الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المزارعون الروس يراهنون على محصول القمح الجديد

المزارعون الروس يراهنون على محصول القمح الجديد
12 سبتمبر 2010 22:19
بعد أن فقد مزارعو حزام الحبوب في روسيا محصول هذا العام جراء جفاف مدمر، بدأوا بالفعل زراعة قمحهم الشتوي مراهنين على احتمال هطول الأمطار بعد طول انتظار. ويقول ماكسيم زالينو الرئيس المتقاعد لشركة أكتوبر الزراعية القابضة في تامبوف وسط حزام الحبوب في روسيا والذي يعتقد أن المزرعة خسرت نحو 700 ألف دولار بسبب إخفاق محصول القمح هذا الصيف،: “لو لم نبذر الآن لن نحصد شيئاً”. وسيحدد نجاح أو إخفاق زالين وآلاف المزارعين الآخرين متى ستعود روسيا الى سوق القمح العالمية وهو الأمر الذي سيخفض الأسعار وفي أسوأ الأحوال سيرفعها. يذكر أن القرار الروسي بحظر تصدير القمح دفع بأسعار القمح الى أعلى مستوياتها في سنتين، الأمر الذي يثير مخاوف تكرار أزمة غذاء عامي 2007/2008. وبلغ سعر القمح في 7 سبتمبر 234.25 يورو للطن مقترباً من أعلى أسعاره الشهر الماضي البالغ 236 يورو للطن في الوقت الذي يخشى فيه من الجفاف في روسيا. وقد وضعت موسكو هدفاً وهو أن تزرع 18 مليون هكتار من القمح بحلول نهاية هذا العام، ضمن خطة تهدف الى زيادة إنتاج الحبوب إلى 80-90 (مليون طن) في عامي 2010-2011 بزيادة من نحو 60 مليون طن في عامي 2009 - 2010، غير أن مزارعين ومحللين يرون أن هذا الهدف مبالغ فيه. وتتوقع مجموعة السلع الاستشارية أن يظل نحو ثلث حزام حبوب روسيا شديد الجفاف لدرجة لا تصلح معها الزراعة على الرغم من أن الأمطار التي هطلت مؤخراً تعني أن هناك مياها كافية لنصف مساحات الحبوب في روسيا. وتعتبر تامبوف مثالاً على المشاكل التي تواجه المزارعين الروس وأسواق القمح العالمية. فالقرية تقع على مسافة 400 كم جنوب شرق موسكو في قلب منطقة التربة السوداء، المنطقة الخصبة المترامية الأطراف والتي تشكل أكبر مصدر حبوب في روسيا. ومع هطول أمطار خفيفة الأسبوع الماضي بدأ المزارعون يبذرون قمح الشتاء ولكنهم يقولون إنه ليس هناك ما يؤكد ما إن كانت هناك مياه كافية لكي تتجذر البذور. ويتعين أن تنتهي عملية البذر قبل نهاية هذا الشهر حين تنزل عادة بشائر الصقيع. وتقول اجرو فيستا، التي تزرع 36 ألف هكتار من الأراضي في تامبوف، إنها تدرس خفض زراعة قمح الشتاء بنسبة 25% إن لم يكن هناك قدر كبير من الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة. ويقول ديفيد ميتكالف رئيس تنفيذي اجرو فيشناد: إنها نوع من المقامرة وهناك فرصة كبيرة لكي تخفق بذور كثيرة بسبب الجفاف. وهناك أيضاً خبراء يبدون قلقهم، إذ يقول ديمتري ريلكو مدير معهد دراسات الأسواق الزراعية في موسكو للاستشارات إن الأمطار القليلة لن تسمح بالبذر إلا في مناطق قليلة. ومن شأن إخفاق محصول قمح آخر الإضرار بالعديد من المزارعين الروس وتعريض أسواق الحبوب العالمية الى ضغوط غير عادية. وقد أدى نقص القمح إلى اضطراب الأسواق العالمية، ولكن مع وجود مصادر ضخمة أخرى، خصوصاً الولايات المتحدة التي تعد أكبر مصدر قمح في العالم تم احتواء تأثير الصدمة حالياً. وسيتغير ذلك لو أنه في غير مقدور المزارعين الروس أن يبذروا قمحهم هذا الشتاء، الأمر الذي سيتم معه سحب مخزونات عالمية في العام المقبل. ويذكر أن موسكو فرضت حظراً على صادرات الحبوب الشهر الماضي ولكنها قالت إنها سترفع الحظر في نهاية هذا العام. وفي إشارة إلى القلق إزاء بطء معدل زراعة القمح الصيفي، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً إن القيود على التصدير ستستمر لغاية جمع محصول 2011. وبنهاية أغسطس المنصرم، كان مزارعون روس قد بذروا نحو 485 ألف هكتار بالقمح الشتوي ما يساوي نحو 965 ألف هكتار التي زرعت العام الماضي وفقاً لبيانات رسمية. يذكر أن الجو هو ليس العامل الوحيد المؤثر على الزراعة، فكل من القدرة التمويلية وشراء البذور والأسمدة وتسديد مصروفات الزراعة الأخرى لا تقل جميعها عن عامل الجو. ويقول المزارعون في تامبوف إن السلطات تجبرهم على زيادة مساحة زراعة الحبوب وإلا يفقدون القروض المدعمة اللازمة لموسم الزراعة. وقد وعدت الحكومة الروسية بمساعدة المزارعين بعد زيادة الجفاف الذي ضرب البلاد في أشهر الصيف. غير أن زالين يشير إلى أن بطء صرف الأموال يمكن أن يمنع بذر قمح الشتاء في بعض المزارع. ويضيف أنه لم يبلغه وصول أي مبالغ وأن الناس ليسوا في حالة تسمح لهم بممارسة الزراعة. نقلاً عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة عماد الدين زكي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©