علي العمودي:
في أول تعليق رسمي للولايات المتحدة على خطوة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إنشاء مركز لمكافحة الارهاب في البحرين رحب السفير هنري كرامبتون منسق شؤون مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية بالخطوة، وقال انها استمرار للتعاون المتميز لدول المجلس مع بلاده والمجتمع الدولي فيما يتعلق بمكافحة الارهاب واجتثاث التطرف، وقال اننا نرحب بهذه الخطوة لمواجهة التحديات التي يفرضها الارهاب العابر للقارات والذي يهدد العالم بأسره، ولا تستطيع دولة بمفردها التصدي له، مشيدا في الوقت ذاته بإسهامات دول المجلس في الحرب العالمية على الارهاب·
واشاد كرامبتون الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي بمقر السفارة الاميركية في ابوظبي بالاجراءات التي اتخذتها دولة الامارات لجعل اراضيها ومواطنيها والمقيمين فيها في منأى عن خطر الارهاب، وقال لقد قامت الامارات خلال الاعوام القليلة الماضية بسلسلة من الاجراءات والخطوات الهامة، مثل الانضمام للبرنامج الدولي لحماية الحاويات في الموانئ وتبادل المعلومات والتصدي لتمويل الارهاب، والتعاون الامني الاقليمي·
كما اشاد المسؤول الاميركي بما حققته دول مجلس التعاون الخليجي في مجال مكافحة الارهاب سواء فيما يتعلق بتبادل المعلومات الامنية او مراقبة الهجرة، وخص بالذكر ما قامت به المملكة العربية السعودية في هذا المجال منذ الهجمات الارهابية التي تعرضت لها في مايو ·2003
وجدد المنسق الاميركي لشؤون مكافحة الارهاب اتهامات بلاده لإيران واصفا اياها بالدولة الاولى الراعية للارهاب من خلال استمرارها في احتضان المجموعات والمنظمات الارهابية معتبرا اياها خطرا داهما على المنطقة، وقال يبدو ان ذلك خيار القيادة الايرانية،
واضاف 'نحن لدينا التزام بتسليط الضوء على هذا المسلك· وقال ان دعوة قادة مجلس التعاون لإخلاء المنطقة من السلاح النووي عبر عن مخاوف هذه الدول والعالم بأسره، وضرورة التزام ايران بالشفافية والالتزام بالقواعد التي دعت اليها الامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الدولية في هذا المجال·
وقال كرامبتون ان ايران تمثل خطرا على المنطقة من خلال برنامجها النووي، وماضيها في استخدام التكتيكات الارهابية واحتضان الجماعات المتطرفة، واضاف أن بلاده لن تألو جهدا في استخدام كل الاساليب الدبلوماسية والضغوط الدولية لدفع ايران للتخلي عن هذه المسلكيات، مشيرا الى ان الخطاب المتطرف للرئيس احمدي نجاد لا يمثل كل الايرانيين· كما اتهم كرامبتون سوريا باستمرار ايواء عناصر ومنظمات ارهابية، وقال ان دمشق فشلت في منع المقاتلين الاجانب من التسلل من اراضيها باتجاه العراق، كما انها لم تبد أي تعاون مع الامم المتحدة فيما يتعلق بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وقال ان هذا التزام دولي يجب ان تتفاعل معه سوريا بكل تعاون وشفافية· وكذلك مع القرار الدولي الآخر الخاص بنزع سلاح المليشيات في لبنان·
واشار المسؤول الاميركي الى استمرار المخاطر الارهابية على مصالح بلاده في دول المنطقة في ظل التواجد العسكري لها· وقال ان هذه التهديدات ليست للمصالح الاميركية فحسب بل انها تتهدد الاقتصاد العالمي برمته، واستبعد زوال هذه المخاطر الارهابية على المدى المنظور·
وفيما يتعلق بالانباء التي ترددت عن دعم بلاده لمليشيات صومالية في مواجهة مجموعات
'طالبانية' متطرفة قال كرامبتون ان بلاده تنظر بقلق بالغ لتنامي مجاميع متطرفة في بعض اطراف مقديشو، وقال انه من المهم لا للولايات المتحدة وانما للمجتمع الدولي العمل على مساعدة الصومال في اقامة حكومة مركزية او جهة 'شرعية' يمكن العمل معها ليس لمكافحة الارهاب وانما في بقية المجالات التي يمكن المساعدة فيها لأجل استقرار والامن في المنطقة· وحول استمرار فرار بعض عناصر وقيادات تنظيم 'القاعدة' في اليمن بعد هروبهم من السجن، جدد المسؤول الاميركي أسف بلاده لواقعة الهروب، وقال ان الولايات المتحدة تعمل عن كثب في هذا الامر مع السلطات اليمنية، و'نقدم لهم المساعدة آخذين بعين الاعتبار مخاوفهم، وعبرنا لهم عن خيبة أملنا فيما جرى'·
واعرب عن اعتقاده بأن الطريق لا زال طويلا أمام اليمن لمساعدته في 'تحقيق بيئة آمنة ليس لصالحنا فحسب وانما لمصلحة الاقليم بأسره'·
عدد اليوم
