عواصم-وكالات الأنباء: رفضت إيران اليوم الاحد دعوة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لدخول واشنطن محادثات مباشرة مع إيران حول برنامجها النووي المثير للجدل، وهدد برلمانها في رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان بإجبار حكومة طهران على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا واصلت واشنطن ضغوطها على طهران لوقف تخصيب اليورانيوم· فيما فشل أعضاء مجلس الأمن في اجتماع عقد مساء السبت في التوصل الى توافق بعد تزايد الخلافات حول قرار ملزم ضد طهران قدمته بريطانيا وفرنسا·
وانهى أعضاء مجلس الامن اجتماعاً غير رسمي عقدوه مساء السبت لمناقشة القرار حول ايران، دون ايجاد حل لابرز نقاط الخلاف· وترك كثيرون من اعضاء مجلس الامن الدولي الخمسة عشر المناقشات التي جرت معترفين أن الامر يتطلب معجزة كي يتفقوا على نص قبل بدء اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء اليوم· وأوضح سفراء شاركوا في الاجتماع انه شهد خلافات هامة في وجهات النظر حول مشروع القرار المقترح للتعامل مع هذا الملف·
وحذرت إيران على لسان خارجيتها من أن أي قرار يطالبها بوقف ما تقوم به سيؤدي إلى تدهور العلاقات· وقالت وزارة الخارجية الايرانية مجدداً، في بيان بهذا الشأن: إن طهران ليس لديها النية لوقف تخصيب اليورانيوم، وأي تحرك لإجبارها على ذلك سيعتبر غير قانوني، ويغير موقفها من التعاون إلى المواجهة· جاء ذلك بعد ساعات من انتهاء الاجتماع غير الرسمي الذي عقده مجلس الأمن لمناقشة مشروع قرار بشأن البرنامج النووي الإيراني·
ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي 'مطلبا أمميا بإجراء حوار مع الولايات المتحدة، وقال: لا توجد ضرورة لإجراء هذه المحادثات مع الولايات المتحدة'· مشيراً الى ان واشنطن ليست مستعدة لحوار قائم على المساواة· إنهم يريدون حشد الآخرين الى جانبهم من خلال الترهيب·
لذلك نعتقد ان الظروف ليست متوافرة للدخول في حوار يحترم رغبات إيران'·
وأوضح أن إيران لن تقبل المطالب الغربية ببناء الثفة حيث إن الغرب 'وليس إيران' هو الذي بدأ الحرب الكلامية واستخدم القنابل الذرية·
كما رفض المتحدث الاتهامات الاميركية بأن إيران ستهاجم إسرائيل وأشار الى أن 'عقيدة إيران العسكرية ليست هجومية لكن إذا تعرضنا للهجوم فسندافع وقتها عن أنفسنا بكل حسم'· مجدداً التأكيد على الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني وعدم استخدامه لأهداف عسكرية·
وأعلن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس أن أي قرارات يصدرها مجلس الامن الدولي تخالف مصالح إيران ستكون 'عديمة القيمة' بالنسبة لطهران·
وقال للقادة العسكريين 'إذا تصرفت الهيئات الدولية خلافاً للقوانين الدولية وإذا هددت قراراتها مصالحنا الوطنية فإن مثل هذه القرارات ستكون عديمة القيمة بالنسبة لنا'· وهدد ضمناً بانسحاب ايران من معاهدة الحد من الانتشار النووي اذا استخدمت لتقييد برنامجها النووي· وقال في مؤتمر شارك فيه قادة من ميليشيا الباسيج الاسلامية 'اذا كان توقيع معاهدة يهدد حقوق الأمة فلا صلاحية له بالنسبة لهذه الأمة'·
وحذر البرلمان الإيراني من جهته بإلزام الحكومة على وقف عمليات التفتيش الصارمة التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والخروج من المعاهدة·
اذا مررت الأمم المتحدة قراراً يلزم إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم· وجاء في رسالة وقع عليها اكثر من 160 نائباً في البرلمان 'اذا لم يقم الامين العام للامم المتحدة واعضاء مجلس الامن بواجبهم الهامة لتسوية الخلافات، فلن يكون امام مجلس الشورى (البرلمان) خيار الا مطالبة الحكومة بسحب المصادقة على البروتوكول الاضافي' الملحق بمعاهدة الحد من الانتشار النووي· وأضافت الرسالة ان البرلمان 'يمكن ان يدرج على الأجندة دراسة المادة العاشرة من المعاهدة المتعلقة بالخروج من المعاهدة'·
من ناحية أخرى يعد البرلمان الايراني بياناً يحث فيه حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد على مراجعة التزاماتها إزاء البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى على المستوى الطوعي وكذلك تجاه معاهدة حظر الانتشار النووي·
وناشد الرئيس الاميركي جورج بوش المجتمع الدولي الى 'التعامل بجدية كبرى' مع تهديدات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان على صعيد الملف النووي او اسرائيل· وفي مقابلة مع صحيفة 'بيلد ام سونتاغ' الالمانية أمس، واضاف ان العالم 'يجب ان يتعامل بجدية كبرى' مع تهديدات الرئيس الايراني 'بالقضاء على اسرائيل خصوصاً وان الأمر يتعلق بتهديد محدد ضد حليف للولايات المتحدة وأوروبا'·
وطالب المجتمع الدولي بالتكاتف والعمل على منع إيران من إنتاج القنبلة النووية أو امتلاكها المعرفة والخبرة الفنية للوصول إلى السلاح النووي· وذكر بوش أن إيران تبحث عن 'ثغرة' لتخترق التكاتف الدولي وتختبر مدى قوة التحالف الدولي ضدها ولهذا فمن المهم إبراز التصميم على الوقوف أمام طموحاتها النووية· وأعرب بوش عن أمله أن تحل الخلافات مع إيران بالطرق الدبلوماسية ولكنه أكد أن جميع الخيارات مفتوحة في حال عدم انصياع إيران لمطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن·
فيما دعت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية وزراء من بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والمانيا الى اجراء مناقشة لاستراتيجية بعيدة الامد للتعامل مع ايران خلال حفل عشاء في فندق قرب مقر الامم المتحدة· ولكن المجلس تعثر بسبب بند يشير الى ايران على انها 'تهديد للسلام والامن الدوليين' وبند ينص على استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة مما يجعل القرار ملزماً بموجب القانون الدولي·
وأعلن السفير الاميركي جون بولتون الأول من أمس ان 'بلاده قد تستغني عن إجماع الاعضاء الخمسة عشر اذا كان ذلك ضرورياً'·
عدد اليوم
