الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أوبك» تحتفل بنجاحها في تخطي الأزمات عبر 50 عاماً

«أوبك» تحتفل بنجاحها في تخطي الأزمات عبر 50 عاماً
12 سبتمبر 2010 22:20
تحتفل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) غداً (الثلاثاء) في فيينا بمرور نصف قرن على تأسيسها، حقق خلاله الكارتل نجاحاً في الحفاظ على دور رائد بالرغم من الانقسامات وتقلبات سوق الطاقة. ولخص الأمين العام للمنظمة عبدالله سالم البدري في رسالة بثت قبل انعقاد اللقاء الوضع بقوله “هذه الذكرى تأتي لتتوج إرادة المنظمة وتصميمها ونجاحها الدائم في حماية المصالح السيادية لدولها الأعضاء”. وقد تأسس الكارتل النفطي في 14 سبتمبر 1960 في بغداد إثر لقاء بين خمس دول منتجة هي السعودية والعراق وإيران والكويت وفنزويلا. وأدرج إنشاؤها في إطار جهود تحرر دول الجنوب في سوق خاضعة لسيطرة الشركات الأنكلو-ساكسونية. وبعد مرور نصف قرن باتت المنظمة تضم اثنتي عشرة دولة عضوا تؤمن نحو 40% من الإنتاج العالمي من الهيدروكربورات وتملك 70% من الاحتياطيات المؤكدة من الخام على الكوكب، ما يمكنها من التمتع بنفوذ كبير على الدوم. وبالرغم من الفروقات الديموجرافية والسياسية التي تفصل إيران عن نيجيريا أو الجزائر عن فنزويلا، فان “رباطاً مشتركا يرسخ تماسك المنظمة، يتمثل بتبعية جميع أعضائها بشكل كبير لعائدات النفط”، كما لفت فرنسيس بيران مدير مجلة “البترول والغاز العربي”. وقد فرضت المنظمة، التي تتخذ من فيينا مقراً لها، نفسها كلياً في أكتوبر 1970 خلال الحرب العربية الإسرائيلية عندما فرضت الدول العربية الأعضاء في “أوبك” حظراً على الصادرات إلى الدول الغربية الداعمة لإسرائيل. وخلال بضعة أشهر ارتفعت أسعار الخام أربعة أضعاف. وكرست هذه الصدمة النفطية الأولى أهمية الكارتل وحثت الدول الصناعية على تأسيس وكالة الطاقة الدولية للدفاع عن مصالحها. غير أن “أوبك” ظلت بعد ذلك لاعباً لا يمكن تجاوزه وإن تضاءلت قوتها مع وصول لاعبين جدد: فعلى أثر ارتفاع قياسي جديد لأسعار النفط الخام في 1979، قامت دول لا تنتمي إلى “أوبك” بتطوير حقول جديدة خصوصاً في بحر الشمال وخليج المكسيك. واعتباراً من الثمانينات، أصبحت “أوبك” تمثل أقل من نصف الإنتاج النفطي العالمي. وأقامت عندئذ نظامها الشهير لتحديد الحصص الذي سمح بان يكون لها تأثير على العرض العالمي. لكن الأزمة المالية الأخيرة وتباطؤ الاقتصاد العالمي الذي أدى إلى انهيار أسعار النفط، بحيث تراجع سعر البرميل إلى حوالي 33 دولاراً في العام 2008، شكلت طلقة إنذار فاضطرت “أوبك” إلى تخفيض إنتاجها وقام أعضاؤها بتطبيق كامل التخفيضات المقررة تقريبا (80%). وهذه ليونة غير مسبوقة في تاريخ الكارتل النفطي المعروف أكثر بخلافاته الداخلية الملفتة أحياناً بين مؤيدين للغرب، ودول أقل تساهلاً مثل إيران وفنزويلا وليبيا. ويعبر عبدالله سالم البدري عن ارتياحه بقوله “إن تدابيرنا (في 2008-2009) لم تحافظ على الأسعار فحسب، بل أدت إلى بعض الاستقرار في سوق متقلبة، كما أسهمت أيضاً في دعم الانتعاش الاقتصادي العالمي. كل ذلك يؤكد وضع “أوبك” كواحدة من المؤسسات الأكثر نفوذاً في العالم”. وعلى المديين القصير والمتوسط يمكن أن تعول “أوبك” على احتياطياتها الهائلة للحفاظ على مكانتها، خصوصا أن عاود الطلب العالمي انطلاقته مع الانتعاش الاقتصادي. إلى ذلك، لفت فرنسيس بيران إلى أن الكارتل النفطي وان احتفل يوماً بعامه المئة، فانه قد يجد نفسه نادياً مصغراً، إذ أنه على غرار اندونيسيا التي انسحبت من المنظمة في 2008 بسبب تراجع إنتاجها، قد ترى دول أخرى احتياطيها يتراجع أو ينضب في العقود المقبلة.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©