تتزايد مواجهة شركات تصنيع الشاحنات الدولية لمنافسة صعبة من شركات المركبات التجارية الصينية التي استطاعت بالفعل كسب حصص مهمة في مختلف الأسواق وتتوجه حالياً بكل قوة إلى أسواق خارجية، خصوصاً جنوب شرق آسيا وأفريقيا.
وقالت مؤسسة “اليكس بارتنرز”، استشارية صناعة المركبات في تقرير صدر في شنغهاي مؤخراً، إن الصين أنتجت العام الماضي ما يقرب من نصف المركبات التجارية الثقيلة والمتوسطة في العالم. وما ساعد صناعة المركبات الصينية هو قوة الطلب المحلي والصادرات المتزايدة إلى أسواق ناشئة تبلغ فيها أسعار الشاحنات الصينية أقل من نصف أسعار نظيراتها التي تنتجها مصانع الشاحنات العالمية.
ومن المتوقع هذا العام أن يظل نمو انتاج الشاحنات الصينية قوياً، حيث بلغ نمو نصف السنة الأولى 76% ما يضع الصين في وضع يتيح لها انتاج مليون شاحنة للمرة الأولى هذا العام بحسب رئيس مكتب اليكس بارتنرز بالصين ايفو نومان. ونظراً لبرنامج الحوافز الحكومية كانت الصين السوق الكبرى الوحيدة التي شهدت زيادة عدد المركبات عام 2009 بنسبة 22 في المئة بحسب اليكس.
وأتاح هذا النمو القوي للصين تعزيز حصتها في السوق العالمية إلى 49% في عام 2009 من 20% في عام 2006. ومن المنتظر أن تستفيد شركات تصنيع الشاحنات الأجنبية غير الصينية من تعافي الطلب على المركبات في كل من أوروبا وأميركا الشمالية اللتين لا تستطيع الشاحنات الصينية المنافسة فيهما نظراً لعدم إيفائها بمعايير الانبعاثات المحلية.
غير أنه في الأسواق الناشئة، التي يتوقع اليكس أن تسجل 58 في المئة من نمو طلب المركبات التجارية بحلول عام 2014، تشكل مركبات الصين التجارية الأقل ثمناً والأقل من حيث التقنية منافسة صعبة لشركات الشاحنات في العالم. إذ زادت صادرات الصين من المركبات التجارية إلى الأسواق الناشئة، خصوصاً أفريقيا وجنوب شرق آسيا 25 في المئة في النصف الأول من العام الماضي إلى 143000 مركبة.
وجاء في التقرير: “أن تزايد أعداد المركبات التي تنتجها شركات التصنيع الصينية تحقق زيادة في الربحية وتتيح لهذه الشركات التزاماً أكبر بالبحث والتطوير الأمر الذي سيفتح المجال لها لكي تنافس على الصعيد العالمي”. ويذكر نومان أن حصة الصين في سوق المركبات التجارية الثقيلة والمتوسطة من حيث القيمة لا تبلغ حصتها من حيث العدد نظراً لأن الشاحنات الصينية أقل ثمناً من الشاحنات التي تنتجها الشركات العالمية. غير أن تلك الشركات الصينية - حسب إفادته - تشكل 25 إلى 30 في المئة من السوق العالمية.
وعلى عكس شركات تصنيع السيارات الدولية التي تشكل ثلثي حصة السوق الصينية، لا تشكل شركات تصنيع الشاحنات الأجنبية سوى 2 في المئة فقط من سوق المركبات التجارية باستثناء المركبات التجارية الخفيفة التي يعتبرها الصينيون سيارات ركوب. وقال نومان: “أفاقت شركات المركبات التجارية الغربية فجأة على حقيقة أن السوق الصينية شديدة الأهمية فبدأت تشارك المنتجين الصينيين مثلما فعلت شركة مان MAN، التي تشارك حالياً شركة ساينو تراك الصينية”. وأضاف نومان إنه من المنتظر أن تمنح المشروعات الجديدة للشركات الصينية مجال التعرف على التكنولوجيا المتقدمة التي تتيح لها المنافسة في أسواق أكثر تطوراً.
نقلاً عن - فاينانشيال تايمز
ترجمة - عماد الدين زكي
عدد اليوم
