قيادات نسائية: مشاركة الإماراتية في الأمن والدفاع وإدارة الطوارئ والأزمات تعزز تمكين المرأة

هالة الخياط (أبوظبي) شددت قيادات نسائية مواطنة -خلال مشاركتهن في فعاليات اليوم المفتوح للمرأة الإماراتية الذي نظمته أمس، أكاديمية ربدان- على أهمية مشاركة الإماراتية في مجالات الأمن والسلامة والدفاع، والتأهب لحالات الطوارئ وإدارة الأزمات. وأكدت معالي نورة الكعبي، وزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام»، ضرورة خلق توازن بين الرجال والنساء في خدمات الطوارئ والشرطة، لا سيما أن مساهمة النساء في هذه القطاعات ذات قيمة عالية. وقالت معاليها: إن دولة الإمارات ترحب بكل من يرغب في تحدي ذاته، والمضي قدماً في تطوير مهاراته، وقد عملت القيادة جاهدةً على إطلاق وتطبيق كثير من المبادرات والسياسات لدعم أفراد المجتمع كافة، وتمكينهم من إيجاد الوظائف التي تناسبهم في ميدان العمل. وبينت معاليها أن القدرة على خدمة البلاد وحمايتها لا ترتبط بجنس الفرد، ففي الوقت الذي يواجه فيه العالم تهديدات عدة تتراوح بين الهجمات الإلكترونية والجماعات المتطرفة، يظل الرأسمال البشري وحده قادراً على الحفاظ على أمن الوطن وسلامته، ونحن محاطون بتحولات إقليمية مهمة تؤثر بشكل مباشر في تحديد معالم استراتيجياتنا الأمنية، ما يجعل قيام كل واحد منا بدوره على أكمل وجه أمراً بالغ الأهمية، بغض النظر عن الجنس. وقالت معاليها: إن بحوثاً نشرتها كل من مؤسستي «ماكنزي» و«فوربس»، أشارت إلى أن النساء يملكن المهارات اللازمة للتفوق على أقرانهن من الرجال في أوقات الأزمات، وتفضل النساء على سبيل المثال، أن يتلقين المساعدة من موظفات إناث في مجال الخدمات الأمنية أو خدمات الطوارئ. وأضافت معاليها: إن الأكاديمية منذ إنشائها قبل أربع سنوات تقوم بعمل مميز، وتركز على مجالات لم تتلقَّ التركيز المناسب من قبل القطاع الأكاديمي التقليدي، مبينة أن برامج الأكاديمية نجحت في جذب اهتمام الطلبة، ورغم أن هذه البرامج عادة ما تعطي الأولوية للرجال، إلا أننا في دولة الإمارات نؤمن أن الوظائف يجب ألا تقتصر على جنس دون آخر، كما أن الدولة تشجع الجميع على استكشاف الوظائف التي تساهم في خدمة المجتمع بغض النظر عن كونهم ذكوراً أو إناثاً. وأشارت معاليها إلى أهمية وضع سياسات واضحة في الأكاديمية للمساعدة على خلق بيئة شاملة تستوعب مهارات الطلبة من الجنسين، ولا بد لهيئة التدريس من إدراك وجود عوائق اجتماعية ومهنية في وجه النساء قد تعرقل تطورهن في العمل الميداني، ولذلك على المدرسين ضمان حصول الطالبات على تدريب متخصص كالذي يتلقاه أقرانهن من الذكور ليتمكَّن من اكتساب المعارف المناسبة للقطاع الذي سيخضن غماره، ويمكن مساعدة الطالبات أيضاً من خلال تطوير برنامج لتوظيف الخريجات، ما سيتيح لهن فرصة اكتساب تجارب ثرية في هذا المجال، وسيمنحهن ثقة أكبر فيما يتعلق بعملية الاندماج المهني، فضلاً عن أنه سيمكنهن من تلقي التوجيهات والإرشادات المفيدة. وأكدت معاليها ضرورة إشراك المرأة في جميع ميادين الدفاع عن وطننا الغالي وتشجيع نساء أخريات على الانضمام إلى القطاع الأمني، وختمت بالقول: «إن وطننا عزيز ومتميز وحمايته واجب مقدس». جلسات حوارية وتضمن برنامج يوم المرأة المفتوح لأكاديمية ربدان جلسات حوارية لإبراز جهود المرأة الإماراتية، وأكدت خلالها الدكتورة نوال الحوسني، نائب مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية ومدير إدارة جائزة طاقة المستقبل، أن على