تحظى حديقة الحيوان بالجيزة بنصيب الأسد من اهتمام المصريين بالاحتفال ببهجة عيد الفطر السعيد، حيث يقبلون على زيارتها بكثافة أكثر من بقية أيام العام. وتقدر الإحصاءات عدد الزوار في الأعياد بنحو 100 ألف زائر يومياً، وهو ضعف ما تشهده في بقية الأيام، حيث تمتلئ منذ ساعات الصباح الباكر بمختلف الطبقات الاجتماعية والأعمار لا سيما الأطفال بملابسهم الجديدة الزاهية الذين يمضون ساعات النهار في مشاهدة نحو ستة آلاف حيوان من 175 نوعاً تضمها أقفاص الحديقة من بينها بعض الأنواع النادرة من القرود والصقور والتماسيح.
استعادة البريق
يقول المهندس عادل طه، رئيس مجلس إدارة الحدائق المتخصصة في مصر، إن حديقة الحيوان بالجيزة استعادت بريقها من جديد باعتبارها واحدة من أجمل وأقدم حدائق العالم بما توفره من خدمات لزوارها لا سيما تيسير مشاهدة الحيوانات دون الخوف من التعرض للأذى، كما تتوافر اللوحات الإرشادية والخرائط المبسطة التي تساعد الزائرين على الإلمام بمحتويات الحديقة وأنسب الممرات للوصول إلى الهدف.
منشآت متميزة
ويوضح أن الحديقة تضم إلى جانب أقفاص الحيوانات عدة منشآت متميزة تحظى بإقبال كبير مثل الكوبري المعلق وجبلاية الشمعدان والبوابة القديمة والكشك الياباني ومتحف الحيوانات المحنطة والاستراحة الملكية وكشك الموسيقى والجبلاية الملكية وجبلاية الإبداع والحرملك، وهي مبانٍ يرجع تاريخ إنشائها لعقود متفرقة من حكم أسرة محمد علي مثل متحف التحنيط الذي يزيد عمره على 100 عام، حيث تم إنشاؤه عام 1906.
ويشير طه إلى أن حديقة الحيوان تقع على مساحة 80 فداناً بالقرب من جامعة القاهرة وتشتهر بأنها واحده من أقدم حدائق الحيوانات في العالم، حيث يرجع تاريخ إنشائها لعام 1869 بقرار من الخديوي إسماعيل، حيث كانت في الأصل حديقة نباتية من حدائق أسرة محمد علي ثم قرر الخديوي إسماعيل أثناء احتفالاته بافتتاح قناة السويس تخصيصها حديقة عامة تضم الأصناف النادرة من الحيوانات والطيور والنباتات، وتم افتتاحها في عهد نجله الخديوي توفيق عام 1891، وكانت تسمى “جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا” قبل أن يتبدل اسمها بعد قيام ثورة يوليو 1952.
نزهة مميزة
يحرص مصريون على تخصيص يوم من إجازة عيد الفطر لزيارة حديقة الحيوان بصحبة الأسرة لا سيما الأطفال. إلى ذلك، يقول عمر جودة “39 سنة”، وهو يسير بصحبة زوجته وأطفاله الثلاثة “حديقة الحيوان هي المكان الوحيد المناسب في القاهرة للخروج في العيد مع العائلة والاستمتاع ببهجة اليوم وسعر تذكرة دخول الحديقة زهيد وهو نصف جنيه، وتعد بذلك أرخص مكان يمكن أن يجمع شمل أفراد العائلة جميعاً في نزهه من دون أن يضطر رب الأسرة إلى التفكير والحساب”.
ويوضح محمد هلال (46 سنة) أن زيارة الحديقة في العيد من أساسيات الحياة بالنسبة له لتعلق أبنائه الشديد بها خاصة الفيلة والقرود. وتمثل جبلاية القرود مركز الاهتمام وجذب الزائرين لأنها شبه مفتوحة وذات مساحة كبيرة ويلتف حولها الزوار ليستمتعوا بمشاهدة مناظر طبيعية لأنواع مختلفة من القرود والنسانيس.
وتحرص عائلة سلمى محمد على زيارة الحديقة في العيد وتناول طعام الغداء الأول بعد شهر الصيام بالقرب من جبلاية القرود إلى جانب التنقل بعد الانتهاء من تناول الطعام في جولة أخرى لمشاهدة الأسود والنمور والفيلة. وتقول سارة جودة حامد (29 سنة) “اعتدت وزوجي على تخصيص يوم سنوياً من إجازة العيد بصحبة الأبناء لزيارة الحديقة لأننا نحب الحيوانات لا سيما القرود والغزلان”، موضحة أن بقية الأماكن الترفيهية في القاهرة تكون مزدحمة وأسعارها مرتفعة في فترة الأعياد وهو ما يرهق دخل الأسرة.
ذكريات الخطوبة
وتؤكد سميرة عبدالرازق، مدرسة لغة عربية، أنها تشعر ببهجة العيد عندما تقضي يوماً بين جنبات حديقة الحيوان فتستعيد مع زوجها ذكريات فترة الخطوبة والتعارف. وتقول “أجد في زيارة حديقة الحيوان في العيد فرصة للم شمل الأسرة في نزهة واحدة، حيث لا نجتمع غالب الأيام في نزهة أخرى معاً لصعوبة الانتقال بالمواصلات العامة ولغلاء الأسعار، بينما حديقة الحيوان لا يفصلنا عنها سوى 3 كيلومترات، فأنا من سكان منطقة بين السرايات القريبة من موقع الحديقة ونذهب إلى هناك سيراً على الأقدام بعد صلاة العيد مباشرة حاملين مفروشات بسيطة نجلس عليها فوق حشائش الحديقة ونتناول الإفطار والغداء ونظل بالحديقة حتى الرابعة عصراً”.
وتشير وفاء الخضري، ربة منزل، إلى أنها تحرص في الليلة السابقة على زيارتها لحديقة الحيوان على إعداد شطائر وأكلات مفضلة كي لا تضطر لشراء وجبات من المطاعم السياحية المنتشرة بالحديقة بأسعار مرتفعة حتى زجاجات الماء المثلج تأتي بها من المنزل إلى جانب كرة يلهو بها أطفالها.
عدد اليوم
