الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العراق والاحتباس الحراري تحديان جديدان لـ «أوبك»

12 سبتمبر 2010 22:21
تواجه منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” مخاطر انقسامات جديدة مع تزايد القدرة الانتاجية للعراق ،كما تبدي قلقها من انعكاسات ظاهرة الاحتباس الحراري. وقد استطاع الكارتل دائماً الاعتماد على أهمية حقوله لارساء قوته، لكنه ضعف في أغلب الأحيان في الماضي بسبب خلافات داخلية مرتبطة بعدم التزام بعض أعضائه كلياً بالحصص الانتاجية المحددة لها. ويرى الخبراء أن تطوير القدرة الانتاجية النفطية للعراق الذي بات على الطريق بعد اطلاق استدراج عروض للشركات الدولية، قد يضع التوازن السياسي في المنظمة على المحك. وقال فرنسيس بيران مدير مجلة “البترول والغاز العربي” إن “الرهان ضخم: فبين الحروب والعقوبات الدولية وانعدام الأمن لم يكن بوسع العراق خلال 30 عاماً على الأقل تطوير قدراته النفطية الهائلة بشكل جدي”. ويطمح العراق إلى انتاج حوالى 12 مليون برميل في اليوم في غضون ست سنوات، مقابل 2,5 مليون حالياً، ما سيجعله ثاني منتج في “أوبك”. و”هذا يمثل تحدياً كبيراً لأوبك” برأي جان ماري شوفالييه مدير المركز الجيوسياسي للطاقة في جامعة باريس دوفين. لكن المستثمرين ما زالوا في الوقت الحاضر متحفظين على الإسراع في الاستثمار في بلد لا يزال الوضع فيه غير مستقر. إلا أن شوفالييه قال “إذا ما تحققت استثمارات الشركات، فإن إيران لن تقبل مطلقاً بأن يتجاوزها العراق من حيث الانتاج والصادرات”. فبين الجارين المتنافسين غالباً ما كانت “أوبك” المكان الوحيد لاي تحاور ممكن، لكنها قد تصبح بالنسبة لهما ميدانا للمنافسة حيث سيؤدي توزيع الحصص الانتاجية الى تأجيج التوترات. ورأى صامويل سيزوك من معهد التاريخ الاجتماعي أن العراق حتى وإن كان يملك القدرة الجيولوجية اللازمة فإنه “قد يكتفي حتى ببلوغ نصف هدفه في غضون العشر سنوات، نظراً للعقبات الكثيرة والمشاريع الضخمة في اقتصاد لا يزال صغيراً”. وعلى المدى الأطول تبدي “أوبك” قلقها من امكانية ارتفاع طلب البلدان الغربية الى ذروته ثم تراجع استهلاكها. وتراقب بقلق السياسات المعتمدة لمواجهة التغير المناخي التي من شأنها أن تسرع هذا التراجع. ولاحظ فرنسيس بيران أن “العالم قد يعتمد آليات ضريبية تعاقب النفط وهذا التهديد يخيف أوبك جداً”. ورأى “أنه أحد المواضيع النادرة التي اتخذت اوبك بشأنها مواقف كمنظمة، ما يجعل منها جماعة ضغط داخل الهيئات الدولية بدءاً بالأمم المتحدة” تدعو إلى حلول بديلة مثل التقاط غازات الكربون. وأضاف شوفالييه أن “كل شيء سيكون مرتهناً أيضاً على الصعيد البيئي بموقف مستهلكين كبار جدد مثل الصين”. لكن مع ذلك فإن اختفاء “أوبك” ليس وارداً. وفي هذا الصدد لفت المحللون في “باركليز كابيتال” إلى أنه “غالباً ما تم توقع موت اوبك، لكن تبين دوماً أن هذا الأمر سابق لأوانه. فهناك سوء تقدير لتماسك اهدافها وفعالية تأثيرها على الأسعار” عندما تقرر المنظمة التدخل بشكل جدي. وتوقع نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أن يزداد اعتماد العالم على “أوبك” خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة على صعيد الامداد بالخام مع نهاية الأزمة وعودة الاستهلاك العالمي للطاقة. وتحتفظ “أوبك” بقدرات انتاجية ضخمة غير مستخدمة، لتلبية تزايد الطلب، على عكس منافسيها مثل روسيا والصين والولايات المتحدة التي تعمل منشآتها بكامل قدراتها.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©