المرأة الإماراتية أن تبحث عن الفرص والتخصصات الجديدة. وخاطبت الحوسني الفتيات المشاركات في اليوم المفتوح، وقالت: على الفتيات الإماراتيات أن يحددن خياراتهن وهدفهن في الحياة، وأن تكون للفتاة الإماراتية خطة واضحة للوصول إلى الهدف المراد. وقالت: إن حكومتنا الرشيدة تولي اهتماماً بالغاً لتمكين المرأة الإماراتية في المجالات والقطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة. وأفادت بأن الإمارات تعد من الدول السباقة في المنطقة التي فتحت المجال أمام المرأة لتولي مناصب قيادية مهمة، مشيرة إلى أن 77? من خريجي الجامعات هم من النساء. ونوهت بأهمية انخراط الفتاة الإماراتية في مجالات غير اعتيادية، وأن تكون مختلفة والاستفادة من الفرص كافة التي تؤمّنها القيادة لها. التطوع في إدارة الأزمات من جانبها، أكدت ميثاء الحبسي نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، أن هناك حاجة للتخصص من قبل الفتيات في مجالات الطوارئ والأزمات، وأن تبادر الإماراتية بالتطوع في هذه المجالات، مشيرة إلى أن برنامج «ساند» يعتبر النسخة المجتمعية من البرنامج الأكاديمي التي تقدمه أكاديمية ربدان، والمجال مفتوح لجميع الفتيات للتخصص في مجال الأمن الاجتماعي والسلامة والصحة المهنية وإدارة الطوارئ والأزمات. وقالت الحبسي: إن المرأة الإماراتية تتحمل مسؤوليات كبيرة منها تربية الأولاد ورعاية الأسرة والعمل، وذلك كله أدى لتساويها في الحقوق مع الرجل، إدراكاً من القيادة لأهمية دورها في المجتمع. وطن أكثر جاهزية وقالت الرائد آمنة البلوشي، مدير مكتب شؤون الشرطة النسائية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي: إن مسيرة المرأة الشرطية مسيرة متميزة منذ البدايات، وما حققته المرأة الشرطية يؤكد أن المرأة لا تكون فقط في المناصب الإدارية، بل أيضاً في مناصب قيادية وأمنية، ولديها كل القدرات والكفاءات لتحمي الوطن. وتابعت: إن الأيام المقبلة لا بد أن تشهد إقبالاً أكثر من بناتنا للالتحاق بالبرامج الدراسية في الأكاديمية، لما فيها من مهارات وخبرات جديدة ستكتسبها الفتاة الإماراتية. وأشارت إلى أن من أهداف شرطة أبوظبي إبراز دور المرأة الإماراتية في حماية أمن وأمان المجتمع، ورفع كفاءة الشرطة النسائية من خلال الدورات التدريبية والتأهيلية، وتولي الشرطة النسائية المناصب القيادية ومراكز المسؤولية. وقالت: إن ما وصلت إليه المرأة الإماراتية في المجالات كافة ومجال العمل لشرطي هو نتاج الدعم غير المحدود من الدولة التي رسخت أدواتها كافة لإنجاح تجربة الشرطة النسائية، ورسخت مفاهيم احترام المرأة وتمكينها ومساواتها بالرجل. جهود المرأة الإماراتية وقال جيمس مورس، رئيس أكاديمية ربدان: إن الأكاديمية تحرص على تسليط الضوء على جهود المرأة الإماراتية كركيزة أساسية للمجتمع ودورها في تمكين الشابات الإماراتيات للاستفادة من إمكاناتهن في مسيرة النجاح المتواصل للوطن. من جانبه، أوضح الدكتور فيصل العيان، نائب رئيس الأكاديمية، أن اليوم المفتوح يهدف لتحفيز المرأة وحثها على المشاركة في مجالات الأمن والسلامة والدفاع والتأهب لحالات الطوارئ وإدارة الأزمات، مشيراً إلى حرص القيادة على منح المرأة الإماراتية المكانة التي تستحقها في خدمة وطنها وشعبها، وتزويد مؤسسات الدولة بالكوادر النسائية الأكاديمية والمدربة. وتهدف فعاليات اليوم المفتوح للتعريف ببرامج الأكاديمية وتخصصاتها وزيادة نسبة التحاق الفتيات في تخصصات الأمن وإدارة الطوارئ والأزمات.