الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنا عبد السلام جمعة

أنا عبد السلام جمعة
4 أكتوبر 2017 21:37
الكرة تتهادى أمامي في وقت عصيب، اللوحة تشير إلى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع. الأفكار تزدحم في رأسي الآن، هل أمضي بالكرة قدماً؟ أم أمررها إلى أحد الزملاء، علَّه يجد ضالته بهدف يحيي الآمال. لكن لحظة.. قد لا ينجح من يستلم الكرة بالتسجيل فيطلق الحكم صافرته معلناً تتويج الاتفاق السعودي باللقب... في أقل من الثانية اتخذت الخيار الثالث.. استجمعت كل ما أملكه من قوة لتنفجر قدمي في الكرة التي مضت كالقذيفة لتسكن الشباك الهدف الثاني للجزيرة. نعم هي ذاتها نتيجة مباراة الذهاب التي انتهت لمصلحة الاتفاق. ماذا حدث بعد ذلك؟ باختصار امتدت المباراة لشوطين إضافيين، ثم إلى الركلات الترجيحية، التي ابتسمت لنا لنعانق اللقب الخليجي للمرة الأولى في تاريخنا. هي لحظة فارقة في حياتي الرياضية، لقد ظلت أحلامي منذ بدأت ممارسة كرة القدم في شوارع منطقة الوثبة العسكرية معلقة بمثل هذا الهدف وهذه الفرحة، نعم لقد تخلل مسيرتي العديد من اللحظات المبهجة والأهداف المهمة، لكن ليست كل الأهداف متشابهة، فهدف واحد يأتي في لحظة فارقة قد يختصر كل أفراحك دفعة واحدة، وهذا ما حدث فعلاً ليلة 31 ديسمبر من عام 2007 أمام الاتفاق السعودي. إيماني باللحظة الفارقة كان قد بدأ منذ أن اكتشف عبدالرحمن الجمال موهبتي عندما قام باستقطابي إلى نادي الوحدة عام 1987، فقبل ذلك الوقت كانت حدود اللعب محصورة في الحي الذي أقطن به، لكن الحدود اتسعت وامتدت لتكبر معها الأحلام وبشكل متزايد، ومع مرور الأعوام ظللت أشعر بأن اللحظة الفارقة لا بد أن تأتي، حتى جاءت في هذه المباراة التاريخية. 11 موسماً مع الوحدة، 5 مواسم مع الجزيرة، 4 مواسم مع الظفرة، هي حصيلة حياتي الرياضية المزدحمة بالمحطات المهمة، نعم خلعت زي اللاعب وارتديت ملابس الإداري المتحفظ، لكن تظل فرحة الهدف الأغلى هي الأجمل. في كل يوم أصافح فيه نجلي قبل أن يذهب إلى أكاديمية نادي الوحدة أتمنى له أن يعيش كرة القدم، فاللحظات الفارقة في لعبة العالم تعلق ليس في ذاكرة أصحابها فقط، بل وفي ذاكرة الجماهير، وهذا ما يميز نجوم المستديرة دائماً وأبداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©