الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صعود «البديل» ووحدة ألمانيا

4 أكتوبر 2017 23:12
احتفل الألمان هذا الأسبوع بالذكرى السنوية لإعادة توحيد الألمانيتين، ولكن بعد 27 عاماً من توحيد ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية اضمحل التفاؤل بشأن وحدة الألمان، فقبل أسبوعين فحسب، فاز حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف بنحو 100 مقعد في البرلمان نتيجة دعم قوي تمتع به في شرق ألمانيا. وفي ولاية «ساكسونيا» حل الحزب الذي اتُّهم عادة بالتحريض على الكراهية والدفاع عن جرائم النازية في المقام الأول. ويؤكد حالياً مسح جديد ما شكك فيه كثيرون في شرق ألمانيا وغربها منذ فترة طويلة، وهو أن ألمانيا لم تتوحد حقاً بعد، أو على الأقل عندما يتعلق الأمر برؤية مواطنيها للعالم. ونصف سكان البلاد فحسب يوافقون على أن الألمان «شعب موحد في الغالب». والشك في وحدة الألمان يسود بشكل أكبر في الولايات التي كانت ذات يوم ضمن «جمهورية ألمانيا الديمقراطية» الشيوعية السابقة. صحيح أن الأجيال الأصغر أكثر تفاؤلاً فيما يبدو بشأن الوحدة، فهناك 65% من الشباب الألمان في الفئة العمرية من 14 إلى 21 عاماً يقولون إنهم يشعرون بأن مناطق البلاد تنمو معاً في الغالب، ولكن هذه التوجهات تتنامى ببطء، إن كانت تفعل ذلك أصلاً، ونسبة الأشخاص الذين يوافقون، في أحدث عملية مسح، على أن الألمان متحدون في الغالب، ما زالت على ما كانت عليه قبل سبع سنوات، والمسح يأتي في الوقت الذي بدأت فيه الانقسامات بين ألمانيا الغربية والشرقية الشيوعية السابقة تتضح بشكل أكبر، في تحول عما كان عليه الحال قبل عقد سابق حين كانت إعادة الوحدة يجري الاحتفاء بها باعتباره انتصاراً، وجاء في مقدمة تقرير للعنوان الرئيسي في الصفحة الأولى من صحيفة «دي فيلت آم سونتاج» الألمانية وهي لسان حال يمين الوسط يوم الأحد الماضي أنه «يتعين علينا أن نتحدث عن الشرق. نتائج الانتخابات تُظهر أننا قد غطينا المشكلات». وهذا التأكيد المستفز شائع في الطيف السياسي في أنحاء كثيرة من ألمانيا الغربية. وما زالت أيضاً مناطق ألمانيا الشرقية السابقة متخلفة عن المناطق الغربية من البلاد فيما يتعلق بالأداء الاقتصادي ومعدلات البطالة على رغم استمرار ما تحصل عليه من مساعدات مالية منذ إعادة الوحدة. وظلت الشركات الألمانية الرائدة مركزة في الغرب، وما زال إنتاج الولايات الشرقية أقل بنسبة تزيد على 30% عن إنتاج الولايات الغربية. والنمو في ولايات الشرق انخفض بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية. وفي احتجاج في ليلة الانتخابات في برلين ضد حزب «البديل من أجل ألمانيا»، رد عدد من المحتجين وغالبيتهم من اليسار سبب صعود اليمين المتطرف إلى الافتقار إلى الثقافة السياسية. ورأى محتجون أن الألمان الذين نشؤوا في ظل نظام سلطوي ربما يفتقرون إلى إدراك مبادئ الديمقراطية وهي حجة شائعة، ولكن لم يجر التحقق منها بعد. وفي هذا السياق قالت «ليديا براون»، خريجة الجامعة البالغة من العمر 28 عاماً التي شاركت في الاحتجاج، إن مما يساهم في رفع مستوى التثقيف السياسي «تحقيق المزيد من المساواة الاجتماعية والاستثمار في التعليم». * مراسل واشنطن بوست في أوروبا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©