الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحيون: الموسم بحاجة إلى الدعم وتضافر الجهود لإنجاحه وتعميمه

مسرحيون: الموسم بحاجة إلى الدعم وتضافر الجهود لإنجاحه وتعميمه
17 يونيو 2011 22:46
ينطلق خلال الأسابيع القادمة وللسنة السابعة على التوالي “الموسم المسرحي” الذي تنظمه جمعية المسرحيين في الدولة بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. ويعد الموسم المسرحي تظاهرة مسرحية سنوية تضمن للعروض المميزة في أيام الشارقة المسرحية الاستمرارية والتواصل مع شريحة أكبر من الجمهور المسرحي في مناطق الدولة المختلفة، ويهدف الموسم أيضاً ضمن انتباهاته إلى نشر الوعي المسرحي إلى الاحتفاء بالعمل المسرحي القوي والناجح وعدم حصره في عرض واحد ضمن مهرجان مكثف ومرتبط بشروط فنية وزمنية معينة. ويذكر أن آلية الموسم تقوم على إشراك ستة فرق مسرحية، تختارها لجنة مختصة أثناء أيام الشارقة المسرحية، بحيث تجول هذه الفرق بعروضها في معظم إمارات الدولة. وحسب لائحة جمعية المسرحيين فإن أهمية وجود موسم مسرحي محلي تكمن في عدة نقاط أهمها: خلق بيئة مسرحية محلية صحية في دولة الإمارات، وإشاعة روح التنافس بين الفرق المسرحية لتقديم الأفضل، والتعريف بالفنانين المسرحيين الإماراتيين لمنحهم فرصة الانتشار المحلي والعربي والدولي. وفي سياق التعرف على مدى تحقيق وترجمة هذه الأهداف على أرض الواقع، التقت “الاتحاد” بعدد من المسرحيين المخضرمين بالدولة والذين عبروا عن وجهات نظر متباينة ومختلفة ولكنها تجمع عموماً على ضرورة تجاوز بعض السلبيات التي اعترت آليات التنظيم خلال السنوات السابقة، خصوصاً فيما يتعلق بطبيعة العروض ونوعية الجمهور المستهدف والتوزيع الجغرافي والتمايزات الفنية الملحوظة بين العرض الجماهيري والعرض النخبوي، وكذلك آليات الدعاية والترويج لهذه العروض، وغيرها من النقاط والملاحظات التي تهدف إلى تطوير (الموسم المسرحي) وضمان نجاحه وتألقه في المواسم القادمة. مأزق فني الفنان حسن رجب أبدى بعض الملاحظات الجريئة التي يمكن التوقف عندها لأنها تكشف عن محبة فنية ورغبة ذاتية وعامة بضرورة تجاوز الأخطاء السابقة من أجل تقديم موسم مسرحي متعاف ومتخلص من السلبيات التي رافقته مؤخراً، وركز رجب في حديثه على نوعية وطبيعة العروض التي يقدمها الموسم، مشيراً إلى أنها عروض لم تخضع حتى الآن لأطر محددة، أو لاتفاق فني وذوقي وفكري يناسب خطط وأهداف “الموسم المسرحي”، وللخروج من هذا المأزق الفني، يرى رجب ضرورة اختيار أعمال أخرى رديفة تتجه للجمهور العام وليس لنخبة المسرحيين الذين يشكلون في النهاية الجمهور النوعي لأيام الشارقة المسرحية، وهذا الجمهور النوعي كما يقول “ هو مجموع النقاد والإعلاميين والمتذوقين والفنانين المشاركين في فعاليات الأيام”، وبالتالي لا يمكن ــ كما يعتقد رجب ــ تعميم ذوق هذا الجمهور الخاص على ذوق الجمهور الأكبر الذي يميل للأعمال التي تخاطبه بشكل واضح ومباشر وتتضمن البهرجة والكوميديا والتنويع المشهدي، كما تتضمن كذلك النقد الذي يمكن التعاطي والتواصل معه بسهولة وبساطة. وفي سؤال حول مصير الأعمال النخبوية في ظل سيطرتها من حيث الكم والنوع على أيام الشارقة، وبالتالي سيطرتها على خيارات لجنة العروض، أجاب رجب، بأنه لا يقلل من أهمية هذه العروض التي يميل معظمها للمسرح المفاهيمي والفلسفي والأكاديمي، ولكن رجل الشارع العادي يحتاج أيضاً للتواصل معه من خلال مسرح جماهيري يخاطبه ويتفاعل معه، ولتجاوز هذه الإشكالية يقترح رجب خلق نوع من التوازن أو ( التوزيع العادل) بين العروض النخبوية والعروض الجماهيرية، بحيث لا يطغى شكل أو طابع واحد على عروض الموسم. إجراءات إدارية معقدة وحول قلة أو