، خرج على الملأ ليدفع عن سماء مدربه كل السحب الداكنة، فقد قال إن ما يربط كارلو بالبايرن ميثاق كروي متوسط المدى، والحقيقة أن اشتداد السواد وتزاحم الغمامات ولاعبي البايرن يخرجون تباعاً بتصريحات تدل على تفكك العرى، بل وتفيد بأن ناراً اشتعلت في مستودع الملابس، هو ما جعل القائمين على إمارة الفريق البافاري يشددون الخناق على مدربهم، حتى أن كارلو اعترف بنفسه بأن قرار الإقالة كان مصاغاً ولا ينتظر إلى اللحظة التي يصدر فيها، ومن شاهد مباراة بايرن أمام باريس سان جيرمان، وقف على حقيقة أن الفريق كان واقعاً تحت وطأة انفصام خطير وشرخ كبير، مدرب فاقد للذاكرة وعاجز عن تصحيح الاختلالات التكتيكية، ولاعبين سقطت عنهم الحصافة والاحترافية، فأضاعوا شرف البايرن وهويته التي لطالما كان يحتمي بها في الشدائد ليتخلص من وجع الإفلاس. وكان رومنيجيه محقاً في قوله إن الذي واجه باريس سان جيرمان وخسر أمامه بالثلاثية، لم يكن بايرن ميونيخ في فلسفته وفي شموخه وأيضاً في كبريائه، وهنا لا يمكن أن تحصر مسؤولية الضياع في أنشيلوتي لوحده، كما لا يمكن أن يتجرأ أحد بالقول بعد فشل التجربة مع الفريق البافاري، إن أنشيلوتي مدرب صنعته الصدفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©