للنظر في العربية حالات وأسماء لاتوجد في لغة أخرى حسب الحالة النفسية أو الغرض من النظر، وبالتالي تختلف زوايا وحالات وهيئات حركة منظومة العين المتكاملة من حدقة وبؤبؤ وأجفان ورموش، ولكل حالة من النظر مسمى خاص، من الملاحظة، والتحديق، والرنو، والتأمّل، والشزر، والحملقة، واللمح، وغيرها.
لحظ: اللام والحاء والظاء كلمتان متباينتان.
فاللَّحْظ لحظُ العين، ولِحَاظُها: مُؤْخِرُها عند الصُّدْغ.
والكلمة الأخرى اللِّحَاظ: ما يَنْسَحِي مع الرِّيش إذا سُحِي مع الجَنَاح.
لحَظَه يَلْحَظُه لَحْظاً ولَحَاظاً ولَحَظَ إِليه: نظره بمؤخر عينه من أي جانبيه كان، يميناً أَو شمالاً، وهو أشدّ التفاتاً من الشزْر؛ قال:
لَحَظْناهُمُ حتى كأنّ عُيونَنا ...بها لَقْوةٌ، من شدّةِ اللَّحَظانِ
وقيل: اللحْظة النظْرة من جانب الأذن؛ ومنه قول الشاعر:
فلمَّا تَلَتْه الخيلُ، وهو مُثابِرٌ على الرَّكْبِ، يُخْفي نَظرةً ويُعيدُها
وقال الأَزهري: الماقُ والمُوقُ طرَف العين الذي يلي الأَنف، واللِّحاظُ مؤخِر العين مما يلي الصُّدْغَ، والجمع لحْظٌ.
وفي حديث النبي، صلى الّله عليه وسلّم: جُلّ نَظره المُلاحَظة.
اللحظ هو أن يَنْظُر الرجل بلَحاظِ عينه إِلى الشيء شَزْراً، وهو شِقُّ العين الذي يلي الصدغ.. واللِّحاظ، بالفتح: مُؤخر العين.
واللِّحاظ، بالكسر: مصدر لاحظته إِذا راعَيْتَه.
والمُلاحَظَةُ: مُفاعلة من اللَّحْظ، وهو النظر بشِقِّ العين الذي يلي الصدغ، وأمّا الذي يلي الأَنف فالمُوقُ والماقُ.
المشهور في لحاظ العين الكسر لا غير، وهو مُؤخرها مما يلي الصدغ.
وفلان لَحِيظُ فلان أَي نَظيرُه..ولِحاظُ السَهم: ما وَلي أعْلاه، وقيل: اللّحاظُ ما يلي أَعلى الفُوق من السهم.
منها قول الهذلي يصف سِهاماً:
كَســـــــاهُنَّ ألآماً كأَنَّ لِحاظَهــــا وتَفْصِيلَ ما بين اللِّحاظ، قَضِيمُ
أَراد كَساها ريشاً لُؤاماً.
ولِحاظُ الرِّيشةِ: بطنُها إِذا أُخذت من الجَناح فقُشرت فأَسْفَلُها الأَبيض هو اللِّحاظ، شبَّه بطن الرِّيشة المَقْشورة بالقضيم، وهو الرَّقُّ الأَبيض يُكتب فيه. . اللِّحاظ مِيسَم في مُؤخِر العين إِلى الأذن، وهو خط ممدود، وربما كان لِحاظان من جانبين، وربما كان لِحاظ واحد من جانب واحد.
ولِحاظُ الدارِ: فِناؤها؛ قال الشاعر:
وهلْ بلِحاظِ الدَار والصحْن مَعْلَمٌ ومــــن آيِها بِـــينُ العـــراقِ تَلُــوحُ؟
البِينُ، بالكسر: قِطعة من الأَرض قَدْرُ مَدِّ البصر.
ولَحْظةُ اسم موضع؛ قال النابغة الجَعْدِي:
سَقَطُوا على أســـدٍ، بلَحْظةَ، مَشْـ ـبُوحِ السَـــّواعِدِ باســـِلٍ جَهْــمِ
ولَحْظةُ مأْسَدةٌ بتِهامةَ؛ يقال: أُسد لحْظةَ كما يقال أُسْدُ بِيشةَ،
عنترة العبسي:
رمتِ الفــــؤادَ مليحــــةٌ عــــذراءُ بســــهامِ لحــظٍ ما لهـــنَّ دواءُ
مَــرَّتْ أوَانَ العِيـــدِ بَيْــنَ نَوَاهــِدٍ مِثْـلِ الشُّمُـوسِ لِحَاظُهـُنَّ ظِ بَاءُ
فاغتالني سقمِي الَّذي في باطنـــي أخفيتـــــهُ فأذاعــــهُ الإخفـــاءُ
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركت أعْطَافَه ُ بَعْــدَ الجَنُــوبِ صَبــَاءُ
ورنتْ فقلــــتُ غزالـــة ٌ مذعــورةٌ قدْ راعهــَا وســطَ الفــلاةِ بــلاءُ
وَبَدَتْ فَقُلْــتُ البَدْرُ ليْلَــــةَ تِمِّــهِ قدْ قلَّدَتْـــــهُ نُجُومَهــَا الجَـــوْزَاءُ
بسمتْ فلاحَ ضيــــاءُ لؤلؤ ثغرِهــا فِيـهِ لِــدَاءِ العَاشِـــقِينَ شِـــفَاءُ
ابن دراج القسطلي:
وعليل لحظ الطرف أعدى طرفه .......... قلبي بداء لا يفيق عليله
ولئن صبرت فلست بدع مفارق .......... غالت حبيب النفس عنه غوله
طلبا لحظ لا يذل عزيزه ................ من حظ غي لا يعز ذليله
عجبا لغي الحب لاح سبيله ............. ولرشد حلمك كيف ضل دليله
ولعيش صب لا يرق حبيبه ............. مما شجاه ولا يفيق عذوله
إسماعيل ديب
عدد اليوم