غياب عروض الموسم عن مناطق ومدن معينة مثل أبوظبي ودبي والعين أشار رجب إلى أن الأمر يعود إلى الإجراءات الإدارية المعقدة التي تحرم الفرق من العرض هناك، كما أن الرسوم المالية العالية والمكلفة للإعلانات وتأجير القاعات والمسارح تقلل من فرص مشاركة الفرق في ظل الميزانية المحددة والمخصصة للموسم. وشدد رجب في ختام حديثه على ضرورة تغيير النمط الإداري والفني والتمويلي المتبع حالياً في أيام الشارقة المسرحية حتى يمكن تجاوز أزمة العرض المسرحي المميز والمتكامل الذي لم يعد موجوداً ومتوهجاً كما كان عليه الحال قبل خمس سنوات مثلاً، وأضاف أن هذه الإشكاليات تتركز في حجم الدعم المادي الذي يجب أن يواكب الغلاء الطاغي، حالياً كل العناصر المرافقة للعرض من ديكورات وأجور وتقنيات وإكسسوارات، كما أشار إلى ضرورة تطوير الآليات المتعلقة بالاختيار وبلجان التحكيم والشروط الفنية، لأن نجاح الأيام كما قال رجب سوف ينعكس بالتأكيد على الموسم المسرحي وعلى تحقيقه للأهداف والنوايا الثقافية والجمالية التي يتضمنها. الوصول إلى النضج أما الفنان إبراهيم سالم فيشير إلى أهمية الوصول إلى درجة كافية من النضج والصدق حتى يكون للعرض المسرحي حق شرعي للمشاركة في “الموسم”، بغض النظر عن مصطلحات غير مقنعة حول وجود مسرح للنخبة ومسرح آخر للجمهور، وبعيداً أيضا عن الأمور التنظيمية والإجرائية الأخرى التي تتحول أحياناً إلى إجراءات روتينية تعطي الأولية للمشاركة في الموسم للعمل المميز الذي حصد عدة جوائز في أيام الشارقة بغض النظر عن ملائمته وقدرته على التواصل مع جمهور آخر عريض ومختلف لا يشبه جمهور الأيام، ولا يتقاطع ذوقه مع ذوق لجنة التحكيم أو نخبة المتفرجين مثلا، وبالتالي كما يشير سالم يجب وضع مقاييس خاصة للعمل المشارك في الموسم أهمها أن يكون العمل نفسه مخلصاً ومنتمياً للمسرح وليس لأي اعتبار آخر دخيل ومقحم. دعم الفكرة بدوره يرى الفنان محمد سعيد أن فكرة وجود موسم مسرحي يروج للأعمال الجيدة ويكافئها على تميزها هي فكرة رائعة ومطلوب دعمها والوقوف إلى جانبها رغم وجود بعض الهنات والسلبيات التنظيمية التي يمكن تجاوزها أو حتى التكيف معها، خصوصاً إذا كانت بعض هذه العقبات يقع خارج سيطرة جمعية المسرحيين، وحول طبيعة الأعمال التي يمكن أن تحقق أهداف الموسم قال سعيد إنه شارك هذا العام في لجنة الاختيار واقترح أن تحقق الأعمال الجادة شروط التواصل مع الجمهور العادي، ورغم أن هذا المطلب يبدو متناقضاً إلا أنه يمكن مع مرور الزمن خلق قاعدة من الجمهور الذي يتقبل الأعمال الجادة ويتعاطى مع أجوائها الجمالية والرمزية التي تنبع من الروح الفنية المشتركة للعمل المسرحي في كل مكان وزمان. واقترح محمد سعيد عرض الأعمال في مناطق الدولة المختلفة خلال أسبوعين أو ثلاثة من انتهاء أيام الشارقة المسرحية وذلك حتى لا تفقد الأعمال حيويتها وحتى لا يفقد الممثلون حماسهم، وهناك سبب آخر ــ كما أشار ــ وهو صعوبة تجميع الممثلين والتقنيين في أشهر الصيف المخصصة لعروض الموسم. فرصة ذهبية وأخيرا يرى الفنان عبدالله صالح أن التنسيق بين الجهات والمؤسسات الثقافية والمسرحية هو عامل مهم من أجل تذليل العقبات الإدارية والمادية التي تعيق نشر الفعل المسرحي في الدولة، وقال صالح إن الموسم المسرحي يشكل فرصة ذهبية للعروض المميزة كي تتنفس مجدداً، وتتواصل مع فئات مختلفة من الجمهور، وهذا الهدف النبيل بحاجة لتكاتف الجميع من أجل صياغته بالشكل الأمثل، وبالتالي تحويله إلى هاجس فني عام قادر على تطوير نفسه من الداخل وقادر أيضاً على خلق قاعدة جديدة من الجمهور المحب والشغوف والمتواصل مع كافة أطياف واتجاهات فن المسرح.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©