الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الرجاء حقق المنى والطلب وانتزع كأس العرب

7 مايو 2006
بدر الدين الإدريسي:
برعاية الأمير مولاي رشيد والأمير نواف بن فيصل بن فهد وفي أجواء احتفالية قل نظيرها أسدل الستار على النسخة الثالثة لدوري أبطال العرب بإعلان نادي الرجاء البيضاوي المغربي بطلاً للعرب، إثر فوزه إيابا على إنبي المصري بهدف وحيد وقعه نجم النسور الخضر سفيان علودي في الدقيقة 67 من المباراة، وهو الفوز الذي عزز فوزاً آخر حققه نسور الرجاء قبل ثلاثة أسابيع في القاهرة بهدفين لهدف واحد·· وفي أجواء احتفالية صمم من خلالها 70 ألفا حضروا لاستاد محمد الخامس بالدار البيضاء عاد لقب وكأس البطولة وجائزة المليون دولار لنادي الرجاء البيضاوي، إذ حمل عميده المخضرم عبد اللطيف جريندو الكأس الغالية وسط هدير جماهيري صاخب، حيث أضاءت الشهب الخضراء سماء استاد محمد الخامس، وبذلك يكون نادي الرجاء البيضاوي قد عزز خزانته بلقب جديد يضاف للألقاب المغربية والأفريقية والأفرو آسيوية·· فيما حصل نادي إنبي المصري على لقب وصيف البطل وجائزة قدرها 600 ألف دولار·· كما حصل ناديا الهلال السوداني والوحدات الأردني المحتلين للمركزين الثالث والثالث مكرر على جائزة نقدية وقدرها 300 ألف دولار لكل منهما·
أصر نادي الرجاء البيضاوي على أن يعتبر بالخواتم، ورفض نسوره الخضر الاحتكام إلى ما كان قد تحقق لهم من فوز استراتيجي في ذهاب النهائي ما جعلهم يتعاملون مع الوجه الثاني لعملة النهائي بحذر شديد باعد بينهم وبين الأداء الرائع والسلس الذي كان سمة أغلب مبارياتهم في البطولة·· وإذا ما نحن أضفنا لهذا التحفظ التكتيكي، محدودية الإمكانات الفنية للاعبي إنبي المصري والضغط النفسي المهول الذي هو إحدى توابل المباريات النهائية، وإسقاطات مباراة الذهاب، فسنفهم بكل تأكيد لماذا جاء إياب النهائي بغير القيمة الفنية المرجوة، وبغير صورة الأداء الفني الراقي موازاة لما كانت عليه الأجواء في المدرجات، إذ أبدع السبعون ألفا من مناصري نسور الرجاء الخضر في تقديم كشكول مميز من الأغاني والأهازيج واللوحات الفنية الجميلة·
وعلى قدر حرص نسور الرجاء على عدم المخاطرة والمجازفة بفتح اللعب، فإن نادي إنبي المصري ما اجتهد في حقيقة الأمر إلا في معاكسة أسلوب الرجاء بفرض حراسة مشددة على مفاتيح اللعب والتواجد بأكثرية عددية في مساحات كثيرة من وسط الملعب بهدف إبطال مفعول لاعبي الرجاء الذين لعبوا هذه المباراة بالذات تحت تأثير هواجس كثيرة منها ما هو نفسي، إذ أن الموعد مع التاريخ كان كبيرا ومنها ما هو بدني، إذ توضح أن ضغط المباريات استنزف كثيرا من المخزون البدني ومنها ما هو فني، إذ واجه النسور هذه المرة فريقا أنجز على ضوء مباراة الذهاب قراءة متكاملة للمنافس·
وحضر التوظيف التكتيكي المتشابه باعتماد كل من أوسكار فيلوني مدرب الرجاء وطه بصري مدرب إنبي على شاكلة 3ـ5ـ2 بقوة ليحدد مسار المباراة، إذ جاءت الجولة الأولى باهتة في مستواها الفني، فبينما لم تكن للنادي إنبي لمحدودية الخامات الفنية، القدرة على توجيه المباراة بحسب ما تقتضيه الحاجة، إذ لم يكن هناك من بد سوى بلوغ مرمى حارس الرجاء، نجد أن نسور الرجاء سيستشعرون نوعا من الصعوبة في فرض أسلوبهم نتيجة إصرار لاعبي إنبي بتوجيه من مدربهم طه بصري على التواجد بقوة في الوسط·
ولم نلمس خلال هذه الجولة أفضلية فعلية لأي من الفريقين ولا حتى فرصا سانحة للتسجيل، إلا ما كان من الخطأ المباشر الذي احتسبه حكم المباراة السعودي خليل جلال لإنبي في الدقيقة 35 على بعد 18 مترا من مرمى إسماعيل كوحا حارس الرجاء، وهو الخطأ الذي انبرى له مجدي عبد العاطي إلا أن كرته حادت عن القائم بقليل·
وكان لابد من انتظار الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للجولة الأولى لنشهد أول جملة تكتيكية مكتملة للرجاء، بدأت بتوغل جميل لشاهيري وانتهت بتسديدة للسليماني أبعدها القائم·
ولأن الجولة الثانية كانت حاسمة للناديين وبخاصة لإنبي الذي كان لاعبوه ملزمين بلعب الكل للكل، فإن الأداء الفني تحسن نسبيا بوجود بعض المساحات الفارغة، وكان نادي إنبي قريبا من مناسبتين من تسجيل الهدف لولا أن مهاجميه من ضربات رأسية غير مركزة أساؤوا استغلال الارتباك الذي حصل ذات لحظة في بناء العمق الدفاعي من قبل لاعبي الرجاء·
وكانت الدقيقة السابعة والستين هي اللحظة الحاسمة في المباراة، إذ تصيد سفيان علودي خطأ على مشارف منطقة العمليات، يتولى نبيل مسلوب التسديد، تخترق الكرة الجدار البشري، ثم ترتد في النهاية نحو النجم سفيان علودي الذي يسدد بقوة موقعا هدف المباراة الوحيد، وهو الهدف الذي حول جنبات ومدرجات الملعب إلى مباراة شهب أكثر مما هي مباراة كرة قدم·
وبرغم أن لاعبي إنبي زادوا في حجم اندفاعهم إلا أنهم لم يتمكنوا في أي مناسبة من النيل من صرامة دفاع الرجاء، ليقر الوجه الثاني من عملة النهائي بما كان قد أقره وجهها الأول بالقاهرة·· ولئن كان نادي الرجاء وهو يتحصل على لقبه العربي الأول قد احترم مرجعيته وثقله التاريخي وتراكماته الكثيرة، فإن نادي إنبي الحاصل على لقب وصيف البطل استحق التهنئة على مشواره البطولي، فقد كان بحق مفاجأة البطولة وطعمها المميز، والأكيد أنه ربح من هذه التجربة أكثر بكثير مما يظنه البعض، صحيح أنه ربح لقب الوصيف، إلا أن الربح الأكبر هو أنه وضع اسمه في خانة الكبار، وما عليه إلا أن يستثمر هذا المعطى ليتقدم في المستقبل خطوة نحو مدارج القمة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©